شدد الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، على أن بناء جبهة وطنية ديمقراطية واسعة لم يعد خيارًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية، جبهة تُوحِّد و لا تُفرّق، تكون مبنية حول قيم نوفمبر المجيدة.
وقال يوسف أوشيش في كلمة له أمس بالمقر الوطني للحزب بالجزائر العاصمة بمناسبة اليوم الوطني للمناضل الذي يحييه الحزب في السابع من أفريل كل سنة، إنه و في الظرف الراهن المتسم بتجاذبات وصراعات دولية وإقليمية غير مسبوقة والتي ستكون لها لا محالة انعكاسات على الأمن القومي للجزائر وعلى الدولة الوطنية فيها ، فإن «بناء جبهة وطنية ديمقراطية واسعة لم يعد خيارًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية، جبهة تُوحِّد لا تُفرّق، تستند إلى قواسم مشتركة، ومبنية حول قيم نوفمبر المجيدة، وتضم في صفوفها كل القوى الوطنية الصادقة، وكل الأصوات التي لم تُطفئ فيها صعوبة الأوضاع جذوة الأمل».
ولفت السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية في هذا السياق إلى الأخطار التي تحدق اليوم بالجزائر، قائلا أنها تعيش اليوم لحظة فارقة من تاريخها، وأنه لا سبيل لمواجهتها إلا بـ» بجبهة وطنية متماسكة»، تؤمن بالمواطنة الكاملة، والعدالة الشاملة، وتكون قادرة على حماية القرار الوطني، ومجابهة التحديات الداخلية والخارجية.
ومن هذا المنطلق اعتبر أن السيادة الوطنية تُبنى وتقوى كل يوم بالوعي، بالتنظيم، وبالتحام الشعب مع قواه الحية، وتُبنى بإرادة لا تُكسر وبشجاعة لا تُساوم، وبرؤية لا تحيد عن الهدف الأسمى وهو جزائر حرة، موحدة، عادلة، وديمقراطية، جزائر الشهداء.
وبالمناسبة جدد أوشيش أيضا التزام جبهة القوى الاشتراكية ببناء توافق وطني قائم على المبادئ الديمقراطية، وجعل دولة القانون الأساس الوحيد والشرعي للحكم، مضيفا بأن المناضل اليوم، هو من يعمل على بناء بديل سياسي موثوق وجدي، يُغذي النقاش الفكري و يُعطي أهمية للتربية السياسية، و يرفض اختصارات الكراهية، ويؤسس بصبر لركائز دولة قانون حقيقية.
ولم يفوت المتحدث الفرصة لتجديد تضامن الأففاس الكامل مع الشعب الفلسطيني ومع مقاومته المشروعة، ودعا كل القوى الوطنية، وكل أحرار العالم، إلى التجنّد والمطالبة بوقف فوري للعدوان، والضغط من أجل رفع الحصار، وتقديم مجرمي الحرب إلى العدالة الدولية، وتكثيف الدعم المادي والسياسي والإنساني لسكان غزة، وأضاف أن ما يجري في غزة ليس مجرد مأساة إنسانية، بل إنه جريمة تاريخية تُرتكب بحق شعب أعزل، لم يطالب إلا بحق الحياة في أرضه، لكن رغم القصف والتجويع، ورغم الدمار والحصار، فإن تشبّث الفلسطينيين بأرضهم، وصمودهم، هو أبلغ رد على كل محاولات الإبادة والنفي، وأقوى دليل على سقوط كل مشاريع التهجير والاقتلاع.
إلياس-ب