شبّه الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش بدايته مع المنتخب الوطني إلى أولى محطاته مع منتخب سويسرا، مؤكدا أن الهدف القادم له مع الخضر يتمثل في التأهل إلى مونديال 2026، وذلك بعد ضمان تأشيرة كأس أمم إفريقيا المقبلة.
وعاد بيتكوفيتش في حوار مطول مع قناة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، إلى مشواره بالتفصيل منذ توليه زمام العارضة الفنية للخضر، معربا عن سعادته الكبيرة في العمل مع المنتخب الوطني، وقال: «في البداية أنا سعيد جدا بتواجدي مع المنتخب الجزائري، لقد وجدت بيئة دافئة ومجموعة متحمسة لفعل أشياء إيجابية وتطوير طريقة تفكيرها، وكذلك كيفية تحصيلها النتائج بغية الوصول إلى الأهداف، هذا ما ساعدني رفقة طاقمي على بذل أقصى ما لدينا ومنحنا دافعا أقوى من أجل تحقيق النجاح».
واستهل الناخب الوطني كلامه، بالحديث عن بدايته مع الخضر، عندما قال: «البداية لم تكن واضحة وكانت أقرب إلى تجربة استكشافية، حيث خضنا مباراتين وديتين كانتا بمثابة فرصة للوقوف على قدرات اللاعبين والصعوبات الموجودة، وبعد تحليل معمق لكل ما تمت ملاحظته رفقة الطاقم، استأنفنا مشوار تصفيات كأس العالم، لكن للأسف لم تسر الأمور في المباراة الأولى أمام غينيا كما كنا نأمل وانهزمنا، وبكل تأكيد كانت تلك أسوء لحظة خلال 13 أو 14 شهرا، لكنني اتخذت هذه اللحظة كنقطة انطلاق جديدة، أين اغتنمنا الفرصة مع الأخذ بعين الاعتبار جميع الانتقادات وأعدنا تنظيم أنفسنا بطريقة إيجابية».
وأضاف: «سبق وأن واجهت وضعا مشابها في تجربتي الأولى مع منتخب سويسرا، أين انهزمنا في أول مباراتين على التوالي، بعد ذلك خسرنا فقط عددا قليلا من المباريات خلال 7 سنوات، مع البصم على مشوار حافل، ولما لا إطالة السلسلة مع المنتخب الجزائري، وأعتبر الخسارة أمام غينيا نقطة انطلاق، وأنا لست من النوع من المدربين الذين يشتكون ويبحثون عن الأعذار، لأنني أختار دائما أفضل 23 لاعبا متاحا في الوقت المناسب للدفاع عن ألوان المنتخب، وهذا هو الخيار الأنجع حتى الآن».
كما أشار مدرب الخضر إلى نقطة مهمة، عندما قال: «التركيز على اللاعبين الغائبين، يقلل من قيمة الحاضرين الذين نثق بقدرتهم على منحنا الفوز، وهذا ما يحدث بالفعل لأننا أثبتنا قدرتنا على التعامل مع المواقف الصعبة، كما أننا قمنا باستغلال المرحلة الأولى لإعادة ترتيب الأوراق، وتحويل الفشل إلى دافع للعمل، صحيح لقد كانت لحظة صعبة، لكنها أصبحت فرصة لإعادة تنظيم أنفسنا بطريقة إيجابية، وواصلنا العمل بتركيز أكبر، واليوم، بعد حوالي عام من العمل، أرى لاعبين بإمكانيات وحماس كبيرين، وهذا ما يسهل مهمتي».
محظوظ بالعمل مع لاعبين بجودة عالية
أثنى الناخب الوطني على نوعية اللاعبين الموجودة على مستوى الخضر، عندما قال: «أعتبر نفسي محظوظا بالعمل مع مجموعة منسجمة ومتكاملة من الكوادر، لقد استطعنا تكوين مجموعة موحدة رغم العدد الكبير من اللاعبين الذين تم استدعاؤهم، حيث شارك أزيد من 40 عنصرا في التربصات الماضية وساهموا في تحقيق النتائج الإيجابية».
وتابع التقني البوسني: «اللعب على مستوى المنتخبات، بمعدل مباراة كل ثلاثة أو أربعة أيام، لا يمنحك الوقت الكافي للتأقلم مع كل منافس، ولهذا يجب أن نكون نحن من نفرض أسلوبنا، ويبقى هدفنا أن نجعل المنافس هو من يتكيف معنا، وليس العكس، هذه القاعدة التي ننطلق منها في عملنا، وهي ما نراهن عليه لبناء المستقبل».
كما قال بيتكوفيتش إن فهم الأدوار يمر قبل الجانب التكتيكي: «بالنسبة لي النهج التكتيكي ليس الأهم، الأهم هو فهم اللاعبين خطة اللعب، كل لاعب بالمنتخب يدرك المهام التي يكلف بها وأن يجيد أيضا الأدوار التي يقوم بها زملاؤه، نحن نعمل كمنظومة جماعية متكاملة، وما يبعث على التفاؤل هو أنني أرى اللاعبين يأتون إلى التربص وهم مبتسمون، بأذرع مفتوحة، ويبدون سعادة كبيرة بوجودهم مع المنتخب، هذا يسهل مهمتي كثيرا».
كما أشار المسؤول الأول على العارضة الفنية للأجواء في إفريقيا، وقال: «الكثيرون تحدثوا عن صعوبة العمل في إفريقيا، وهذا صحيح، لكن دون أن يروا حجم التحديات التي نواجهها فعلا، من حيث ظروف السفر، والحرارة، والرطوبة، رغم ذلك، طاقمنا أثبت كفاءته في هذه الظروف الصعبة».
برمجة وديتي رواندا والسويد وفق استراتيجية واضحة
تطرق بيتكوفيتش إلى دواعي برمجة وديتي رواندا والسويد والصعوبات التي صادفت رئيس الفاف، عندما قال: «كان من الصعب علينا أن نجد منتخبات نلعب أمامها في الشهر المقبل، بسبب انشغال العديد من البلدان بتصفيات المونديال، لكن بفضل الاتحاد الجزائري ورئيسه الذي تربطه علاقات متينة بعدد من رؤساء الاتحادات، نجح في ضمان مباراتين وفق البرنامج المسطر».
وأضاف مدرب الخضر أن برمجة الوديتين لم يكن من محض الصدفة، بل وفق إستراتيجية واضحة، عندما قال: «قررنا اللعب أمام روندا للتحضير لكـأس أمم إفريقيا المقبلة والتي تأهلنا إليها، بينما سنلعب أمام السويد الذي يملك أسلوب لعب مغاير ولديه خصائص مختلفة، وهو ما من شأنه أن يساعدنا في التخطيط للمستقبل، وفي كأس العالم الذي يعتبر الهدف القادم بالنسبة لنا».
ولم يتوقف التقني البوسني عند هذا الحد، بل قال أيضا: «الوديتان المقبلتان تأتيان في فترة معقدة جدا، نظرا لإقامة كأس العالم للأندية، إضافة إلى معاناة العديد من اللاعبين من الناحية البدنية بعد نهاية موسم، وقد تفضل الفرق إراحة لاعبيها، بدلا من السماح لهم بالانضمام إلى المنتخب الوطني، وعلى كل حال مثلما قلت من قبل، نحن لا نشتكي ولا نبحث عن الأعذار، وعلى الجميع أن يكون خلف المنتخب الوطني بنسبة مائة بالمئة، ومن جانبنا سنبذل كل ما في وسعنا، من أجل تحقيق الفوز في المواجهتين، لأن ذلك سيكون مفيدا للتحضير لقادم الاستحقاقات».
قسنطينة ذات مكانة كبيرة وتاريخ عريق تستحق استضافة المنتخب
تحدث الناخب الوطني عن سبب اختيار خوض ودية رواندا بملعب الشهيد حملاوي بمدينة قسنطينة، وقال: «قمنا السنة الماضية بجولة شاملة اطلعنا خلالها على مختلف الجوانب، وقد أتيحت لنا الفرصة لنشعر بحفاوة الاستقبال وتعاون الناس، سواء على مستوى المنشآت أو العاملين فيها، فضلا عن المسؤولين السياسيين الذين يقدمون الدعم للمنتخب، أنا سعيد للغاية لأنني استفدت من هذه الفرصة، وأتيحت للآخرين فرصة التعرف علينا، وأنا سعيد جدا بالدعم الكبير الذي نحظى به من طرف الجماهير في المدرجات، وبطاقة إيجابية قد لا ترى ولكننا نشعر بها، وتمنحنا القوة لنقدم أداء أفضل ونتطور، هذه المرة اخترنا قسنطينة، مدينة ذات مكانة كبيرة وتاريخ عريق، تستحق استضافة المنتخب، وقد أثبتت قدرتها على المنافسة على أعلى المستويات في البطولات الإفريقية، سنعمل على تقديم أنفسنا بشكل جيد، وسنعمل معا على تحقيق الفوز بالمباراة».
وختم مدرب الخضر كلامه بتوجيه رسالة إلى الجماهير الجزائرية، تحسبا للاستحقاقات القادمة، وقال: «من الضروري أن نواصل كما فعلنا الآن، جميعا كمجموعة واحدة، وأدرك أن كل الجزائريين خلف المنتخب، ومن جانبنا نسعى للتصرف بإيجابية وبذل كل طاقتنا لخلق هذا التلاحم، من أجل أن نكبر سويا وننتصر سويا، المنتخب يشعر بهذا الدعم، ولاحظنا في الفترة الأخيرة الضغط الناتج عن اللعب داخل الديار بدأ يتراجع، وحل محله الشعور بالرغبة في تقديم أداء جيد يرضي الجمهور، أنا واثق أنه بتضافر جهودنا يمكننا الذهاب بعيدا، ومن المؤكد أيضا أنه ستأتي لحظات صعبة، وفترات قد تكون معقدة يجب أن نواجهها جميعا ونحولها إلى نقاط انطلاق جديدة لأنه لا حدود لطموحاتنا». حمزة.س