قالــــمة مدينة الشبح كـــل جمعــــة     
تحول يوم الجمعة بمدينة قالمة إلى هاجس كبير يقلق السكان و الزوار بسبب تصرفات التجار الذين يرفضون ضمان الحد الأدنى من الخدمات و يدخلون في ما يشبه إضرابا شاملا غير معلن يبدأ من مساء الخميس و يستمر إلى صباح السبت، حيث تشل الخدمات تماما و يضطر السكان إلى الهروب من الجحيم و التوجه إلى المدن و القرى المجاورة النشطة على مدار أيام الأسبوع.  
ظاهرة الإغلاق الشامل للمحال التجارية يوم الجمعة بمدينة قالمة تمس في كل مرة جميع الخدمات التي يحتاجها المواطن كالمواد الغذائية و المطاعم و قطع الغيار و ميكانيك و كهرباء السيارات و مواد البناء و الملابس و فضاءات الانترنت الأجهزة الكهرومنزلية و الإلكترونية و غيرها من الخدمات التي تختفي تماما من قالمة مدينة الأشباح التي يخيم عليها الحزن و البؤس و تبدو كئيبة عندما تدخلها صباح الجمعة.    
و بالرغم من حملات التحسيس التي تقوم بها مديرية التجارة لإقناع التجار بالإبقاء على النشاط طيلة أيام الأسبوع غير أن التجار لم يستجيبوا لنداءات المديرية و السكان و فرضوا منطقهم، غير أن البعض منهم اعترف بالتقصير في حق سكان المدينة و زوارها و قال بأنه من حق التجار الاستراحة ليوم واحد في الأسبوع، لكننا مطالبون بضمان الحد الأدنى من الخدمات و خاصة بأنشطة مواد البناء و قطع الغيار و الكهرباء و ميكانيك السيارات و فضاءات الانترنت و المطاعم و غيرها من الأنشطة التي تصاب بالشلل كل جمعة بالمدينة التاريخية العريقة، التي يقصدها السياح كل نهاية أسبوع لكنهم يصابون بخيبة أمل كبيرة عندما يتجولون في شوارع موحشة و مدينة ميتة يختفي أهلها في منازلهم من مساء الخميس إلى صباح السبت.  
و لا يقتصر الشلل الذي يصيب مدينة قالمة كل نهاية أسبوع على الخدمات و السلع فقط بل يتعداه أيضا إلى التغطية الصحية التي تتراجع بشكل مقلق لدى الأطباء الخواص الذين يغلقون عياداتهم طيلة يوم الجمعة و لا يضمنون الحد الأدنى من الخدمة الصحية، بعد أن تحولت هذه العيادات إلى ملاذ للمواطنين في ظل العجز الكبير و المشاكل التي تعرفها المستشفيات العمومية المدينة بعد أن أصيبت هي الأخرى بعدوى الإضراب غير المعلن.  
و فقدت مدينة قالمة مكانتها السياحية و الاقتصادية في السنوات الأخيرة بسبب تصرفات غريبة تحدث كل جمعة بداية بإغلاق شبه كامل للمرافق الخدماتية و خاصة بقالمة القديمة وصولا إلى التراجع الرهيب لحركة المواطنين بالشوارع و الفضاءات العامة.  
و بدأت الأصوات تتعالى مطالبة بوضع حد لما وصف بالسلوكات غير الحضارية و إجبار قطاع الخدمات على ضمان الاستمرارية كل جمعة وفق برنامج يأخذ بعين الاعتبار حق التجار في يوم راحة ليس بالضرورة يوم الجمعة فقط.
و يقول سكان المدينة بأن يوم الجمعة أصبح ثقيلا لا يطاق بسبب الملل و الروتين و انعدام الحركة و الخدمات مناشدين المسؤولين المحليين بالتدخل لإحياء المدينة الميتة و العودة بها إلى الزمن الجميل عندما كانت مدينة لا تنام و لا تتوقف بها الحيوية على مدار الساعة و كل أيام الأسبوع.  
فريد.غ  

الرجوع إلى الأعلى