الأغنية التارقية التقليدية ذاع صيتها خارج الوطن بفضل الراحل عثمان بالي
أكد مغني الأغنية التارقية ورئيس فرقة «شوغلي» للغناء التقليدي في جانت محمد ميلودي، أن الأغنية التارقية تمكنت من فرض نفسها على الساحة الفنية الجزائرية، والدولية ،مبرزا مكانتها بين عديد الطبوع الغنائية التي تشتهر بها كل منطقة في الجزائر والخارج، و قد ذاع صيتها بشكل لافت و أبهرت جمهور العالم الذي رقص على أنغامها بفضل عميدها الراحل عثمان بالي الذي تمكّن من السفر بها بعيدا .
ما يشد الجمهور أكثر إلى الطابع التارقي ، الموسيقى التي تتميز بها والآلات التي تعتمد عليها الفرق المختصة في هذا الطابع المتميز الذي تنفرد به الصحراء الجزائرية ،منها العصرية والتقليدية ،على غرار القيثارة ،الدربوكة و العود الذي يلازمهم في كل رحلاتهم الفنية، إضافة إلى القارقابو و الجامبي وغيرها ، مشيرا إلى أنّ الأغنية التارقية التقليدية قد تطّوّرت كثيرا خلال السنوات الأخيرة، من ناحية الموسيقى والأداء إلا أنها لا تزال تحافظ على اللمسة الصحراوية.
  أضاف محمّد ميلودي في لقائه مع النصر أن فرقته «شوغلي» تأسست مباشرة بعد وفاة عميد الأغنية الترقية عثمان بالي، لتأخذ المشعل و تواصل ما خلّفه هذا العملاق و تخلّد أعماله التي لن تندثر خاصّة، وأنّه كان تلميذه ، ويعتبره  مثله الأعلى في الغناء، ولا يمكنه إحياء حفل دون أن يفتتحه بإحدى روائعه الخالدة التي لا تزال مصدر إلهام له، مشيرا إلى أنّه لا يزال متأثرا برحيل الذي تبناه فنيا وكان سببا في بروزه وولوجه عالم الفن والغناء .  غنى ميلودي لأول مرة في مصر سنة 1992، عندما رافق أستاذه المرحوم عثمان بالي وقدّمه إلى الجمهور المصري ،وشجعه على الغناء أمام الآلاف رغم  صغر سنه ،وهو الأمر الذي لم يكن سهلا بالنسبة له، لأنه لم يتعود على مواجهة الجمهور بمفرده ،إلاّ أنّه نجح في اجتياز الاختبار و تركت تلك التجربة أثرا كبيرا لديه و أتاحت له  الفرصة لفرض نفسه على الساحة الفنية.
  بعد وفاة أستاذه عثمان بالي، فكّر في إنشاء فرقته الخاصة، والتي تتكون من  8أعضاء من بينهم ثلاث نساء ،تمكنوا من فرض أنفسهم داخل وخارج الوطن. وحظيت  الفرقة باستقبال خاص من طرف الجمهور بالبلدان الأوروبية التي حطّوا فيها  الرحال  خلال جولاتهم الفنية، على غرار فنلندا ، إيطاليا، سربيا،بولونيا وغيرها من الدول التي سجلت فرقته مرورها منها.
 أول ألبوم للفرقة، حسب ميلودي ،أصدرته سنة 2006  ،وبرصيدها اليوم ثلاث ألبومات آخرها كان في 2010 ،وأشار محدّثنا  أنهم بصدد التحضير لألبوم رابع خلال السنة المقبلة  2015 يحمل توقيع الفرقة  التي تستمد مواضيعها من عمق الصحراء الجزائرية، موضخا بأنّ فرقته  تعطي الأولوية للحفلات قبل الألبومات. عن الجولات الفنية ذكر محمد ميلودي بأن الفرقة ستشارك في مهرجان تينهينان يوم 31 ديسمبر الجاري قبل أن تسافر نهاية جانفي القادم  إلى ألمانيا، لإحياء حفل فني و الالتقاء بعشاق الأغنية التارقية في انتظار تحديد تواريخ أخرى للعديد من الحفلات التي تلقوا دعوات بشأنها  في بلدان أخرى.             سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى