• الأردنيون يعشقون محرز و انبهروا بالخضر في البرازيل
اعتبر الشاب الجزائري أكرم خندق التجربة التي يخوضها في الدرجة الثانية للدوري الأردني، محطة ابتدائية لمشوار احترافي، وأكد بأن هذه المغامرة مكنته من اكتشاف مكانة الكرة الجزائرية في قلوب الأردنيين .
حـــاوره: صالح فرطـــاس
خندق ابن مدينة عنابة، والذي سبق له تقمص ألوان جمعية الخروب، خص النصر بحوار مطول، تحدث فيه عن هذه التجربة، وكذا التواجد الجزائري في الدوري الأردني.
• بداية كيف تم التحاقك بالبطولة الأردنية؟
هذه قصة طويلة، و»المكتوب» كان وراء هذه المغامرة، لأن الاتصال الأولي الذي أجراه مناجير أردني مع وكيل أعمال معتمد من الجزائر بخصوص أحد اللاعبين الشبان من وهران، لكن توقف المحادثات بشأن تلك الصفقة في آخر مراحلها، فتح الباب أمامي للدخول على الخط، في ديسمبر الماضي لما كنت ألعب في إتحاد الحجار، وهذا كله بفضل أحد أقاربي، الذي تربطه علاقة صداقة مع «المناجير» الجزائري، ما مكنني من الظفر بهذا العقد الاحترافي، ولو أنه قصير المدة، لأنه عبارة عن مرحلة تجارب ميدانية.
•نفهم من كلامك بأن الوضعية الإدارية مازالت غامضة ؟
لا.... بعد إتمامي كافة الإجراءات بالتنسيق مع وكيل الأعمال تنقلت إلى الأردن، وخضت الاختبارات الميدانية مع نادي الجليل، الناشط في دوري الدرجة الثانية، حيث اقتنع الطاقم الفني بمؤهلاتي، ما جعل الإدارة تستكمل عملية التأهيل الرسمي، بالتوقيع على عقد مدته 6 أشهر فقط، على أن تكون محادثات أخرى بخصوص التمديد في نهاية هذا الموسم، لأن مسيري نادي الجليل اقترحوا في بادئ الأمر عقدا لمدة 18 شهرا، لكن «المناجير» الأردني رفض هذه الفكرة، وألح على ضرورة تقليص المدة، مادامت أنها أشبه بفترة التجارب .
• وكيف وجدت الأجواء هناك؟
     الشعب الأردني يكن احتراما كبيرا للجزائر، فمنذ وصولي لم أحس إطلاقا بأنني في الغربة، وكل من يعلم بأنني جزائري يسارع إلى استضافتي دون تردد، كما أن زملائي في الفريق ساعدوني على التأقلم بسرعة، ولو أن عامل اللغة ساهم بقسط كبير في تسهيل المهمة، لأن التواصل تم في ظرف قياسي، فأصبحت فردا من أسرة نادي الجليل، والأنصار تعلقوا بي من أول مباراة رسمية لعبتها .
•وماذا عن مشوارك مع الفريق إلى حد الآن؟
     منذ التحاقي بنادي الجليل نجحت في الظفر بمكانة ضمن التشكيلة الأساسية، والمدرب العراقي جبار عبد الحميد كان يضعني تارة في منصب صانع ألعاب، وتارة أخرى كمهاجم إضافي، وهي الخيارات التي مكنتني من وضع بصمتي بصورة جلية، على اعتبار أنني شاركت في 10 لقاءات، سجلت 7 أهداف، وقدمت 5 تمريرات حاسمة، وهذا كله ثمرة التأقلم السريع مع الأجواء، ما جعلني أحظى بمساندة جماهيرية كبيرة في كل مقابلة.
• هل بالإمكان إجراء مقارنة بين مستوى البطولة الجزائرية ونظيرتها في الأردن؟
الفرق في المستوى بين البطولتين يتضح أكثر من الناحية الفنية، لأن مهارات اللاعب الجزائري تبرز أكثر في الخارج، وبالتالي فإنني وبعد هذه المغامرة وقفت على قيمة الفرديات العالية التي يمتلكها الجزائريون، والتي يفتقر لها باقي الأشقاء في الخليج العربي، وعليه يمكن القول بأن مستوى البطولة الجزائرية أفضل بكثير من دوريات دول المشرق، سواء من الناحية الفنية أو حتى من حيث الإقبال الجماهيري، لأن الجزائريين برهنوا على تعلقهم الكبير بكرة القدم، وتوافدهم بأعداد غفيرة على المدرجات لمتابعة مباريات البطولة على اختلاف مستوياتها، يحفز اللاعب على بذل مجهود إضافي، بينما الوضع مختلف في الأردن، إذ تبقى المتابعة الجماهيرية ضعيفة، ولا يمكن مقارنتها بما نشاهده في الجزائر.
•وماذا عن تواجد الجزائريين في الدوري الأردني؟
انضمامي إلى نادي الجليل كان برفقة شاب جزائري آخر من مدرسة جمعية وهران، ويتعلق الأمر  ببن دية بن شاعة، إذ خضنا سويا هذه المغامرة منذ بدايتها، وهو يتواجد أيضا ضمن التشكيلة الأساسية بانتظام، وإلى حد الآن يتواجد 3 لاعبين جزائريين في البطولة الأردنية، لأن المهاجم أيوب بركاني من أولمبي المدية، كان قد التحق الموسم الفارط بنادي العربي، وقد اتصل بنا بمجرد تلقيه خبر إلتحاق شابين من الجزائر بفريق الجليل، بينما يبقى التقنيون الجزائريون غائبين عن هذه البطولة.
• هذا يعني بأنكم سفراء الكرة الجزائرية بالمملكة الأردنية؟
     شرف لنا أن نحمل راية تمثيل الجزائر في بلد شقيق مثل الأردن، لكن الحقيقة أن سمعة الكرة الجزائرية في المملكة الهاشمية فاقت كل الحدود، لأن الجميع مازال يتغنى بما حققه منتخبا الوطني في مونديال البرازيل، سيما المباراة البطولية في ثمن النهائي أمام ألمانيا، وهي الملحمة التي يحدثني عنها الأردنيون كلما التقوا بي، لأنهم يعلمون أنني جزائري، ويفتخرون بما صنعه الخضر في البرازيل، كما أنهم يعشقون كثيرا النجم رياض محرز، ويعتبرونه أحد رموز الكرة العربية، سيما بعد مشواره التاريخي الموسم الماضي في ليستر سيتي، في حين تبقى المهارات الفردية لبراهيمي محل إشادة الجمهور الأردني.
• بعد هذه التجربة، ما هي طموحاتك المستقبلية؟
انتقالي إلى الدوري الأردني كان بهدف البحث عن عقد احترافي في الخليج، ولعلمكم تلقيت عرضا من الإمارات بعد أسبوع من توقيعي لنادي الجليل عن طريق وكيل معتمد، وعليه فإن الحديث عن مستقبلي في البطولة الأردنية سابق لأوانه. شخصيا أسعى للالتحاق بالدوري القطري، لأنني شاب (25 سنة) وأطمح لتطوير قدراتي الفردية، خاصة وأن مشواري كان ناجحا منذ البداية، انطلاقا من إتحاد عنابة، مرورا بجمعية الخروب، نجم البسباس وإتحاد الحجار، وصولا إلى مغامرة احترافية في الأردن.
• بماذا يريد أكرم خندق أن يختتم هذا الحوار؟
الحقيقة التي لا يمكن نكرانها، هي أن تواجدي في الغربة مكنني من الوقوف على المكانة الحقيقية للجزائر في قلوب أشقائنا الأردنيين، كما أن اللاعب الجزائري مهاري مقارنة بما شاهدته في الأردن،  و عليه فإن الاستثمار في الطاقات الشبانية التي تزخر بها بلادنا كفيل بتحسين المستوى، و ما لذلك من انعكاسات إيجابية على المنتخبات الوطنية، من دون أن أنسى أنصار إتحاد عنابة، الذين أبقى واحدا منهم،  و قد انهرت معنويا بعد الفشل في تحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية، لأنني لم أصدق إلى حد الآن بأن فريقا ينشط في دوري الهواة، يتوفر على قاعدة جماهيرية تفوق 50 ألف مناصر، لكنه يفشل في كل مرة في تحقيق الصعود.
ص / ف

الرجوع إلى الأعلى