خرج عشرات السكان ببلدية البوني مركز بعنابة للاحتجاج في الشارع ليلا، و قاموا بغلق الطريق الرئيسي المحاذي لمقر الدائرة بالمتاريس، و إضرام النار في العجلات المطاطية، بسبب انقطاع التزود بالمياه الشروب، لمدة 10 أيام متتالية، مستنكرين الوضعية التي يعيشونها، دون تحسن أوضاعهم رغم تطمينات شركة الجزائرية للمياه التي وعدت بتحسن نظام التوزيع، و تدفق المياه مرة كل ثلاثة أيام.
و حسب مصادر محلية، فإن التوزيع يختلف من منطقة لأخرى، ففي بلدية البوني هناك أحياء تصلها المياه بشكل متذبذب، لكن لا تتجاوز مدة الانقطاع ثلاثة أيام، و أحياء أخرى منخفضة تقع تحت مستوى القناة الرئيسية، تتزود بشكل يومي تقريبا، نفس الشيء ببلدية عنابة، فنظام التوزيع بالشريط الساحلي تحسن بشكل كبير بالمقارنة مع الأيام الماضية، فيما تُعاني أحياء أخرى على غرار لاكلون من توقف التزود بالمياه الشروب لمدة خمسة أيام متتالية.
و استغرب سكان عديد الأحياء خاصة البوني عدم إمدادهم بالصهاريج للتخفيف من معاناتهم، حيث استعانت مصالح ولاية عنابة بشاحنات ذات صهاريج من عدة ولايات، على غرار شاحنات شركة سيال بالعاصمة، و سياكو بقسنطينة، تتخذ من بهو مقر المصالح التقنية لبلدية عنابة مكانا لتجمعها، تعمل خلية الأزمة على توجيه الشاحنات حسب احتياجات الأحياء، و البلديات المتضررة. كما كُلفت الحماية المدنية ضمن المخطط الاستعجالي بضمان إمداد المؤسسسات الاستشفائية، و المرافق التربوية بعاصمة الولاية بالماء، حفاظا على السير الحسن لعملها، و توفيرا لشروط الراحة للمرضى، و التلاميذ مع الدخول المدرسي مباشرة.
من جهة أخرى، انطلق مركب الحجار للحديد و الصلب، أمس، في حفر بئرين داخل المنطقة الصناعية، بعد إجراء الدراسات التقنية الأولية التي تحدد موقع تواجد المياه الجوفية، و البعد، حيث شرعت آلات الحفر في عملية التنقيب، و قد حددت مدة الانجاز بشهر كامل للانتهاء من الأشغال، و تزويدها بالمضخات، كما تم الاتفاق مع مصالح الجزائرية للمياه بتزويد المركب بثلاثة أبار إضافية تابعة لذات الشركة، من أجل تعويض النقص المسجل في الكمية التي تحتاجها الوحدات للتشغيل، و تصل احتياجات المركب إلى 1100  متر مكعب من الماء الخام في الساعة، تُغطي احتياجات التشغيل، و إنتاج  المياه الصحية، و ملء احتياطي المركب.
و استنادا للمدير العام للمركب، فقد قامت مصالحه بتنفيذ مخطط استعجالي داخل الوحدات، عن طريق ملء الخزانات لضمان بقاء وحدة إنتاج الأزوت، و الأكسجين في حالة نشاط، إلى جانب وحدة تسخين الماء. و في أعقاب وقف إمداد وحدات  المركب بالمياه منذ نحو أسبوعين، تم وقف نشاط الفرن العالي رقم 2 من الناحية التقنية عن طريق «خفض الحمولة».
و استغلت الإدارة حسب المدير، توقيف سلسلة الإنتاج بسبب أزمة المياه، لإطلاق برنامج للوقاية، و تنظيف مختلف التجهيزات، و صيانة الآلات. مشيرا إلى أن استئناف نشاطات المركب يظل مرتبطا بمعاودة تموين المركب بالمياه.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى