واصل جيش الاحتلال الصهيوني الفاشي يوم أمس هجومه الهمجي على مدينة غزة، وتدميره الممنهج للأحياء السكنية والمرافق المدنية، وارتكابه المجازر بحق المدنيين الأبرياء، موقعا بذلك ما لا يقل عن 60 شهيدا بينهم حوالي 15 من طالبي المساعدات فضلا عن عشرات المصابين، فيما ارتفع عدد ضحايا التجويع إلى أكثر من 330 شهيدا بينهم 124 طفلا.
وأفادت تقارير رسمية فلسطينية أن قوات العدو الصهيوني شنت يوم أمس غارة جوية إجرامية على بناية سكنية مأهولة في حي الرمال المكتظ بالسكان والنازحين غرب مدينة غزة، وأسفرت عن سقوط العشرات من المواطنين بين شهيد وجريح، وهي الجريمة الفاشية التي تمثّل إمعانا في حرب الإبادة، وتصعيدا وحشيا في استهداف المدنيين الأبرياء لإرهابهم وإرغامهم على إخلاء المدينة.
كما استهدفت الغارات الإسرائيلية مخبزا مكتظا بالمواطنين في حي النصر غربي مدينة غزة، ممن يبحثون عن الطعام ما أسفر عن ارتقاء 12 مواطنا على الأقل وإصابة العشرات، بينهم نساء وأطفال، وحسب رجال الدفاع المدني فإن العديد من جثث الشهداء ما تزال تحت الأنقاض، مبرزين أن أغلب الضحايا أطفال.
كما شنت قوات الاحتلال الصهيوني عدد من الغارات في حي الزيتون أين تم استهداف مجموعة من الأطفال وغارات أخرى على خان يونس ومناطق مختلفة من القطاع، من بينها غارات استهدفت خيام ومدرسة لإيواء النازحين، إلى جانب عمليات قنص واستهداف طالبي المساعدات شمالي مدينة غزة أوقعت 5 شهداء وأكثر من 90 مصابا، فيما يواصل الصهاينة تدمير مختلف المباني المتبقية في جوار مركز مدينة غزة.
هذه الجرائم البشعة، وعمليات القصف المتواصل للأحياء السكنية، تأتي في إطار خطط الاحتلال المُعلَنة لاستهداف مدينة غزة بالتدمير، وتهجير سكانها قسريا، في جريمة حرب مكتملة الأركان يُجاهر قادة الاحتلال في الإعلان عن تنفيذها على مرأى ومسمع العالم.
وحذرت المقاومة الفلسطينية في بيانات لها أن ما يجري في كافة مناطق قطاع غرة من مجازر وتدمير، وحصار وتجويع، هو ‘’حلقة متجددة من سياسة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الممنهج، التي تديرها حكومة الاحتلال الصهيوني، وذلك أمام سمع وبصر العالم’’.
وفي هذا الصدد دعت المقاومة الفلسطينية المجتمع الدولي، ودول العالم الرافضة لجرائم حكومة الاحتلال وانتهاكاتها الفاضحة للقوانين الدولية، بتكثيف خطواتها وإجراءاتها ضد الكيان الصهيوني المارق، داعية جماهير الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تصعيد الحراك الشعبي الضاغط لوقف الإبادة، في كل الساحات والعواصم، حتى وقف المحرقة في قطاع غزة.
كما دعت الدول العربية والإسلامية، والأمم المتحدة ومؤسساتها، إلى التدخل الفوري لوقف العدوان، واتخاذ إجراءات رادعة ضدّ الاحتلال، ومحاسبة قادته الفاشيين على جرائمهم ضد الإنسانية.
وفي تصريح صوتي أكد يوسف حمدان ممثل حركة حماس في الجزائر، أن إعلان الاحتلال الصهيوني تصعيد عملياته العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني في مدينة غزة وفي حي الزيتون على وجه الخصوص، ودفع المدنيين والنازحين إلى مزيد من التهجير وتعريضهم للتقتيل المباشر وخطر النزوح يأتي نتيجة لاطمئنان الاحتلال إلى ردود الأفعال الدولية التي توفر له غطاء سياسي وقانوني وعسكري وتضليل إعلامي يغري الاحتلال للمواصلة في جرائمه وتصعيد عملياته.
إلى ذلك أشار المتحدث إلى أن المقاومة في الميدان تقوم بواجبها في الدفاع عن الأرض والشعب والتصدي للاحتلال وتتكيف مع ظروف الميدان وتنفذ خطط وكمائن دفاعية وهجومية تتناسب مع اختلال موازين القوى الحاصل نتيجة للدعم الغربي بالسلاح الذي لا يتوقف عن الاحتلال، في مقابل محاصرة غزة ومنع دخول الاحتياجات الأساسية من طعام وشراب ودواء. كما أكد أن المقاومة مستمرة في مواجهة عدوان الاحتلال ورفع كلفة وجوده على الأرض وما وجده الاحتلال في كل مناطق القطاع من بأس شديد واستبسال وجرأة وأساليب قتالية متنوعة سيجد مثلها وأكثر في غزة وأحيائها وأزقتها، ولن يجد جنود الاحتلال الذين يلقى بهم إلى غزة إلا الموت أو الأسر أو العودة مصابين وجرحى. ع.أسابع