قضت، أمس، محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، بإدانة المتهم المسمى (ق.ش) بعقوبة سنتين حبسا نافذا، مع النطق بتبرئة شقيقه التوأم المدعو (ق.ر)، بعد متابعتهما في قضية محاولة اختطاف مقاول من مدينة شلغوم العيد.
و وجهت للمتهمين جنايات تكوين جمعية أشرار لغرض الإعداد لجناية ضد الأشخاص، ومحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار ومحاولة الاختطاف وجنحة التهديد بالقتل، والتمس ممثل النيابة العامة إدانتهما بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا، وكانت هيئة المحكمة قد فصلت ابتدائيا بإدانة 3 متهمين آخرين في القضية نفسها بأحكام متفاوتة تراوحت بين 5 و10 سنوات سجنا نافذا.
القضية ترجع إلى السابع والعشرين من شهر جوان من سنة 2020، عندما تلقى عناصر الأمن بعين فكرون، بلاغا من طرف مصالح الأمن فحواه أن سيارة من نوع «كليو» متوجهة صوب مدينة عين فكرون، وعلى متنها أشخاص تورطوا في جريمة قتل بمدينة شلغوم العيد بميلة، ليتم توقيف المركبة بمخرج المدينة على طريق عين كرشة، وعلى متنها 3 متهمين.
وتبين فيما بعد بأن الأمر يتعلق بمحاولة اختطاف تعرض لها مقاول في مجال البناء ونجارة الألومنيوم من مدينة شلغوم العيد وهو المدعو (ح.هـ)، وحسب نتائج التحقيقات فإن المتهمين توجهوا صوب شلغوم العيد قصد قتل الضحية مقابل استلام مبلغ 100 مليون سنتيم، وعند وصولهم لورشته أوهمه أحدهم بأنه يبحث عن عمل، غير أن المقاول الذي سبق له أن تلقى تهديدا بالقتل بعد أن استدرجه مجهولون لمدينة عين فكرون، سرعان ما اكتشف بأن الشخص الذي قدم نفسه كشاب من مدينة التلاغمة لكنته وطريقة كلامه توحي بأنه من عين فكرون، فعاد المتهم مسرعا لسيارته أين لاذ ومن معه بالفرار لوجهة مجهولة، ليتم توقيفهم بعد ذلك بمدخل مدينة عين فكرون.
وكشف الضحية في شكواه وخلال جميع مراحل التحقيق، بأنه لم يدخل في خلاف مع أي طرف من المتهمين، ومشكلته الوحيدة كانت مع شريك له في المؤسسة التي يشتغل بها في تركيب نوافذ وأبواب الألومنيوم عبر ورشات البناء، أين قاما بفض شراكتهما وتنازل عن حصص في الشركة وعن مبالغ مالية كذلك، غير أن الزبائن باتوا يفضلونه هو.
وصرح المقاول بأن مجهولا استدرجه قبل 10 أيام من تاريخ الوقائع، وطلب منه التوجه لعين فكرون، ليبرما اتفاقية تركيب نوافذ وأبواب الألومنيوم لورشة سكنية بها 7 عمارات، غير أن المتصل ربطه بعاملين تابعين له، وتوجه للورشة واكتشف حينها بأنها مهجورة، فراودته شكوك بأن المتصل يستدرجه لأمر مجهول، ليتصل به آخر ويعلمه بأنه مستهدف في محاولة قتل، طالبا منه الحذر ليخطر عناصر الأمن، التي باشرت تحرياتها وكشفت مخطط العصابة، وتبين بأنه حددت لهم مكافأة مالية للتخلص من الضحية.
وأنكر المتهم (ق.ش) تورطه في القضية بالرغم من مواجهته من طرف قاضية الجلسة بسجل المكالمات الهاتفية، الذي يبين اتصالاته العديدة بالضحية محاولا أن يستدرجه لمدينة عين فكرون، أين نجح في المرة الأولى موهما إياه برغبته في إتمام مشروع سكني وتزويده بنوافذ وأبواب من الألومنيوم، غير أن المقاول تفطن للمخطط المحاك ضده، وسارع للفرار باتجاه مسقط رأسه.
وقال المتهم أنه ممون للمؤسسات الصغيرة بالعتاد، وعشرات الملفات أودعت على مستواه دون أن يستفيد أصحابها من العتاد، محتملا بأن يكون قد راح ضحية لشكوى كيدية من طرف بعض أصحاب الملفات، نافيا ربطه اتصالات هاتفية مع الضحية الذي أكد لقاءه به بمدينة عين فكرون.
وأشارت قاضية الجلسة إلى أن السيارة التي تم توقيفها قادمة من مدينة شلغوم العيد بميلة باتجاه عين فكرون، وكان هو من يقودها وتبين بأن شقيقه أجرها من إحدى وكالات كراء المركبات، فيما ذهب المتهم الثاني للتأكيد بأنه استأجر فعلا سيارة سياحية لاستعملها في التنقل في حفل زفاف ابنة خاله، غير أنه وضعها داخل محطة لغسل السيارات، محتملا بأن يكون عامل بالمحطة هو من استعملها في القضية.
    أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى