بلغت أسعار الفرولة في عيدها السنوي بمدينة  سكيكدة أمس، مستويات قياسية بوصولها عتبة 700 دج للكلغ، محطمة كل الأرقام القياسية للطبعات السابقة ما خلق حالة من التذمر والاستياء لدى المواطنين والعائلات الذين تعذر عليهم اقتناء هذه الفاكهة ، مبديين استغرابهم ودهشتهم لكون الأسعار لم تكن تتجاوز 300 دج للكلغ بالأسواق قبل ساعات قليلة من افتتاح معرض عيدها السنوي.  وشهد معرض منتوج الفرولة أمس بساحة أول نوفمبر من خلال جولة قادتنا عبر أروقته اقبالا محتشما من طرف المواطنين، لدرجة أن الساحة بدت شبه خالية  على غير العادة من المواطنين،  ولولا الحركة التي أحدثتها زيارة الوالي للمعرض ومعاينة المنتوج والوقوف على انشغالات المشاركين لما تخيل لزائر لهذه المدينة الساحلية وجود عيد للفراولة، عدا تلك الخيم التي نصبتها السلطات المحلية لإقامة التظاهرة. وفسر الكثير من المتتبعين هذا العزوف بكون تفكير واهتمام سكان المدينة ينصب هذه الأيام أكثر على السكن المنتظر توزيعه الأسابيع القادمة،و بالتالي فهذا العيد لم يعد يستهوي المواطنين كما كان في السابق. وخلال حديثنا مع سيدة وجدناها تسأل عن الأسعار أبدت غضبا شديدا من الابتزاز الذي يمارسه بعض المنتجين، حيث لم تتمكن من اقتناء ما يلزمها من هذه الفاكهة للأولاد بسبب أسعارها المرتفعة التي بلغت حسب ما وقفنا عليه بعين المكان 700 دج، كما وجدنا أن بعض المنتجين يفضلون بيع المنتوج بطريقة جزافية بدون وزنه، وهذا ما اعتبره  مواطنون  تحايلا بغرض تحقيق هوامش ربح كبيرة، و قالوا أنه من المفروض على المنتجين أن يطبقوا أسعارا رمزية تكون في متناول جميع شرائح المجتمع،  كما يحدث في معارض المنتوجات الفلاحية ببعض ولايات الوطن.
 هذا وقد رفع المنتجون خلال هذا المعرض العديد من المشاكل لوالي الولاية منها على وجه التحديد غياب الدعم، نقص العقار والسقي خاصة هذا الموسم الذي شهد حسبهم جفافا ونقص في التساقط، بالإضافة إلى المسالك الوعرة ما أدى إلى تقلص نسبة الانتاج إلى 60 في المئة بعدما كانت الموسم الفارط في حدود 90 في المئة، و قالوا بأن الوضعية أدت بالكثير من الفلاحين إلى التوقف عن هذا النشاط -مثلما- وأضفوا أن هذا النوع من الزراعة   مهدد  بالانقراض في حالة بقاء الوضع على  ما هو عليه.
من جهته والي الولاية محمد حجار التزم أمام المنتجين  بالعمل على تسوية المشاكل المطروحة بالتنسيق مع المديرية العامة للغابات لتسوية ملف العقار، مؤكدا بأن الولاية قررت فتح ملف العقار بالتنسيق مع المصالح الفلاحية  و الري و  مصالح الغابات والغرفة الفلاحية لأن الولاية تتوفر حسبه على امكانيات لتسحين وضعية الفلاحين في هذه الشعبة والعمل على تطويرها. وكانت تظاهرة عيد الفراولة قد انطلقت مساء الأحد بعروض مختلفة لفرق فلكلورية من مديرية الشبيبة والرياضة والكشافة الاسلامية انطلاقا من ملعب 20 أوت وصولا إلى ساحة أول نوفمبر،  مع إقامة معرض للصناعات الحرفية.   
كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى