أكد الناخب الوطني لوكاس ألكاراز بأنه المسؤول الأول و الوحيد عن اختيار القائمة المعنية بالمشاركة في اللقائين القادمين، سواء ودية غينيا، أو المباراة الرسمية ضد الطوغو،  موضحا في هذا الصدد بأنه جاء إلى الجزائر لتجسيد مشروع رياضي، وفق إستراتيجية عمل واضحة، لأنني ـ كما قال ـ " أرفض أن تملى علي قرارات "فوقية" لها علاقة مباشرة بالجانب التقني، كما أنني لم أسمح بتدخل أي طرف في خياراتي، و التي كانت بناء على معايير مدروسة و معطيات ميدانية، و ذلك بعد تحليل دقيق و متعدد الجوانب لمستوى 60 لاعبا، من أجل ضبط قائمة تتشكل من 25 عنصرا، و الفرصة لا يمكن أن تتاح للجميع".
التقني الإسباني و في ندوة صحفية نشطها أول أمس الخميس بمركز سيدي موسى أبدى غضبا شديدا عن تلقيه سؤالا بخصوص المعايير التي إعتمدها لضبط القائمة، و صرح قائلا: " الجميع يعلم بأنني قمت بجولة في أوروبا قادتني إلى 6 بلدان، دامت 12 يوما، إلتقيت خلالها ب 18 لاعبا، و شرحت لهم طريقة العمل و السياسة التي أعتزم إنتهاجها، هذا فضلا عن متابعتي للكثير من المباريات، كما أنني شاهدت كل عنصر لفترة تقارب 12 ساعة كاملة، و ذلك بعد الإستعانة بأشرطة فيديو،  بصرف النظر عن المعاينة المباشرة، و هي معطيات تكفي لأن أقول بأن خياراتي في هذه القائمة كانت مدروسة، و جاءت منطقية، من دون تدخل أي شخص آخر في العمل الذي قمت به".
لا علاقة لمسؤولي الفاف بقضية الشبان و لم أعلم بأن حداد رئيس "سوسطارة"
غضب ألكاراز بلغ ذروته بعد تركيز الإعلاميين في أسئلتهم على دوافع توجيه الدعوة لثنائي نادي بارادو عطال و مزياني، و كذا لاعب إتحاد العاصمة حمرة، و قد ذهب الناخب الوطني إلى حد الجزم بأن ضم هؤلاء الشبان إلى القائمة لم يكن بتدخل من مسؤولي الفاف، خاصة الرئيس زطشي و نائبه ربوح حداد، إلى درجة أنه أعلن عن عدم علمه المسبق بأن حداد يشغل منصب رئيس إتحاد العاصمة، مضيفا بأن الأماكن في المنتخب تبقى للأفضل و الأجدر، مهما كان النادي الذي ينشط فيه، و أخذ من منتخب بلاده كمثال حي، لما صرح بأن تتويج إسبانيا بكأس العالم كان بفضل منتخب ضم عددا معتبرا من لاعبي "البارصا".
و عمد الناخب الوطني إلى الدفاع عن خياراته بخصوص القائمة المفرج عنها، و أكد في هذا الإطار بأن الثنائي مزياني و عطال يمتلك مؤهلات فنية كبيرة تسمح لكل عنصر بالمشاركة في أول تربص له مع المنتخب الأول، كما أن حمرة يبقى ضيف شرف، لكن سيكون له ـ حسب قوله ـ " مستقبلا كبيرا مع المنتخب الوطني، هذا فضلا عن تألق كل لاعب في التربص الأخير للمنتخب الأولمبي، لأن العناصر الشابة التي تبرز يجب أن تحظى بإهتمام و عناية كبيرين، من خلال إعطائها الفرصة للتواجد مع المنتخب الأول، و هي خطوة إجبارية يجب اتخاذها للإستفادة من مؤهلات اللاعبين الشبان البارزين".
حساني له قدرات كبيرة و عودة فغولي، مجاني و زفان حتمية
من جهة أخرى عرج ألكاراز على قضية توجيه الدعوة للمدافع إلياس حساني، الناشط في الدوري البلغاري، و أكد بأن هذا اللاعب لفت إنتباهه، بسبب سرعة تأقلمه مع طرق اللعب المنتهجة على إختلافها، الأمر الذي جعله يراهن على خدماته، لأنه يرى فيه أحد الحلول المستقبلية لمشكل الدفاع الذي ظل مطروحا لسنوات طويلة في المنتخب الوطني، كما عاد التقني الإسباني للحديث عن قضية مهدي زفان، و دوافع توجيه الدعوة له مجددا، إذ أوضح في هذا الشأن بأن معاينة مردود هذا اللاعب مع المنتخب عبر أشرطة الفيديو كانت السبب الرئيسي و الوحيد في إدراج زفان في القائمة، رغم وضعيته غير المريحة في نادي رين.
إلى ذلك اعتبر الناخب الوطني بأن إعادة الثنائي فغولي و مجاني ضرورة حتمية، و أشاد بالمؤهلات الفردية لكل عنصر، و القدرة على وضع الخبرة الطويلة في خدمة المنتخب، موضحا بأن تواجد لاعبين من أصحاب الحنكة و التجربة خيار لا مفر منه من أجل تأطير المجموعة.
بالموازاة مع ذلك أكد ألكاراز بأن عدم استدعاء مدافع إتحاد العاصمة ربيع مفتاح لا يعني بان هذا اللاعب ليس مهما في حسابات الطاقم الفني الوطني، و إنما راجع بالأساس ـ على حد قوله ـ " إلى عدة اعتبارات، أهمها الجاهزية في المناصب، لأن القائمة محدودة، و خياراتنا تراعي مدى قدرة كل عنصر على التجاوب مع بعض خياراتنا التكتيكية، و ماندي على سبيل المثال متعدد المناصب، و بالتالي فإننا سنوظفه في أفضل منصب نراه فيه الأنسب للظهور بأحسن مستوى، و تقديم الإضافة المرجوة".
لم أنتقد مستوى البطولة و إبعاد المحترفين في الدول العربية ليس تهميشا
و سار المدرب الوطني على نفس النهج عند تبرير قرار ضم قديورة إلى القائمة، إذ علل ذلك بمستوى اللاعب المنتظم مع المنتخب، و حضوره المتواصل في التربصات، دون الأخذ في الحسبان وضعيته في الدوري الإنجليزي، رغم أن بعض الإعلاميين طلبوا منه إجراء مقارنة بين قديورة و بلكلام، لكن ألكاراز إكتفى بالتأكيد على أن أبواب المنتخب تبقى مفتوحة أمام كل من يثبت أحقيته الميدانية في التواجد ضمن التعداد، و أخذ من المهاجم فرحات زيدن الدين كمثال، إذ صرح بأنه تابع هذا اللاعب عن كثب، لكن الوقت ـ حسبه ـ لم يحن بعد لإستدعائه.  
و بخصوص وضعية اللاعبين المحترفين في البطولات العربية و عدم استدعائهم لهذا التربص، في صورة الثلاثي بونجاح، بلقروي وبلخيثر، الذي كان حاضرا في "كان 2017" أوضح ألكاراز بأن القرار المتخذ لا علاقة له بمستوى البطولات التي ينشطون فيها، بل ناتج عن جاهزية كل عنصر على حدى، و كذا حاجة المنتخب لخدمات اللاعبين، بحسب المناصب التي يشغلونها. من هذا المنطلق أكد الناخب الوطني بأنه لم ينتقد مستوى البطولة الجزائرية، بعد متابعته بعض المباريات، مشيرا إلى أن المستوى الفني يبقى مقبولا إلى أبعد الحدود، لكنه تفاجأ بتراجع المردود الفردي للكثير من العناصر في لقاءات البطولة، و هذا بالمقارنة مع ما وقف عليه في تربص المحليين، و الذي سمح له بأخذ نظرة سطحية عن بعض العناصر المحلية.              
 ص   / فرطـــــاس

الرجوع إلى الأعلى