أعلنت هيئات الإعمار و تهيئة المدن بقالمة، عن انطلاق مشروع هام لتطوير حي المذبح القديم، أحد أقدم الأحياء الشعبية بمدينة قالمة و أكثرها تدهورا و عرضة للفيضانات و النفايات، على مدى عقود طويلة من الزمن.
و يقع حي المذبح القديم بضاحية باب سكيكدة و يعد من أشهر مداخل المدينة القديمة، و أكثرها حيوية تجارية، لكنه ظل يعاني من تردي إطار الحياة العامة، دون أن يخضع لعملية ترميم و إصلاح الطرقات، و الحماية من الفيضانات التي تداهمه كل شتاء و خريف، و تلحق به المزيد من الأذى.
و يتضمن مشروع التطوير إصلاح الأرصفة و تعبيد الطرقات، و تركيب أنظمة الإنارة المقتصدة للطاقة، و تهيئة الساحات العامة و المساحات الخضراء، و بناء نظام للحماية من الفيضانات.
وقد عاشت الفنانة الألمانية العالمية بيتينا هاينن عياش في حي المذبح القديم بمدينة قالمة حتى السنوات الأخيرة من حياتها، و أحاطها سكان «الباطوار» بالحب و الاحترام و صار منزلها المتواضع قبلة لعشاق الفن التشكيلي قبل أن يغلق أبوابه برحيل بيتينا و اختيارها لمثواها الأخير بألمانيا موطنها الأول في شهر جوان 2020.
و دعا سكان المذبح القديم المهندسين المشرفين على مشروع التطوير إلى إنجاز أشغال بهندسة راقية كما لوحات الفنانة العالمية، و إنجاز حديقة صغيرة قرب منزلها تزينها إحدى لوحاتها المستوحاة من طبيعة قالمة الجميلة، تخليدا لمسيرة بيتينا هاينن عياش، التي اختارت العيش بمدينة قالمة بعد وفاة زوجها، و كرست حياتها للإبداع الفني الراقي.  
و بلغ حي «الباطوار» كما يسميه سكان مدينة قالمة، درجة متقدمة من التدهور، حتى أن أغلب طرقاته لم تعد تصلح لحركة السير، و تكدست فيه أكوام النفايات و العجلات المطاطية المستعملة، و انطفأت مصابيح الإنارة العمومية و انهارت الساحات العامة و المساحات الخضراء و جرفت الفيضانات المتعاقبة ما تبقى من طرقات و أرصفة و زادت تسربات مياه الشرب و حتى الصرف الصحي الوضع تعقيدا بضاحية شعبية عريقة ظلت القلب النابض لقالمة القديمة قبل أن يطالها الإهمال و النسيان سنوات طويلة.
و يندرج مشروع تطوير حي المذبح القديم بمدينة قالمة ضمن برنامج هام حصلت عليه ولاية قالمة سنة 2019 من صندوق الضمان و التضامن للجماعات المحلية، الممول من وزارة الداخلية و الجماعات المحلية، لتهيئة المدن و القرى، و مد شبكات الغاز و الكهرباء و ترميم المدارس و بناء أنظمة الصرف الصحي و الحماية من الفيضانات، و تطوير أنظمة الإنارة العمومية، و تهيئة الحدائق و الساحات العامة و غيرها من المشاريع التي بدأت تغير وجه المدن و القرى بولاية قالمة.
فريد.غ