جدد رئيس مجلس الأمة ، عزوز ناصري، دعم الجزائر الكامل واللامشروط لقضية الشعب الصحراوي العادلة وحقه في تقرير مصيره والاستقلال، وشدد على ضرورة الحفاظ على ديناميكية التضامن والتعاون بين أحرار العالم لصد الموجة الممنهجة التي تسعى إلى فرض الاحتلال كأمر واقع في المنظومة الدولية.
وفي كلمة له أمس خلال اختتام فعاليات الطبعة الثالثة عشرة للجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو، بجامعة امحمد بوقرة، ببومرداس، قرأها نيابة عنه عضو المجلس عياش جبايلية، عبر ناصري عن اعتزازه لاجتماع إطارات وقيادات الجمهورية الصحراوية على أرض الجزائر المنتصرة التي قهرت الاستعمار، و لا تزال تناهضه وترفض ممارسات قواه الجبانة في القارة الإفريقية وفي العالم.
وبالمناسبة جدد ناصري موقف الجزائر الثابت من مسألة الشعب الصحراوي وحقه في تقرير مصيره واستقلاله، وقال بهذا الخصوص إن "الجزائر بدعمها الكامل واللامشروط للقضية الصحراوية العادلة ومساندتها لحق الصحراويين في الاستقلال بأرضهم والتمتع بثرواتهم إنما تجسد مبدأ حضاريا ثابتا في سياستها الخارجية النابعة من تجربتها النوفمبرية الرائدة ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي ومن تاريخها المجيد الذي أفردت له الذاكرة العالمية مقاما شريفا".
وتابع يؤكد بأن موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية العادلة يشكل أيضا امتدادا لإخلاصها لانتمائها الإفريقي، ودفاعها عن مصالح إفريقيا وإيمانها بأن الأوان قد حان لتطهيرها من الاستعمار والاستبداد والاستعباد ونهب الثروات، وهي رسالة الدبلوماسية الجزائرية- يشدد ناصري- بإشراف رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، الذي يؤكد من كل المنابر الدولية و الإقليمية أن الجزائر " لن تتخلى عن القضية الصحراوية بوصفها قضية تصفية استعمار" ويوجه بمرافقتها والوقوف ضد تصفيتها وفق الحل الوهمي الذي يسوق له الاحتلال الدخيل، بل حسمها وفق الحل الحقيقي الوحيد ولا رجعة عنه.
وفي ذات السياق شدد على أن الجزائر المنتصرة لن تتوانى عن نصرة القضية الصحراوية وستواصل مطالبتها بإصلاح هيئات الأمم المتحدة من أجل تمكين التعاون الدولي متعدد الأطراف من الآليات التي تؤهله لفرض الالتزام بالشرعية الدولية واحترام إرادة الشعوب، مؤكدا على أن البرلمان الجزائري ملتزم بكل تفان بهذا التوجه ويضعه ضمن أولويات الدبلوماسية البرلمانية.
ناصري الذي استنكر بشاعة الانتهاكات التي تطال الشعبين الصحراوي و والفلسطيني لإجهاض مشروعيهما الوطنيين، وكذا نوعية التحالفات الخبيثة التي يجمعها الفكر الاستعماري الاستيطاني القديم والجديد، حيا ثبات الشعب الصحراوي الشقيق والتفافه حول ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو، التي تحمل لواء الكفاح والشجاعة والبطولة، وثمن تمسكه بالوحدة الوطنية التي هي ضمان النصر، ليؤكد بوضوح " نحن معكم و سنبقى كذلك حتى انحسار المحتل من الأراضي الصحراوية، قضيتكم هي قضيتنا واستقلالكم مبتغانا ودعمكم واجبنا ونصرتكم مسؤولية يتقاسمها العالم أجمع".
وفي الختام لفت المتحدث إلى حساسية المرحلة العصيبة التي يشهدها العالم اليوم المضطرب والموغل في الأزمات والصراعات و القطبية، وتنامي الوقاحة الاستعمارية و تشيطن الإنسان ضد حقوق الإنسان، وهو ما يستدعي الحفاظ على ديناميكية التضامن و التعاون و التنسيق بين أحرار العالم من أجل صد هذه الموجة الممنهجة والتي تسعى إلى فرض الاحتلال كأمر واقع في المنظومة الدولية وتقديم سردياته الكاذبة كبديل للقانون وللشرعية الدولية.
و أبرز بأن السياق العالمي الراهن بكل تقلباته قد انحرف بشكل خطير ضد الإرث الإنساني العريق من أجل الحريات و الازدهار والسلام، وقد أدى السقوط المخزي لقناع الإنسانية عما يجري من إبادة في غزة على يد الاحتلال الصهيوني، ومن جرائم وانتهاكات المخزن المغربي في الصحراء الغربية، إلى إدراك أهمية الاستعجال في استئصال الاستعمار فكرا وممارسة، والاطلاع بوضوح على المآسي التي تنجر عن سياسة الكيل بمكيالين، وعن ضعف الهيئات الأممية الحامية و تراخيها القانوني والأخلاقي تجاه حقوق الإنسان والشعوب.
إلياس -ب