استنكر رئيس جمهورية بوركينا فاسو إبراهيم تراوري، تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون “المهينة”، بشأن التواجد العسكري الفرنسي في افريقيا. وقال الرئيس تراوري، أن ماكرون قد “أهان كل الأفارقة” بقوله في خطاب له خلال الأسبوع الماضي، أن فرنسا كانت “محقة” في التدخل عسكريا في إفريقيا، وتأسف” حيال ما وصفه بـ “جحود” رؤساء الدول الإفريقية.
اعتبر رئيس المجلس العسكري في بوركينا فاسو الكابتن إبراهيم تراوري، الإثنين، أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «أهان كلّ الأفارقة» في خطاب ألقاه قبل أسبوع وندّد فيه خصوصا بـ«جحود» قادة بعض دول القارّة لعدم شكرهم بلاده على تدخّلها عسكريا لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.
وقال ماكرون في خطابه يومها «أعتقد أنّهم نسوا أن يشكرونا. لا يهمّ، سوف يحصل ذلك مع مرور الوقت. الجحود، كما أعلم جيّدا، هو مرض لا ينتقل إلى الإنسان». وردّا على تصريح الرئيس الفرنسي، قال الكابتن تراوري الإثنين إنّ ماكرون «أهان كلّ الأفارقة. (...) هكذا يرى هذا الرجل أفريقيا، هكذا يرى الأفارقة. نحن لسنا بشرا بنظره.
وردا على تصريح الرئيس الفرنسي، قال تراوري إن ماكرون "أهان كل الأفارقة. (…) هكذا يرى هذا الرجل أفريقيا، هكذا يرى الأفارقة. نحن لسنا بشرا بنظره". وأضاف الرئيس تراوري قائلا: ”إذا كنا نريد قطع العلاقات مع هذه القوى الإمبريالية, فالأمر بسيط: علينا أن نلغي الاتفاقيات، إذا لم نلغ الاتفاقيات وطلبنا منهم فقط أن يغادروا القواعد (العسكرية)، فنحن لم نفعل شيئا”. واستطرد رئيس بوركينا فاسو: “على الأفارقة أن يستيقظوا، يجب أن نعمل لنكون مستقلين، يجب تحرير الذهنيات من الاستعمار”.
وتأتي تصريحات ايمانويل ماكرون بعدما فقدت فرنسا نفوذها العسكري في كل من بوركينا فاسو والنيجر ومالي حيث انسحبت القوات الفرنسية من أراضيها في 2023، حيث واصلت العلاقات بين بوركينا فاسو وفرنسا تدهورها منذ أن تولى تراوري السلطة في سبتمبر 2022، كما شهدت العاصمة واغادوغو، خلال الأشهر الماضية، تظاهرات شعبية حاشدة طالبت بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي والفرنسي في البلاد، كان آخرها منذ أيام. إذ خرجت تظاهرات شعبية، الجمعة، في بوركينا فاسو، تعبيراً عن تنامي المشاعر المناهضة لفرنسا، الدولة الاستعمارية السابقة، لدى الشعب في الدولة الأفريقية التي تعاني بسبب حركات التمرد، وتتهم بشكل مباشر باريس بالمسؤولية عن التراخي في مواجهة الجماعات المتطرفة.
وعقب تلك الاحتجاجات طلبت بوركينا فاسو "انسحاب القوات الفرنسية من أراضيها في غضون شهر"، كذلك ألغت تشاد اتفاقية التعاون العسكري المبرمة بين البلدين، وطلبت رحيل القوات الفرنسية بحلول نهاية يناير الجاري، في حين طلبت السنغال إغلاق القواعد العسكرية الفرنسية وإنهاء أي وجود عسكري أجنبي على أراضيها، وذلك وفق جدول زمني يتم تحديده لاحقا. وأكد الرئيس السنغالي الذي تولّى منصبه في أفريل بعدما فاز في الانتخابات رافعا لواء السيادة وإنهاء الاعتماد على الخارج، أنّ رفض وجود عسكري فرنسي في بلاده لا يعني "قطيعة" بين دكار وباريس. وتحدث فاي عن تحديث مرتقب لعقيدة التعاون العسكري. وأوضح أن هذا التحديث "يعني بوضوح أنه لن تكون هناك قواعد عسكرية في السنغال لأي بلد كان".
وتأتي هذه النزعة نحو "التحرر" من النفوذ الفرنسي بعد أن أقدمت دول تحالف الساحل الثلاث (مالي والنيجر وبوركينافاسو) في وقت سابق على اتخاذ إجراءات ضد الوجود الفرنسي على أراضيها. وتتفاقم مشاعر الكراهية والرفض القطعي للوجود الفرنسي في الدول الثلاث التي شهدت انقلابات على امتداد السنوات الماضية.
ع سمير