صفقة وهمية توقع بشبكة خطيرة للمتاجرة بالقطع الأثرية في المسيلة
نجحت فرقة الشرطة القضائية بأمن دائرة بوسعادة بالمسيلة مؤخرا في الإطاحة بأفراد عصابة مختصة في السرقة والمتاجرة بالقطع الأثرية تتكون من 03 ثلاثة أشخاص  ينشطون عبر عدة ولايات من الوطن واسترجاع مجموعة كبيرة من اللوحات الفنية والقطع النقدية والمخطوطات والمطبوعات والقطع الأثرية والطبيعية.
تفاصيل عملية توقيف أفراد هذه العصابة وحجز كمية كبيرة من القطع الأثرية،  كشف عنها رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية البشير بن يونس في ندوة صحفية عقدت بدار الثقافة الشهيد قنفود الحملاوي رفقة مدير الثقافة رابح ظريف وممثل قيادة مجموعة الدرك الرائد بن ناصر فضيل، حيث تعود إلى شهر نوفمبر من العام الماضي من خلال عمل استعلاماتي احترافي بالنظر الى طبيعة القضية والمحجوزات، حيث استمرت عملية استدراج أفراد العصابة التي تنشط على مستوى مدينة بوسعادة وبعض ولايات الوطن ومنها ميلة ووهران، وهذا من خلال صفقة وهمية لاقتناء لوحة فنية منقوشة على النحاس بمبلغ يفوق 01 مليار سنتيم مع شخصين واللذين تم تحديد هويتهما مسبقا، بناء على معلومات وهذا على مستوى مدينة بوسعادةـ حيث تبين من خلال التحقيق معهما أن لهما دراية كبيرة بهذا النشاط منذ زمن طويل.
وأضاف رئيس المصلحة منشط الندوة الصحفية أن عملية تفتيش مساكن الموقوفين ببوسعادة كانت إيجابية، أين عثر على مجموعة كبيرة من القطع النقدية المقلدة ومجموعة من المخطوطات وقطع طبيعية تتمثل في خشب متحجر يعود لآلاف السنين ولوحات فنية منقوشة على القماش وأخرى على النحاس، والمثير في مسكن أحدهما يقول إنه يشبه الى حد بعيد مغارة “ علي بابا “ في نمطه الهندسي، ليتم على إثرها مواصلة التحقيقات للتعرف على شريكهم الثالث والذي يبقى في حالة فرار، بينما تم تقديم الموقوفين أمام وكيل جمهورية بمحكمة بوسعادة يوم 30 أفريل المنصرم، والذي أحال ملف القضية بدوره على قاضي التحقيق الذي وضع المتهمين تحت الرقابة القضائية، بعد أن وجهت لهما تهمة السرقة والحيازة والمتاجرة بالقطع الأثرية والطبيعية.
  المحجوزات التي يوجد جزء منها على مستوى وزارة الثقافة وجزء على مستوى مخبر الشرطة العلمية بشاطوناف بالجزائر العاصمة للتحقق من  كونها حقيقية أو مقلدة،  تتمثل  في لوحة فنية تمثل   منظر طبيعي لباخرة أصلية تحمل توقيع “ COUSIN  « وتعود الى الفترة الممتدة من القرن 17 الى 18 ميلادي و 13 قطعة نقدية تبين أنها مقلدة للفترة القديمة والقطعة النقدية الأصلية تعود للفترة العثمانية للسلطان محمود الثالث لسنة 1240 ميلادية و 06 لوحات زيتية ومنقوشة على القماش وأخرى على النحاس و 13 قطع شظايا الصوان تعود الى ما قبل التاريخ أي الى ما بين 150 و200 مليون سنة وأربع  قطع من الخشب المتحجر وكذا 11 مخطوطا منها المطبوعة وأخرى مكتوبة باليد والتي تتضمن مواضيع لها علاقة بالسحر و الشعوذة وتفسير القرآن  و 12 قطعة من القواقع البرية والبحرية من أنواع مختلفة و 03 قطع من حجر العقيق وتمثال صغير من البرونز.
وعن الخشب المتحجر الذي تم حجزه قال رئيس مصلحة التراث بمديرية الثقافة بالولاية مزعاش عبد المالك، أنه عبارة عن خشب في حالة معدنية تتطلب سنوات طويلة لتتحول الى معدن ، وهو يعود الى 150 او 200 مليون سنة، حيث عثر على نحو 22 كلغ من هذا الخشب لدى الموقوفين.
من جهته مدير الثقافة رابح ظريف أوضح انه تعمد تقديم هذه القضية بما انها تتزامن وشهر التراث في ندوة صحفية مشتركة من باب التحسيس والتوعية بهذه الجرائم التي تمس تاريخ البلاد ومن أجل التذكير بخطورة هذا الفعل الاجرامي الذي يعاقب عليه القانون وهو المتاجرة بالممتلكات الأثرية التابعة للدولة مشيرا الى أن الولاية بها موقع أثري،  وهو قلعة بني حماد المصنف من قبل اليونيسكو سنة 1980 ضمن لائحة المواقع الاركيولوجية المهمة، مضيفا أن ولاية المسيلة تعتبر متحف مفتوح ولذلك تم جرد 21 موقع أثري،  والتي سجلت ضمن قائمة الجرد الإضافي لتصنيفها منذ سنة 2008 «ونحن نسابق الزمنـ يضيف ـ لتكون هذه المواقع ضمن التراث الوطني» .اما عن موقع بشيلقة ببلدية المطارفة فإنها كانت محل زيارة لجنة مختصة من وزارة الثقافة وهي اللجنة التي ستقوم بعمل بحثي ومخبري على هذا الموقع الأثري.
كما سبق لفصيلة الأبحاث بمجموعة الدرك الوطني أن عالجت السنة الماضية قضيتين تتعلقان بالإطاحة بعصابة مختصة في المتاجرة بالقطع الأثرية ، ما مكن من استرجاع مجموعة من القطع الأثرية وتوقيف عدد من الأشخاص،  والذين تم تقديمهم أمام العدالة التي أدانت أحدهم بعام حبسا نافذا وغرامة مالية .  
   فارس قريشي

الرجوع إلى الأعلى