التحق، أمس الأحد، أزيد من 11 ألف متربص جديد بمختلف مراكز التكوين والتعليم المهنيين بولاية قسنطينة بمناسبة انطلاق دورة أكتوبر 2025، حيث تم فتح التكوين في تسعة تخصصات مهنية جديدة تراعي المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية للولاية في حين شرع في التكوين ضمن مركز الامتياز في مجال الصناعات الصيدلانية على مستوى المقاطعة الإدارية علي منجلي، فيما أكد الوالي على ضرورة تفادي عروض التكوين الإدارية والتركيز على التخصصات المطلوبة في سوق الشغل.
وأشرف والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، صباح أمس الأحد 5 من المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني محمد عياش ببلدية الخروب، على افتتاح الدخول المهني بحضور رئيس المجلس الشعبي الولائي وأعضاء اللجنة الأمنية والأمين العام للولاية وعدد من نواب البرلمان بغرفتيه، إلى جانب ممثل المرصد الوطني للمجتمع المدني ومدير القطاع وعدد من المدراء التنفيذيين والشركاء الاقتصاديين.
وقدم مدير التكوين المهني بالولاية لكحل حسام الدين، بطاقة تقنية عن القطاع ومخطط التكوين للموسم الجديد، حيث ذكر بأن الخريطة البيداغوجية تدعمت لأول مرة بتسعة تخصصات جديدة تواكب التطورات الاقتصادية والرهانات المستقبلية على المستوى المحلي والوطني، حيث تم فتح عروض تكوين في تركيب الألياف البصرية، تركيب شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية، ميكاترونيك السيارات، الطاقة الأمثل للبنايات، تحويل الحبوب، الإنتاج الحيواني، حماية النباتات، زراعة النباتات الطبية والعطرية، وصيانة المسابح.
وما ميز الدخول المهني بالولاية، انطلاق التكوين لأول مرة بمركز الامتياز في الصناعة الصيدلانية على مستوى معهد عبد المجيد زيتون بمدينة علي منجلي، وذلك في تخصصي تقني سام في مراقبة نوعية المواد الصيدلانية وعون حفظ المواد الصيدلانية، في حين تم فتح تخصص ميكانيك تصليح المركبات الوزن الخفيف على مستوى مركز أحمد بودرمين متعدد الاختصاصات مع استغلال ورشة كانت مغلقة منذ سنة 2014.
ويضم قطاع التكوين بولاية قسنطينة 25 مؤسسة عمومية و25 مؤسسة خاصة معتمدة، بطاقة استيعاب نظرية تقدّر بـ 10360 مقعدا بيداغوجيا، موزعة عبر 18 مركزا للتكوين والتمهين، و5 معاهد متخصصة ومعهد للتعليم المهني وملحقة إضافة إلى المؤسسات الخاصة، وقد تم إدماج 2212 مستفيدا من منحة البطالة ضمن دورة أكتوبر، إلى جانب 20 متربصا من الفئات الخاصة، و39 امرأة ماكثة بالبيت.
وتشير الأرقام إلى أن دورة أكتوبر 2025 عرفت التحاق 11231 متربصا من أصل 12480 منصبا بيداغوجيا معروضا، موزعين عبر 144 اختصاصا و21 شعبة مهنية على أن تتواصل عمليات الإدماج خلال الأيام القادمة وفي إطار دعم الهياكل القاعدية، فيما دشن الوالي توسعة بثماني قاعات بيداغوجية جديدة بالمعهد الوطني المتخصص بالخروب بطاقة إضافية بلغت 240 مقعدا، ما سيسمح بتعزيز ظروف التكوين وتحسين استقبال المتربصين، كما أشرف على تدشين مجمع بيداغوجي وإداري جديد بمركز «محمد عرفاوي» بحي المنظر الجميل ببلدية قسنطينة، بطاقة استيعاب لـ 270 متربصا، موزعين على سبع ورشات جديدة وقسمين وهيكل إداري متكامل، بكلفة مالية إجمالية قدرت بـ 24,4 مليار سنتيم.
وأكد عبد الخالق صيودة في حديثه إلى مدير القطاع أن قسنطينة ولاية ذات طابع فلاحي وصناعي وسياحي، مما يستدعي توفير اليد العاملة المؤهلة في هذه المجالات، مشددا على ضرورة التركيز على التخصصات التقنية وإلغاء بعض التخصصات المكتبية والإدارية التي يمكن إدماجها كمقاييس داخل تخصصات أكثر دقة وذلك في إطار مقاربة جديدة تجعل من التكوين المهني قطاعا مرافقا للقطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وهو الأمر الذي أكدت عليه وزيرة القطاع خلال زيارتها للولاية قبل أسبوعين.
ولتقريب التكوين أكثر من عالم الشغل، تم توقيع اتفاقيات شراكة بين قطاع التكوين المهني وعدد من المؤسسات الاقتصادية الناشطة في الولاية، على غرار مجمع شعر الديب شركة نيوميديك ومؤسسة موتوراست، بما يسمح بفتح آفاق للتكوين الميداني وضمان تكوين و إدماج مباشر للمتخرجين في سوق العمل.
وخلال جولته الميدانية، زار الوالي عددا من الورشات والقاعات البيداغوجية بالمعهد الوطني المتخصص بالخروب، واطلع على تخصصات امتياز في الميكانيك مثل “ميغ ماغ”، إلى جانب مخبر التحكم الرقمي وقسم الرسم بالحاسوب لإنتاج قطع الغيار، فضلا عن مركز تطوير المقاولاتية حيث حث المتربصين على الاجتهاد والالتزام لاسيما وأن الدولة قد فتحت آفاقا واسعة سواء فيما يتعلق بالمقاولاتية أو تشجيع المؤسسات الناشئة.
وقد أكد مدير التكوين المهني، أن الدخول المهني لدورة أكتوبر 2025 بولاية قسنطينة جاء هذا العام في ثوب جديد وذلك من خلال إنجاز مشاريع توسعة وتجهيزات محدثة وتخصصات ملائمة إضافة إلى مد جسور تعاون جديدة مع القطاع الاقتصادي، كما أبرز بأن مركز التكوين المهني بزيغود يوسف قد عرف التحاق 44 موظفا جديدا جلهم من البلدية وذلك في إطار تدعيم المرفق بالموارد البشرية المؤهلة.
لقمان/ق