قرر رئيس الفاف خير الدين زطشي في بيان نشره  ظهيرة أمس عبر الموقع الرسمي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم إنهاء مهام مسعود كوسة من على رأس اللجنة الفيدرالية للتحكيم، و ذلك على خلفية الخرجات الإعلامية لرئيس رابطة سطيف الولائية نهاية الأسبوع، و التي عبر من خلالها عن عدم رضاه بالقرارات المتخذة خلال الاجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي، خاصة تلك المتعلقة بتركيبة اللجنة، و الخلاف الكلامي الذي طفا على السطح بين أعضاء المكتب في جلسة الخميس الماضي.
بيان الفاف أشار إلى أن مسعود كوسة لم يلتزم بمبدأ التحفظ المنصوص عليه في القانون الداخلي للفاف، خاصة و أن رئيس الفيدرالية كان بمجرد تنصيبه قد عمد إلى إصدار بيان رسمي في هذا الشأن، طالب فيه أعضاء مكتبه و جميع مستخدمي و موظفي الهيئات الكروية بتفادي التصريحات الصحفية، و ربط ذلك بالحصول على ترخيص مسبق من رئيس الفاف شخصيا، مع تحديد محور الخرجة الإعلامية لكل عضو، لكن كوسة لم يأخذ هذا الإجراء التنظيمي بعين الاعتبار، و سارع إلى نشر الغسيل بعد سويعات من اجتماع المكتب الفيدرالي، كاشفا خبايا ما حصل في تلك الجلسة في تصريحات ساخنة، وجه من خلالها أصابع الاتهام لبعض زملائه من المكتب الفيدرالي، و على رأسهم بشير ولد زميرلي، و عضو لجنة التحكيم مختار أمالو، و حتى رئيس الفاف خير الدين زطشي شخصيا.
إلى ذلك فإن بيان الإتحادية لم يتطرق إلى مستقبل كوسة في المكتب الفيدرالي، لأن الزوبعة التي أثيرت بعد اجتماع الخميس الفارط تمحورت حول ملف اللجنة الفيدرالية للتحكيم، و المعني كان قد أكد عدم استعداده للعمل في لجنة تضم تركيبتها أشخاصا مفروضين عليه.
إنهاء مهام كوسة جاء ليجسد حالة الانشقاق التي تعيشها الفاف دوما بسبب مشكل التحكيم، لأن توزيع المهام في هذه اللجنة الحساسة يؤدي إلى حدوث انقسامات، و هو «السيناريو» الذي تشهده المنظومة الكروية الوطنية منذ قرابة عشريتين من الزمن، لأن القانون الأساسي للإتحادية و رغم التعديلات التي طرأت عليه، إلا أن غياب نص قانوني يضبط المعايير الواجب توفرها في أعضاء المكتب الفيدرالي المؤهلين لشغل المناصب الحساسة، على غرار لجنة التحكيم، التي تبقى تسيل لعاب الجميع من أهل الاختصاص، و حتى أولئك الذين لم يسبق لهم التواجد في السلك، بدليل أن روراوة عمد إلى تزكية خليل حموم على حساب بلعيد لكارن، كما أن تجربة رشيد مجيبة و عبد القادر شعبان على رأس ذات اللجنة لم تحظ بإجماع الوسط الكروي، لأن الإشراف على عملية تعيينات الحكام يبقى الانشغال الرئيسي للجميع، و الفوضى التي حدثت في اجتماع الخميس الفارط كانت حلقة ختامية لمسلسل الحرب الباردة التي كانت قد اندلعت بين كوسة و آمالو في أفريل الفارط، على اعتبار أن العضو الذي يحظى بتزكية أطراف فاعلة في المكتب الفيدرالي كسب الرهان على حساب من أسندت له رئاسة اللجنة بقرار إداري صدر منذ قرابة 4 أشهر، لكنه لم يزاول مهامه، قبل أن يجد نفسه خارج نطاق الخدمة، بعد تجريده من المنصب.
و في سياق متصل كشف مصدر جد موثوق للنصر أن الاجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي شهد طفو العديد من الخلافات الكلامية بين الأعضاء، الأمر الذي يوحي بعدم توازن التركيبة التي راهن عليها الرئيس الجديد للفاف، و غياب التنسيق و الانسجام بين أعضاء المكتب الفيدرالي، لأن قضية تسيير بطولات الهواة ـ يضيف مصدرنا ـ  كانت سببا في صراع كلامي بين منسق الرابطات على مستوى الفاف عمار بهلول و رئيس رابطة الهواة علي مالك، قبل أن تمتد موجة الخلاف إلى رئيس رابطة ما بين الجهات يوسف بن مجبر، ليدخل محفوظ قرباج نفس الدائرة بعد تعريج عضو المكتب الفيدرالي على ملف اللاعب بادني، و التشكيك في طريقة تسريحه من جمعية الشلف بثغرة قانونية، نتيجة ملف طبي يبقى محل تحقيق، قبل تأهيله في فريق عين وسارة من الهواة، لأن بهلول ـ يؤكد المصدر ـ ارتدى ثوب رجل القانون الذي يسهر على تطبيق قوانين الفاف، مع انتقاده الثغرات التي تم تسجيلها على مستوى كل الرابطات.
الحلقة الثالثة من مسلسل الخلافات التي حصلت في اجتماع المكتب الفيدرالي تمحورت أطوارها حول تقاسم الأدوار في تسيير كرة القدم النسوية، لأن راضية فرتول استعرضت الخطوط العريضة لبرنامج العمل المسطر على المدى القصير، بصفتها رئيسة اللجنة الفيدرالية، في حين أن الاجتماع حضره أيضا رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم النسوية جمال كاسحي، الذي قدم بدوره حوصلة عن استعدادات هيئته تحسبا لبطولة الموسم الجديد، مما وضع رئيس الإتحادية في موقف حرج، بسبب مهام كل عضو في المكتب الفيدرالي، لأن القانون الأساسي للفاف ينص على ضرورة تنصيب لجنة فيدرالية لمتابعة كرة القدم النسوية، مقابل تأسيس رابطة وطنية موجهة أساسا لتسيير بطولة العنصر النسوي.
ص / فرطــــاس

الرجوع إلى الأعلى