توقفت مغامرة الصغير نادي التلاغمة مع السيدة المدللة، بعد إقصاءه أمام مولودية وهران في مقابلة كانت تاريخية للتلاغمية، إلا أن إرادتهم لم تكن كافية للتغلب على خبرة و حنكة الحمراوة، لأن الفوارق المقترنة بالانتماء و الإمكانيات، لم تظهر كثيرا و هدف الفوز و التأهل كان من عمل فردي.
المباراة عرفت انطلاقة متكافئة بانحصار التنافس على الكرة في حدود الدائرة المركزية، في ظل التزام أهل الدار الحيطة و الحذر، مقابل عدم مناورة الحمراوة كثيرا في الهجوم، و هي الخيارات التي تسببت في قلة الفرص السانحة للتهديف من الجانبين، بدليل أن أولى الفرص التي تستحق الذكر كانت بعد مرور 19، لما كاد طيايبة أن يمنح الأسبقية للمولودية برأسية اعتلت العارضة الأفقية لمرمى الحارس قرفي.
رد فعل التلاغمية كان عن طريق رأس الحربة دخموش، الذي ظل معزولا وسط الدفاع الوهراني، لكنه بادر إلى تهديد مرمى ناتاش في مناسبتين الأولى في الدقيقة 25، بعد تلقيه تمريرة في العمق من بلوصيف، حيث تخلص من المراقبة على الجهة اليمنى لكن قذفته جانبت إطار المرمى بقليل، و الثانية جاءت بعد تسع دقائق من صاروخية صوبها من على مشارف منطقة العمليات، وجد ناتاش صعوبة في صدها علي مرتين.
التكافؤ الكبير في اللعب خلال المرحلة الأولى أعطى شبان التلاغمة الكثير من الثقة في النفس و الإمكانيات، بدليل خروجهم من القوقعة الدفاعية مع بداية الشوط الثاني و مبادرتهم للهجوم بالتوغل على مستوى الرواقين الأيمن و الأيسر لتكون أخطر فرصة تلك التي صنعها دخموش في الدقيقة 56، بتوغله على الجهة اليسرى و تقديمه كرة على طبق لزميله بلوصيف الذي وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس ناتاش، إلا أن قذفته جانبت إطار المرمى ليفوت على التلاغمية فرصة ثمينة لافتتاح باب التسجيل.
عامل الخبرة كان السلاح الذي راهن عليه مدرب المولودية بوعكاز، لامتصاص اندفاع المنافس صوب الهجوم، باعتماده على المرتدات الهجومية السريعة التي كان وراءها غربي و مكاوي مع ترك الشاب فريفر وحيدا في الهجوم، و هي الخيارات التي أتت بثمارها في الدقيقة 72، بعد مجهود فردي من تومي سياف أنهاه بقذفة أرضية من على مشارف منطقة العمليات، خادعت الحارس قرفي و استقرت في الركن السفلي الأيمن لمرماه، مفجرا فرحة في أوساط العشرات من أنصار المولودية الذين سجلوا تواجدهم بمدرجات ملعب ميلة.
هذا الهدف قضى على معنويات أبناء التلاغمة الذين حاولوا الرد و تدارك الوضع في باقي الدقائق، لكن حنكة الحمراوة مكنتهم من المحافظة على التفوق إلى غاية إطلاق الحكم إبرير صافرة النهاية، مرسما تأهل أصحاب الخبرة على حساب الطموح، و يخرج لاعبو التلاغمة تحت تصفيقات الآلاف من أنصارهم، عرفانا لهم بالمباراة البطولية التي قدموها أمام أحد كبار الرابطة المحترفة الأولى.
 ص. فرطاس

الرجوع إلى الأعلى