الطرف الفرنسي يتماطل في تسليم جماجم رموز المقاومة ويتهرب من المسؤولية
أكد وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، بأن الطرف الفرنسي يتماطل في قضية استعادة جماجم المقاومين الجزائريين من متحف الإنسان بباريس، واعتبر المتحدث تشبت الطرف الفرنسي بطلب خطي تهربا من المسؤولية وعدم جدية فيما يتعلق بهذا الأمر، وجدّد التأكيد مرة أخرى على أن الجزائر مصممة على ضرورة أن تصل المفاوضات مع الطرف الآخر بهذا الشأن إلى حل يرضي جميع الجزائريين، ويمكّن من استرجاع جماجم المقاومين ودفنها في التراب الذي استشهد من أجله ملايين الجزائريين.
وأوضح وزير المجاهدين في تصريح له أمس بمجلس الأمة على هامش ندوة حول الدبلوماسية الجزائرية نظمها المجلس أن قضية الجماجم عمرها أكثر من قرن ونصف، والطرف الفرنسي يتماطل بهذا الخصوص، لكن للطرف الجزائري أيضا إرادة لتسوية القضية، وقد سعى عبر القنوات الدبلوماسية عدة مرات لبعث المفاوضات مع الطرف الفرنسي، وهناك تنسيق تام بين وزارتي المجاهدين والشؤون الخارجية، وقد تم تكليف سفيرنا بباريس من أجل بعث المفاوضات.
وردا عن سؤال حول ادعاء الطرف الفرنسي عدم تلقيه أي طلب رسمي من الجزائر يخص استرجاع هذه الجماجم، اعتبر زيتوني ذلك «تهربا من المسؤولية وعدم جدية من الجانب الفرنسي»، و أوضح أن «هذه القضية تقنية، ولما نقول أن عمرها أكثر من قرن ونصف، لا يمكن أن نقول ينقص طلب خطي من جملتين لحلها، لكن نحن مصممون على وصول المفاوضات إلى حلّ يرضي الطرف الجزائري و من حقنا استعادة هذه الجماجم ودفنها في الأرض التي استشهد من أجله ملايين الجزائريين»، وأضاف أن الطرفان لما يجتمعان إنما يكون ذلك من أجل شيء معين، مسقطا بذلك ادعاءات الفرنسيين.
كما أوضح أيضا أن بعض الجزائريين الذين قالوا أنه من الأفضل بقاء هذه الجماجم هناك إنما كانوا يقصدون بذلك حتى يكتشف العالم حقيقة التعذيب و التنكيل والقتل الذي مارسه الاستعمار الفرنسي بحق الجزائريين، مضيفا أن الجانب الإيجابي في هذه المسألة هو سقوط القناع عن الجرائم التي ارتكبتها فرنسا ضد البشر، ومنهم الجزائريين.
في موضوع آخر رفض الطيب زيتوني الكشف عن عدد المجاهدين الحقيقيين بعد ضبط البطاقية الوطنية الخاصة بهم، وقال أن هذه البطاقية ضبطت والعدد سيقدم في الوقت المناسب، والمهم اليوم أن الوزارة حيّنت كل المعطيات الخاصة بها، و أدخلت الإعلام الآلي وتقنيات أخرى في هذا الجانب، و قد رُبطت الوزارة بكل المديرات الولائية، كما وضعت بطاقيات خاصة بالجانب الاجتماعي والتراثي، و تم جمع كل الإحصائيات، و أجري مسح شامل عبر كافة القطر الوطني لمقابر الشهداء والمعالم والتاريخية و التذكارية و مراكز التعذيب، والوزارة اليوم بحوزتها بطاقية رسمية موحدة في هذا الجانب.
إلياس بوملطة

الرجوع إلى الأعلى