حقق مربو النحل في ولاية عنابة و الولايات الشرقية المجاورة، إنتاجا وفيرا لعسل فصل الربيع، بكميات تجاوزت التوقعات بعد مواسم كارثية.
و أكد نحالون للنصر، على أن ما تم جنيه لحد الآن مع تواصل عملية الجني، لم يحقق منذ سنوات في المناحل الموزعة على السهول و الجبال، حيث وصفوا مع حققوه «بموسم الخير و البركة».
كما أنه من بين العوامل المناخية التي ساعدت نجاح الموسم، حسبهم، التساقط المبكر للأمطار شهر جانفي و استقرار الطقس في فيفري، ما سمح بتوفر جو ملائم لتفريخ الخلايا و إنتاج عسل متعدد الأزهار، مع تنوع المراعي .
و أوضح نحالون للنصر، بأن إنتاج العسل هذا الموسم كان مبكرا على مستوى الولايات الساحلية المطلة على البحر، لإزهار أشجار» الترتاق» حسب التسمية المحلية، باعتبارها نبتة رحيقية بامتياز لإنتاج العسل، حيث وصل مستوى الطوابق الإضافية للخلايا إلى المستوى الرابع و هو ما لم يحقق منذ سنوات، حيث كانت قوة جيوش النحل كافية لصنع الشمع و العسل في نفس الوقت.
و حسب ما ذكره (م. م) و هو نحال محترف يتنقل بالخلايا في جميع ولايات الوطن، حيث تجاوز متوسط إنتاج خلية واحدة في موسم الربيع، 20 كلغ، كما يتميز نوع عسل الربيع بجودة عالية، كون مصدره متعدد الأزهار، كما يختلف لونه حسب كل منطقة باختلاف المراعي .
و مع تحقيق وفرة في إنتاج العسل بالولايات الساحلية المعروفة بالكثافة الغابية، ينتظر نزول السعر ولو بنسبة قليلة، حيث يتراوح حاليا سعر الكليوغرام ما بين 3500 و 4000 دج، فيما يبقى هاجس التسويق مطروحا بسبب كثرة الوسطاء و الغش، ما يرفع السعر، زيادة عن انعدام الثقة لدى الزبون، ما جعل نحالين يفتحون نقاط بيع خاصة بهم، لتسويقها مباشرة للمستهلك، في انتظار دخول ولايات أخرى داخلية مرحلة الإنتاج.
في حين أكد نحالون، على أن شعبة تربية النحل تطورات كثيرا بفضل جلب الخبرة و مواكبة التطورات، ما أعطى ثماره بزيادة الإنتاج و الحصول على الجودة العالية دون الاضطرار لتغذية خلايا النحل بالسكر في فصل الشتاء و ذلك من خلال نقل الخلايا من منطقة إلى أخرى حسب الجو السائد و المراعي الموجودة في كل منطقة.
وفي هذا الشأن، أضاف (م. م)، بأن تطوير الإنتاج مرتبط بترحيل الخلايا إلى المناطق الملائمة لإنتاج العسل و تجييش الخلايا، بحيث يستطيع النحال جني العسل أربع مرات كأقل شيء في السنة، إلى جانب تنويع نوع المحصول.
كما أشار المتحدث، إلى أن عملية الترحيل أعطت ثمارها في السنوات الأخيرة، ما يضمن بقاء الخلايا قوية و محافظتها على جيوشها، بحيث تسمح المراعي بإنتاج العسل، ما يُغني المربي عن تطعيمها أو إعانتها بالسكر أو المواد الغذائية الأخرى، كما تقي عملية التحويل، النحل من المرض، كون المراعي الجديدة تعطيها القوة و طاقة للإنتاج و تجنيب النحال إنفاق المواد الإضافية في شراء الأدوية المستوردة.      
وتؤكد المكلفة بالإعلام على مستوى مديرية المصالح الفلاحية لولاية عنابة، على نجاح سياسة الدعم التي باشرتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، لتأهيل شعبة تربية النحل الموجه لفائدة المربين، بالإضافة إلى الترتيبات التحفيزية المتخذة لتشجيع الشباب على الاستثمار في هذا الفرع من النشاط المنتج و المولد للثروة.
و قد بدأ ارتفاع إنتاج العسل، حسب المصادر، سنة 2008، بفضل ارتفاع عدد المربين، حيث تترقب مديرية المصالح الفلاحية لولاية عنابة، توسعا أكثر لهذا النشاط خلال السنوات المقبلة، في المناطق الغابية و الريفية الجبلية على غرار شطايبي، سرايدي، برحال و واد العنب.          حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى