الفنان يزيد سويعد ينهي جدارية "حتى لا ننسى" بحديقة الوئام بمدينة ميلة
أنهى الفنان يزيد سويعد مؤخرا جدارية «حتى لا ننسى»، بحديقة الوئام بمدينة ميلة، و التي جسد من خلالها ملخصا عن بسالة المجاهدين و الشهداء بالولاية ، بناء على حدودها في الفترة الاستعمارية، كما أبرز فظاعة المستدمر الغاشم واضطهاده لأبناء المنطقة.
استغرق العمل لتجسيد هذه الجدارية، حسب صاحبها، حوالي ثلاثة أشهر لتكون في الصورة التي هي عليها الآن، و قد استعمل في تنفيذه تقنية تضمن مقاومة العوامل الطبيعية من حرارة و أمطار، فتعيش لمدة أكبر تبقى فيها شاهدة على حقبة مهمة من التاريخ الجزائري و الميلي تحديدا، من خلال ما تحمله من رمزية عن شجاعة أبناء المنطقة في وجه المستعمر الذي لم يدخر جهدا للتنكيل بهم، وتعذيب الأبرياء من الأطفال والعجزة بعد أن استعصى عليه أمر المقاومين منهم.
ويقول ابن ميلة الفنان سويعد، أن هذا العمل أخذ منه جهدا في التحضير و جمع المعطيات قبل تجسيده على أرض الواقع، مستعينا بأساتذة ومختصين في التاريخ منهم الباحث و الأستاذ نور الدين بوعروج، كما اطلع على العديد من المراجع التي تناولت تاريخ منطقة ميلة إبان الحقبة الاستعمارية، منها «كرونولوجيا الأحداث التاريخية إبان الثورة التحريرية الكبرى بولاية ميلة من 1954 إلى 1962» و كتاب «خنساوات مدينة ميلة».
و أكد الفنان أنه لا يمكن الاستغناء عن الشهادات الحية لتدعيم العمل بمنظور من عاشوا الأحداث التي جسدت فيه، من المجاهدين الذين رافقهم محدثنا إلى مواقع المعارك التي شاركوا فيها أو الأماكن التي مارس المستعمر عليهم التعذيب فيها، و قد تنقل صاحب الجدارية إلى العديد من بلديات ولاية ميلة، بحثا عن المعلومات التي تلزمه في العمل، فزار مواقع عدة معارك، منها معركة الحجار الكوحل ، كاف النسور، مشتة أولاد بوخميس، ومكان التعذيب «لاساس» بعين التين  وببلدية أولاد اخلوف، أين تمت عملية إبادة جماعية لحوالي 300 مواطن من طرف الجيش الفرنسي، إلى جانب منطقة بير الشهداء حيث ألقي فيها جزائريين أحياء مكبلين في البئر سنة 1957، معركة ذراع قرواش بمشتة القنطر بلدية بني قشة، إبادة مشتة الدهس و معركة الماء لبيض بتاجنانت.
و قد حاول صاحب الجدارية أن يترجم ما جمعه من الشهادات والمختصين، بالإضافة إلى ما وقف عليه من خلال زيارة مواقع الأحداث المسجلة في الثورة، في مشاهد تحاكي الواقع، تتخللها رموز تعبر عن الهوية الوطنية تشمل جميع جهات الوطن وثقافاتها  و رغم  تعددها واختلافها، يقول الفنان، أنها تبقى مشتركة وتتقاطع لكونها جزائرية.
وأشار يزيد سويعد في حديثه للنصر، إلى أهمية خروج الفن إلى الشارع و تهريبه من الأركان والزوايا بالأماكن المغلقة التي لم تعد تستهوي الكثيرين ولا تجلب إلا القلة القليلة فقط ، ما يؤكد ضرورة استغلال المرافق العامة المفتوحة من حدائق وشوارع، لاحتضان الأعمال الفنية على اختلافها، وحتى يكون الجمهور في احتكاك معها، بصورة مباشرة و دون أن يتنقل إليها.    
   ابن الشيخ الحسين.م

الرجوع إلى الأعلى