بدأت طلائع السياح في الوصول إلى المنتجعات الحموية الشهيرة بولاية قالمة، معلنة عن بداية موسم السياحة الشتوية التي تتزامن كل سنة مع العطلة المدرسية وتراجع الإقبال على منتجعات الشواطئ البحرية المنتشرة على طول الساحل الوطني.
وتستعد مدينة حمام دباغ والقرية السياحية الحموية حمام أولاد علي، لاستقبال آلاف الزوار القادمين من مختلف مناطق الوطن ومن الخارج لقضاء أيام العطلة الشتوية والاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية المتفردة، والسباحة في الأحواض الساخنة، والعلاج بالبخار والمياه المعدنية الحارة ذات الخصائص الفيزيائية المفيدة للصحة والراحة النفسية.
وأنهت المركّبات السياحية الحكومية والخاصة استعداداتها لاستقبال الزوار بالجوهرة السياحية حمام دباغ والقرية الحموية حمام أولاد علي، التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى قطب حموي وطني بدعم من الاستثمارات الخاصة التي استطاعت تحويل القرية الريفية المتخفية بين الجبال إلى منتجع سياحي حموي لا تتوقف به الحركة على مدار العام، وتزداد قوة كلما حل فصل الشتاء وموسم الربيع الذي يبدأ مبكرا كل عام نظرا لطبيعة المنطقة التي تتميز بتساقط معتبر وحرارة داعمة للغطاء النباتي الذي يبدأ في النمو مع نهاية شهر نوفمبر من كل عام عندما يكون التساقط كافيا، حيث ترتدي الطبيعة حلة خضراء جميلة تستهوي السياح الباحثين عن الراحة والهدوء بعيدا عن صخب المدن ومتاعب الحياة اليومية.  وقد بدأت منصات الألعاب تكتسح محمية العرائس الأسطورية بمدينة حمام دباغ، استعدادا لاستقبال آلاف الأطفال القادمين مع ذويهم، وفي رحلات جماعية تنظمها مدارس البلاد والوكالات السياحية الوطنية، التي بدأت تختار الوجهة الداخلية وتروج لها على نطاق واسع، في تحول جديد لإعادة بعث السياحة الجزائرية التي تتوفر على إمكانات مادية وطبيعية قادرة على استقطاب المزيد من السياح عل مدار العام.
و وصلت طلائع السياح يومي الجمعة والسبت إلى منتجعات حمام دباغ وحمام أولاد علي، بعد نهاية الامتحانات المدرسية، وبدأت منصات الألعاب في الاشتغال صانعة الفرجة والمتعة للأطفال، واستعادت الفنادق والمطاعم حيويتها آملة في انتعاش قوي للسياحة هذا الموسم بعد انفراج الوضع الصحي وانحصار الجائحة التي ألحقت خسائر مادية كبيرة بالقطاع على مدى عامين تقريبا.          
ومازال السياح الأجانب يتوافدون على المنتجعات الحموية بقالمة قادمين من أمريكا وأوروبا، في تحول واعد نحو مزيد من الاستقطاب الداعم لقطاع السياحة الوطنية، التي يعول عليها كثيرا لتطوير الاقتصاد الوطني المستديم.
وفي كل مرة يكتشف هؤلاء السياح المزيد من الكنوز الطبيعية التي ظلت متخفية عن أعين السائح الأجنبي سنوات طويلة، قبل حدوث الانفتاح والترويج الواسع بدعم من وسائط التواصل و تطور نشاط الوكالات السياحية الوطنية، وتمكنها من الخبرة والقدرة على إبراز خصائص الوجهة الجزائرية المتفردة.                                              فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى