لقاء بين حاضر قسنطينة وماضيها في أولى سهرات «نوميديا فنون و ثقافة»
نشط سهرة أول أمس كل من الناشط الجمعوي و المنشط  الإذاعي توفيق بن زقوطة و خبير المطبخ القسنطيني حسان بن طلحة، سهرة ثقافية بامتياز نظمتها جمعية نوميديا فنون و ثقافةـ بالتنسيق مع دار نشر « لوشون ليبر»، للحديث عن واقع المدينة اليوم مع التركيز على أهم الأحداث التي شهدتها خلال أول أسبوع من رمضان، في محاولة لتسليط الضوء على التغيرات التي يعرفها المجتمع القسنطيني، كما شملت القعدة حديثا عن مطبخ المدينة التقليدي و عاداته.  اللقاء الثقافي حضره مثقفون من أمثال المخرج  علي عيساوي و الدكتور البرلماني عمار محساس، بالإضافة إلى الباحث و المؤرخ عبد المجيد مرداسي و إعلاميين و مهتمين بالشأن المحلي، و يعد أول جلسة حوارية ثقافية ضمن سلسلة من اللقاءات التي تعتزم جمعية نوميديا للثقافة و الفنون  و دار  نشر لسون ليبر برمجتها خلال رمضان كل جمعة ابتداء من الساعة التاسعة مساء على مستوى مقهى «كافيه ريش» بوسط المدينة، حيث تأتي المبادرة بحسب صاحبة دار النشر مريم مرداسي لكسر حالة الخمول الثقافي التي تعرفها المدينة و إدماج المجتمع المدني بصورة أكثر تفاعلا في النشاط الثقافي خدمة للصالح العام. للعلم فأن الفعالية مقسمة إلى ثلاثة أجزاء يتعلق الشق الأول بفقرة الضيف وتناقش مختلف الأحداث الأسبوعية التي تشهدها المدينة، أما الفقرة الثانية فهي بكل حرية، يتناول المتدخلون خلالها موضوعا معينا له علاقة بتاريخ المدينة و عاداتها أو نمط الحياة فيها، أما الشق الثالث فيتناول التغيرات الجيولوجية و المورفولوجية للمدينة، على أن تختتم السهرة بفقرة موسيقية قسنطينة خالصة . وقد كانت الانطلاقة بحوار بين الماضي و الحاضر نشط جزؤه الأول ابن المدينة توفيق بن زقوطة، الذي اختزل أول أسبوع من رمضان في مجموعة من الأحداث بداية بوفاة الموسيقي نذير بودة و اكتشافه لغرفة كان العلامة عبد الحميد يعتكف فيها بمسجد» قنوش» بشارع 19 جوان، وصولا إلى عملية التخريب التي تعرض لها فضاء للعب خاص بالأطفال على مستوى حي الدقسي، كما تطرق المتدخل إلى مشكل ضعف الاتصال المؤسساتي، مؤكدا بأن عددا من الهياكل الثقافية ضبطت برامج خاصة بالشهر الفضيل، لكنها لم تروج لها كما ينبغي، لدرجة أن القسنطينيين يجهلون حتى وجودها، قبل أن يفتح باب النقاش مع الحضور لتسليط الضوء على انعكاسات كل هذه الأحداث على الحياة العامة في المدينة و علاقة ذلك بالتغيرات الاجتماعية و الثقافية التي يعرفها المجتمع القسنطيني. من جهة ثانية عرفت الجلسة انتقالا ثقافيا و حضاريا من الحاضر إلى الماضي، قاده الشيف و الخبير في المائدة القسطنينية التقليدية حسان بن طلحة، الذي تحدث بإسهاب عن الأطباق التقليدية المحلية و تاريخها و أصلها، متعمقا بذلك في مدى تأثير الأتراك في نمط معيشة القسنطينيين و مركزا على اللمسة التي تركها اليهود في مطبخ المدينة، كما صحح بعض المعلومات الخاطئة حول أطباق مشهورة ك»شباح الصفرا»، التي قال بأن اسمها ينطق بضم الصاد في كلمة الصفرا، وهي كلمة تركية تعني المائدة، أي أن تسمية الطبق تعني زينة المائدة. ختام الجلسة الرمضانية كان على أوتار عود الفنان مراد لعابي الذي أطرب الحضور بجميل ألحان المالوف الأصيل و عذب قصائده.
ن/ط

الرجوع إلى الأعلى