الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 الموافق لـ 9 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

حادث سقوط الحافلة بوادي الحراش: الضحايا يوارون الثرى والرئيس تبون يقر حدادا ليوم واحد


*  الدولة سخرت إمكانيات ضخمة للتكفل بضحايا الحادث * مراد: الرئيس تابع الحدث عن كثب وأوصى بتكفل جيد
ووري الثرى أمس ضحايا سقوط حافلة لنقل المسافرين بوادي الحراش بالجزائر العاصمة، حيث تم بمقبرة العالية (الجزائر العاصمة) تشييع جثامين ضحايا حادث سقوط حافلة لنقل المسافرين بوادي الحراش, وذلك بحضور الوزير الأول, السيد نذير العرباوي ومدير ديوان رئاسة الجمهورية, السيد بوعلام بوعلام, إلى جانب وفد وزاري هام.

وعلى مستوى عدد من المقابر المتواجدة بولايتي الجزائر العاصمة والبويرة, تم أيضا تشييع جثامين ضحايا هذا الحادث الأليم إلى مثواهم الأخير في أجواء جنائزية مهيبة, حضرها إلى جانب أفراد أسر الضحايا وذويهم, جموع غفيرة من المواطنين وأعضاء من الحكومة وإطارات في الدولة, بالإضافة إلى السلطات المحلية.
وقد سخرت الدولة إمكانيات مادية ولوجيستية ضخمة منذ اللحظات الأولى للحادث مساء أول أمس الجمعة، بينما تابع رئيس الجمهورية عملية الإنقاذ وتقديم الإسعافات للمصابين لحظة بلحظة، بدورهم أبان المواطنون مرة أخرى عن تضامن وتآزر منقطع النظير مع المصابين والضحايا.
مباشرة بعد سقوط حافلة نقل المسافرين بوادي الحراش بالجزائر العاصمة، في حدود السادسة إلا الربع من مساء أول أمس الجمعة الماضي، هبّ العديد من الموطنين الذين كانوا على مقربة من مكان الحادث إلى نجدة المصابين وإخراجهم من الحافلة التي غرقت في مياه الوادي، و قد تمكن هؤلاء الأبطال المتطوعون من إنقاذ العديد من الأوراح، مستعملين في ذلك الحبال لجر المصابين إلى شاطئ الوادي.
وقد غامر حوالي عشرة مواطنين بالقفز إلى الوادي في اللحظات الأولى لوقوع الحادث من أجل تقديم يد المساعدة والمساهمة في إخراج الضحايا والمصابين، ونقلت وسائط التواصل الاجتماعي تصريحات لبعضهم رووا فيها كيف قفزوا مباشرة بعد رؤيتهم الحادث إلى الوادي من أجل تقديم المساعدة دون أي انتظار لأن الأمر يتعلق بإنقاذ أرواح، وقال وزير الصحة والسكان و إصلاح المستشفيات، عبد الحق سايحي، في تصريح له أمس أن مجموعة من عشرة مواطنين ساهمت في عملية الإنقاذ قد تم التكفل بهم من الناحية الصحية على مستوى مصلحة مكافحة الأوبئة بمستشفى القطار بباب الوادي بالنظر إلى كون مياه وادي الحراش خطيرة و ملوثة و غير نظيفة، وأنهم في صحة جيدة.
وفد وزاري ينزل إلى الميدان
ومباشرة بعد وقوع الحادث وبأمر من رئيس الجمهورية تنقل وفد رسمي رفيع المستوى إلى مكان الحادث، يضم مدير الديوان برئاسة الجمهورية بوعلام بوعلام، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، وزير النقل السعيد سعيود، وزير الري طه دربال المدير العام للحماية المدنية بوعلام بوغلاف، والمدير العام للأمن الوطني علي بداوي، قائد الدرك الوطني بالنيابة اللواء، سيد أحمد بورمانة ووالي العاصمة محمد عبد النور رابحي.
وقد وقف الوفد على عمليات الإسعاف التي تقوم بها الحماية المدنية من أجل انتشال الضحايا العالقين بالحافلة وإخراجهم ونقلهم إلى المستشفيات، وظل الوفد الحكومي إلى ساعة متأخرة في عين المكان، قبل أن يتنقل بعدها إلى المستشفيات التي استقبلت الجرحي على غرار مصطفى باشا الجامعي ومستشفى سليم زميلي بالحراش.
وحسب بيان لوزارة الداخلية والجماعات المحلية فإن تنقل هذا الوفد إلى المستشفيات جاء للوقوف عن كثب على حالة الضحايا وظروف التكفل الطبي بهم، مضيفا بأن تعليمات صارمة أسديت بضرورة ضمان التكفل الأمثل بالمصابين وتوفير جميع الإمكانيات الطبية والبشرية اللازمة مع تسخير الطواقم الطبية المختصة لضمان سرعة وفعالية التدخل. وفي تصريحات له بمكان الحادث قبل ذلك أكد إبراهيم مراد، أنه تم تنفيذ مخطط النجدة والإسعاف بفعالية تامة بعد وقوع الحادث، وأن كل المتدخلين قاموا بواجبهم في ظل توفر الإمكانيات اللازمة لتنفيذ هذا المخطط، مقدما في نفس الوقت تعازيه الخالصة لعائلات الضحايا.
رئيس الجمهورية يقر حدادا وطنيا ومساعدة مالية لعائلات الضحايا
و على إثر الحادث الأليم أقر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون تضامنا مع عائلات الضحايا، حدادا وطنيا ليوم واحد بداية من مساء يوم الجمعة مع تنكيس الراية الوطنية.
وقال وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في تصريح له بمستشفى مصطفى باشا الجامعي أن رئيس الجمهورية يتابع ظروف التكفل بضحايا الحادث لحظة بلحظة وهو جد متأثر بذلك.
وأعلن مراد بالمناسبة أن الرئيس قرر منح مساعدة لعائلة كل ضحية متوفاة تقدر بمليون دينار. كما أعلن الوزير فتح تحقيق لمعرفة حيثيات الحادث من جميع النواحي وتحديد الأسباب.
من جانبه قال وزير النقل السعيد سعيود، أن تحقيقا سيفتح لمعرفة أسباب هذا الحادث المؤلم، وقال إن الحكومة تعمل على تجديد حظيرة النقل الجماعي، مشيرا إلى أن الوصاية سبق لها وأن أعلنت عن برنامج لتجديد أزيد من 84 ألف حافلة للنقل الجماعي على مراحل.
كما دعا سائقي حافلات النقل الجماعي إلى التحلي بالهدوء والرزانة اللازمة للحفاظ على أرواح المواطنين، والتحلي بروح المسؤولية أيضا وعدم المراهنة بروح المواطنين، مشيرا إلى أن أكثر من 90 بالمئة من أسباب حوادث المرور سببها العامل البشري والسرعة المفرطة.
إمكانيات كبيرة للحماية المدنية
كما جندت الحماية المدنية من جانبها إمكانيات مادية ولوجيستية كبيرة مباشرة بعد انحراف الحافلة وسقوطها في وادي الحراش، وحسب بيان لمصالح الحماية المدنية فقد تدخلت أولى الوحدات في حدود الساعة 17و 45 دقيقة وقد سخرت لذلك شاحنتي تدخل، و 25 سيارة إسعاف، 4 زوارق و15 غطاسا فضلا عن فرقة للبحث والتدخل في الأماكن الوعرة، وتمت العملية كلها تحت إشراف المدير العام للحماية المدنية والوفد الحكومي الرفيع الذي كان حاضرا.
و قد استمرت فرق الحماية المدنية خاصة منها الغطاسين في عمليات البحث عن ضحايا أو جثث أخرى في الوادي إلى غاية نهار أمس السبت.
كما عملت فرق الحماية المدنية في هذا الحادث بالتنسيق والتعاون مع المصالح الأمنية والهيئات المختلفة.
وفي تصريح «للنصر» أمس نفى المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية كريم بن فحصي، وجود جثث أخرى في وادي الحراش من ضمن ضحايا سقوط حافلة نقل المسافرين، وأكد أن عملية البحث استمرت طيلة ليلة الجمعة إلى السبت وإلى غاية السادسة صباحا دون العثور على أي جثة أخرى، وأن فرق التدخل المختصة قامت بتمشيط شامل لموقع الحادث.
تشييع الضحايا
وعلى مستوى مصلحتي حفظ الجثث بمستشفى مصطفى باشا الجامعي وسليم زميرلي تمت أمس السبت عملية التعرف على هوية جثث الضحايا الـ 18، وقال وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي في هذا الإطار أن الضحايا من مختلف الولايات وسيتم نقلهم إلى ذويهم من أجل الدفن.
وبالنسبة للجرحى تحدث الوزير عن وجود 13 جريحا بمستشفى زميرلي بالحراش، وفي المجموع كانوا أول أمس 23 جريحا على مستوى المسشتفيات، مشددا على أن التكفل يتم بصورة جدية والأدوية متوفرة والمستخدمون الصحيون الذين كانوا في عطلة استدعوا للخدمة.
و قال إن المواطنين الذين هبوا لتقديم المساعدة مباشرة بعد وقوع الحادث وعددهم عشرة قد تم الكشف عنهم في مستشفى القطار وتبين أنه لا يوجد أي خطر عليهم وهم بصحة جيدة، كما تم الكشف عن 14 عنصرا أيضا من الحماية المدنية في نفس الإطار، ودعا كل مواطن ساهم في الإنقاذ ولامس مياه وادي الحراش إلى التقدم للمصالح الطبية من أجل الفحص. ومن بين الضحايا هناك 13 من العاصمة و 5 من ولايات مختلفة، وقد شرع أمس في نقل المتوفين إلى منازل ذويهم قبل أن يواروا الثرى بعد ذلك. وقد عاشت مصلحة حفظ الجثث على مستوى المستشفى الجامعي مصطفى باشا لحظات مؤثرة لأفراد عائلات ضحايا حادث المرور عند استلام جثامين ذويهم المتوفين في الحادث، وسط تآزر وتضامن واسعين ومنقطعي النظير من قبل المواطنين و الطواقم الطبية وأفراد الحماية المدنية والأمن الوطني على
السواء. إلياس –ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com