يزداد الوضع في قطاع غزة قساوة مع استمرار التصعيد الصهيوني الخطير الذي وجد وقوده في المدنيين الأبرياء، بعد أن عجز عن النيل من المقاومة وتحرير أسراه، بحيث لا يتوقف الكيان الصهيوني عن ارتكاب المجازر، بتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها وحرق الخيم بمن فيها، وتدمير المستشفيات وإخراجها عن الخدمة، في عمل ممنهج لتهجير كل من بقي على قيد الحياة، وجعل المنطقة غير صالحة للحياة.
تحدثت تقارير وزارة الصحة الفلسطينية أمس عن ارتفاع حصيلة الشهداء خلال ساعات فقط إلى أكثر من 150 شهيدا، إلى جانب عشرات المفقودين الذين هدمت منازلهم فوق رؤوسهم وسويت بالأرض ولا يمكن الوصول إليهم، كما أخرج الاحتلال الإسرائيلي جميع مستشفيات شمال قطاع غزة عن الخدمة بعد أن استهدفها أمس بشكل مباشر، وتعالت صرخات الطواقم الطبية والمرضى والجرحى لإنقاذهم في ظل تصعيد صهيوني خطير ضمن المخطط الإجرامي الخبيث الرامي إلى إفراغ جميع مناطق غزة من السكان، بالتهجير القسري لكل من بقي على قيد الحياة ونجى من المجازر التي ترتكب بدون انقطاع في كل دقيقة.
وفي السياق ذاته استشهد أمس 5 صحفيين استهدفهم الاحتلال الإسرائيلي مع عائلاتهم في غزة، في إطار التصعيد الصهيوني الخطير الذي يهدف إلى إخفاء الحقيقة واغتيال الكلمة والصورة التي تفضح هذه الجرائم المتواصلة التي سكت عنها العالم رغم فظاعة المشاهد المؤلمة التي تصل من غزة، خاصة أشلاء النساء والأطفال الذين يقلتهم الاحتلال الصهيوني بدم بارد، بعد أن وجد المحتل الضوء الأخضر الغربي والصمت العربي لمواصلة هذه الجرائم دون حسيب أو رقيب، وفي نفس الوقت نفذ جيش الاحتلال الصهيوني فجر أمس غارات وحشية على خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، أسفرت عن ارتقاء أزيد من 30 شهيدا أغلبهم من النساء والأطفال، وبشمال غزة ينفذ جيش الاحتلال سياسة الأرض المحروقة باستهداف ما تبقى من المنازل وقصفها فوق رؤوس ساكنيها.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن جميع المستشفيات العامة بشمال قطاع غزة خرجت عن الخدمة، بعد تكثيف محاصرة الاحتلال بالتغطية النارية للمستشفى الإندونيسي ومحيطه، ومنع وصول المرضى والطواقم والإمدادات الطبية، كما دمر الاحتلال في وقت سابق مستشفى بيت حانون والإندونيسي، وأمام هذا الوضع الصعب لا يجد الجرحى مرافق صحية للعلاج، وأغلبهم ينزفون حتى الموت.
وتحدث أمس ممثل الدفاع المدني في غزة عن إحصاء أكثر من 200 مفقود تحت الأنقاض لا يمكن الوصول إليهم، كما مسحت مئات العائلات من السجل المدني، بسبب القصف الصهيوني العنيف على مناطق واسعة بقطاع غزة منذ أيام.
في سياق متصل كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن تهجير أكثر من 300 ألف فلسطيني من شمال غزة وقتل أكثر من 200 شهيد ودمر أكثر من ألف وحدة سكينة خلال 48 ساعة فقط، مشيرا إلى إحصاء أزيد من 130 شهيدا لايزالون تحت الأنقاض نتيجة منع جيش الاحتلال المتعمد لطواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم، مضيفا بأن جيش الاحتلال يستهدف كل ما يتحرك شمال غزة من أفراد ومركبات وطواقم إنقاذ، وحذر المكتب الإعلامي الحكومي من استمرار هذا القتل الممنهج والإبادة المستمرة، وهذا الصمت الدولي المخزي، مؤكدا أن ما يجري في شمال القطاع جريمة تطهير عرقي وإبادة جماعية متواصلة ومكتملة الأركان.
وأكد في هذا الإطار ممثل حركة حماس في الجزائر يوسف حمدان في تصريح صحفي أمس أن هذا التصعيد الصهيوني الخطير باستهداف خيام النازحين وإحراقها بما فيها من المدنيين جريمة وحشية متجددة، تجسد فاشية حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومجرم الحرب نتنياهو، وهذه الانتهاكات الصارخة لكل القوانين والأعراف الدولية، واستهجن حمدان حالة الصمت والعجز الذي تقابل به منظومة الأمم المتحدة ومؤسساتها ودول العالم هذه الجرائم الوحشية والانتهاكات غير المسبوقة لكل القوانين والأعراف الدولية، من خلال ما يرتكبه جيش الاحتلال وحكومته الفاشية.
وجدد حمدان دعوته للدول العربية والإسلامية لتحمل مسؤولياتها والتدخل العاجل لوقف هذه المجازر والإبادة المستمرة واتخاذ إجراءات فاعلة لإغاثة الشعب الفلسطيني، وكسر الحصار وإمداده بما يلزمه لدعم صموده على أرضه ورفض مشاريع التهجير.
وفي السياق ذاته أكدت وكالة الأونروا في منشور جديد عبر صفحتها الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن وضع الفلسطينيين في غزة يفوق الوصف، ويتجاوز حدود الفظاعة واللاإنسانية، وأكدت أن سياسة الحصار والتجويع تعد سخرية من القانون الدولي، ودعت إلى إنهاء الحصار وفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية.
نورالدين ع