تواصل مزارع الحلزون بقالمة، نشاطها متحدية كل العقبات الميدانية و اللوجيستيكية، معتمدة على خبرة العمالة المدربة، و مهارات التعامل مع الأسواق الدولية، التي تعرف منافسة قوية حول هذا المورد الطبيعي الثمين.
وقد تمكنت هذه المزارع الواقعة بمنطقة بوشقوف، من تصدير أكثر من 300 قنطار من الحلزون إلى إيطاليا سنة 2023، حسب آخر الإحصائيات التي أعلنت عنها مديرية التجارة بقالمة، في البيان المقدم للمجلس الشعبي الولائي في جانبه المتعلق بنشاطات التصدير.  
وقد أنشئت مزارع الحلزون بقالمة سنة 1993، بمبادرة من مستثمرين شباب، قرروا خوض تجربة جمع الحلزون و تصديره إلى العديد من الدول بينها إيطاليا، و انطلقت الفكرة آنذاك من منزل ريفي صغير قرب بوشقوف ونمى المشروع بعد ذلك و صار استثمارا منتجا للثروة و العملة الصعبة و مناصب العمل.
و تصدر مزارع الحلزون بقالمة 3 أنواع تجارية ذات جودة و قدرة على المنافسة بالأسواق الأوروبية، و هي «أسبيرزا» و «أبيرتا» و «فارميكولا»، و يعمل بهذا المشروع الاستثماري عدد هام من سكان المنطقة الذين يجمعون الحلزون و يعدونه للتصدير، بعد مرحلة السبات و التعليب و المراقبة البيطرية. و تتعامل المزرعة مع عدة ولايات تشتهر بجودة الحلزون و وفرته، و تعتمد على سلسلة توريد تعمل دون انقطاع، لتوفير الكميات الكافية و تلبية الطلب الأجنبي على هذا المورد الطبيعي الغذائي المطلوب بالمطاعم الأوربية.  و حسب مديرية التجارة بقالمة، فإن ما لا يقل عن 5 متعاملين يصدرون عدة منتجات الى الخارج بينها الحلزون و البصل البري، و الرخام و التمور و العصائر و الزبدة و منتج صناعي كيمائي.  
و يتعامل المصدرون بقالمة مع عدة دول بينها الصين و فرنسا و إيطاليا و تونس، و تعد المنتجات الغذائية الأكثر تصديرا كالحلزون و البصل البري و الطماطم المجففة و المارغارين و المشروبات الغازية و العجائن و الطماطم المعلبة.
و كان مشاركون في ملتقى محلي، حول التصدير و التكوين و تدريب رجال الأعمال، نظم بقالمة في وقت سابق، قد أكدوا بأن كل التسهيلات القانونية و الجبائية أصبحت في متناول كل الراغبين في اقتحام التجارة الخارجية، و تصدير المنتجات الوطنية إلى الخارج، في إطار الجهود الرامية إلى تنويع مصادر الدخل الوطني من العملة الصعبة، و التوجه نحو اقتصاد بديل للنفط المهدد بتقلبات السوق الدولية.         
           فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى