أوفدت وزارة الثقافة، لجنة مختصة للتحقيق في اعتداءات على مواقع أثرية مصنفة بمدينة لمباز الأثرية أو تازولت، جنوب شرقي ولاية باتنة، و أفادت مصادر مؤكدة للنصر، أن اللجنة و بعد أن نزلت منذ مطلع الأسبوع رفعت تقريرا يتضمن دعم وتوفير الحماية للمواقع الأثرية بتازولت.
ذات المصادر أوضحت، بأن اللجنة الوزارية تتكون من مختصين في علم الآثار على رأسهم الباحثة في الآثار نصيرة بن صديق، و هي الباحثة التي سبق وأن أجرت بحوثا على منطقة المواقع الأثرية للمباز خلال سنوات الثمانينات إلى جانب وفد إنكليزي قبل أن تتوقف عملية مواصلة البحوث في إطار شراكة جزائرية إنكليزية بسبب العشرية السوداء.
ووقفت اللجنة التي أوفدتها وزارة الثقافة حسب مصادرنا على تسجيل تجاوزات في ظل عدم تحديد مخطط التوسع العمراني الخاص ببلدية تازولت، وأبرز التجاوزات التي رفعتها اللجنة التوسعات العمرانية على مواقع لم تشملها الدراسة لتحديد ما إن كانت مواقع أثرية أم غير ذلك، خاصة و أن المنطقة لا تزال تكتنز الآثار التي هي بحاجة للبحث عنها لإبراز معالمها.
و سجلت اللجنة صراعا بين البلدية و فرع الديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية بعد رفع الأخير لتحفظات في عديد المرات عن أشغال وتوسعات.
و رفعت اللجنة في تقريرها مطالب بدعم فرع الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية من أجل ضمان الحماية للمواقع الأثرية مستقبلا بالتنسيق مع مصالح مديرية الثقافة لولاية باتنة.
يذكر أن بلدية تازولت عرفت خلال السنوات الأخيرة عدة اكتشافات أثرية للوحات فسيفسائية، منها لوحة "فركسوس و هيلي" التي تجسد الأسطورة الإغريقية للقربان الخائب، ولوحة النمرة التي تعرضت فيما بعد إلى تخريب وسرقة وفتحت بشأنها مصالح الدرك تحقيقا، و تعرف الأبحاث حول المواقع الأثرية تأخرا بعد أن ظلت ورشة اكتشاف النمرة مغلقة لسنوات دون عودة فريق الباحثين إلى الموقع.
للإشارة أيضا أن بلدية تازولت بدورها تسجل تأخرا تنمويا بسبب عدم تحيين مخطط التهيئة والتوسع العمراني وظلت حبيسة المخطط القديم، الذي لا يسمح بالتوسع باعتبار ما هو خارج الإطار العمراني عبارة عن أوعية فلاحية أو غابية أو أثرية و هو ما حرم البلدية من عدة مشاريع مرافق عمومية و سكنات.             

يـاسين/ع

الرجوع إلى الأعلى