تتوقع مصالح الغابات بولاية الطارف، تراجعا كبيرا في إنتاج الفلين هذه السنة بسبب الأمراض الفطرية الناجمة عن الحرارة والتغيرات المناخية، إضافة إلى انتظار التأكد من سلامة غابات الفلين قبل مباشرة عملية الجني، وتمكين الفرق المختصة من معالجة المساحات المتضررة، خاصة بفعل فطر الفحم.
وذكر رئيس مصلحة الإنتاج الغابي بمحافظة الغابات، أن كمية الفلين التي تم جمعها لم تتعد 600 قنطار، فيما تبقى توقعات الإنتاج الإجمالي في حدود 7 آلاف قنطار على مساحة 2594 هكتارا، بتراجع يقارب 50 بالمائة مقارنة بالموسم الفارط أين تجاوزت الكمية 12 ألف قنطار على مساحة تفوق 5 آلاف هكتار، مشيرا إلى إسناد عملية الجني لمؤسسة الهندسة الريفية مشروع القالة التي تتكفل بعدة مناطق خاصة بالشريط الحدودي. ويتم استحداث ما يقارب 100 منصب عمل موسمي طيلة فترة الجني التي انطلقت في جويلية وتتواصل إلى غاية أكتوبر.
وتطرق المتحدث إلى تأثير الحرائق  التي شهدتها الولاية في السنتين الماضيتين وبعض الحرائق المتفرقة هذا العام، على مردود الفلين خاصة بالمناطق الحدودية المنتجة لهذه الثروة ذات القيمة الاقتصادية والاجتماعية، بعد أن أتت النيران على مساحات معتبرة من الفلين بنوعيه الذكري والإنتاجي خصوصا ببلديات حمام بني صالح، بوحجار، عين الكرمة، الزيتونة، الطارف والعيون.
وكانت المصالح المعنية تراهن على بلوغ إنتاج يناهز 20 ألف قنطار بمعدل 19 ألف متر مكعب في الهكتار على مساحة  تقارب 6 آلاف هكتار، بزيادة 8 آلاف قنطار عن العام الفارط، و رغم التراجع المسجل في الإنتاج إلا أن النوعية ذات جودة عالية، ما دفع المؤسسة المكلفة بالجني إلى تجنيد كل إمكانياتها بتشغيل مواطني المناطق الغابية لجني كل المساحات قبل أن تأتي عليها الحرائق، خصوصا أن المنتوج المحلي من الفلين المعروف بجودته العالية ويلقى طلبا كبيرا من قبل الوحدات الصناعية التحويلية لاستعماله في مختلف المجالات.
وتتصدر ولاية الطارف المراتب الأولى وطنيا في إنتاج مادة الفلين بفضل برامج القطاع، حيث تعمل مصالح الغابات على توسيع وتجديد المساحات المنتجة من خلال تسطير برنامج سنوي يهدف إلى غرس 200 هكتار للحفاظ على ديمومة هذه الثروة، التي تتمركز بالأساس بغابات بوحجار، الطارف، القالة والذرعان، ناهيك عن ما يوفره هذا النشاط من مئات مناصب الشغل للساكنة بالجوار.
ويدر إنتاج الفلين بولاية الطارف على الخزينة العمومية، أكثر من 7 ملايير سنتيم سنويا، منها 5 ملايير عائدات من الفلين الإنتاجي ما يمثل نسبة 60 بالمائة، في حين أن 40 بالمائة المتبقية تخص الفلين الذكري الذي شرع في استغلاله لأول مرة.
وتقدر مساحة غابات الفلين في الطارف بحوالي 80 ألف هكتار منها 3500 هكتار منتجة، من مجموع المساحة الغابية للولاية التي تفوق 199 ألف هكتار، ما يمثل نسبة 59 بالمائة، غير أن عملية استغلال الفلين تعترضها كل سنة عدة عقبات، منها عزوف اليد العاملة، الحرائق ونقص المؤسسات المختصة في الجني للحفاظ على ديمومة هذه الثروة وتفادي إلحاق الأضرار بها، على اعتبار أن المهمة لا تكمن في الجني بقدر ما تتعلق بالمحافظة على غابات الفلين في إطار التنمية المستدامة.
أما الفائض في الإنتاج، فيواجه مشكلة التسويق، زيادة على تعطل البيع بالمزاد للمحصول لغياب المشاركين وضعف العروض المالية، الأمر الذي يهدد بحسب مصالح الغابات، جودة المنتوج ويعرضه للتلف والحرائق، في ظل افتقار الولاية لمؤسسات تحويلية واستثمارات  مختصة في الميدان لتثمين هذه الثروة، بالرغم من التحفيزات والتسهيلات التي وضعت أمام المستثمرين لاقتحام المجال بالنظر للأهمية التي يوفرها نشاط جني الفلين في خلق الثروة ومناصب الشغل وإعطاء القيمة المضافة للقطاع.                نوري.ح                    

الرجوع إلى الأعلى