أطلق كل من الديوان الوطني للأوقاف والزكاة ومؤسسة بريد الجزائر عملا مشتركا يهدف إلى رقمنة دفع أموال الزكاة، عن طريق تفعيل تطبيق «بريدي موب»، واعتماد أجهزة الدفع الإلكتروني، بما يضفي مزيدا من الشفافية على العملية.
كشف الديوان الوطني للأوقاف والزكاة، أول أمس، في بيان له عن انعقاد اجتماع تنسيقي ضم إطارات بالديوان الوطني للزكاة والأوقاف برئاسة يوسف عزوزة مدير الديوان، وكذا إطارات من مؤسسة بريد الجزائر برئاسة صبار علي رضا مدير النقدية، خصص لبحث سبل تطوير وسائل دفع أموال الزكاة عن طريق اقحام الرقمنة في العملية.
وتم خلال الاجتماع التنسيقي التأكيد على أهمية تفعيل وسائل الدفع الإلكتروني، على غرار تطبيق «بريدي موب»، والموقع الإلكتروني للديوان الوطني للأوقاف والزكاة، إضافة إلى اعتماد أجهزة الدفع الإلكتروني كخطوة مهمة نحو تسهيل دفع أموال الزكاة من قبل المواطنين.
وأعلنت من جهتها وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسكلية عن إطلاق مشروع رقمنة دفع الزكاة، بواسطة تفعيل تطبيق «بريدي موب» التابع لبريد الجزائر، وربطه بالموقع الإلكتروني الخاص بالديوان الوطني للزكاة والأوقاف، بهدف تسهيل عملية دفع الزكاة، ورفع مستوى الشفافية.
وأضافت الوزارة بأن العمل التنسيقي بين بريد الجزائر والديوان الوطني للزكاة يرمي إلى ربط «بريدي موب» بالخدمات التي يقدمها الديوان الوطني للأوقاف والزكاة، وكذا بالموقع الخاص بهذه الهيئة، بما يسمح بدفع أموال الزكاة عن طريق الأنترنيت، دون عناء التنقل إلى المراكز البريدية لإتمام العملية.
كما يرمي الاتفاق وفق ذات المصادر إلى إضفاء مزيد من الشفافية على جمع أموال الزكاة، وتوسيع دائرة المساهمة في صندوق الزكاة، لاسيما بالمدن الكبرى والمناطق التي تعرف انتشارا واسعا للمعاملات الإلكترونية.
ويعد الديوان الوطني للزكاة والأوقاف الجهة الوحيدة المخولة والمسؤولة عن إدارة وتسيير الأملاك الوقفية، إلى جانب جمع أموال الزكاة وصرفها وتنميتها وفق الأحكام المحددة شرعا، باعتماد عدة آليات في جمع أموال الزكاة، لاسيما عن طريق اللجان التي تنشط عبر مختلف مساجد الوطن، ليتم تحويلها إلى الصندوق الوطني للزكاة الذي يشرف عليه الديوان الوطني للزكاة والأوقاف، المخول من الناحية القانونية لتوزيع الحصيلة السنوية لأموال زكاة الحول على مستحقيها.
ويراد من خلال تحديث آليات جمع أموال الزكاة، عبر استخدام تطبيقات الهاتف المحمول والمواقع الإلكترونية، تسهيل دفع أموال الزكاة في حال تحقق النصاب، إلى جانب تعزيز كفاءة جمع هذه الأموال وتوزيعها على مستحقيها من الفقراء والمحتاجين، بغرض تجسيد قيم التعاون والتضامن والتآخي بين أفراد المجتمع، وتدعيم السياسة الاجتماعية للدولة التي تستهدف بالأساس الفئات الهشة ومحدودي الدخل.
كما أن رقمنة دفع أموال الزكاة عن طريق تطبيق «بريدي موب» ومختلف الوسائط الإلكترونية، من شأنه أن يساهم في تعزيز الرقابة على كافة مراحل جمع وتوزيع هذه الأموال، من أجل تحقيق التكافل الاجتماعي وسد حاجة الفقراء والمساكين، فضلا عن تعزيز قيم التلاحم والتعاون بين أفراد المجتمع.
وكانت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف قد وضعت تحت تصرف المواطنين الحسابات البريدية الولائية التابعة للديوان الوطني للأوقاف والزكاة، في إطار ضمان شفافية العملية، وتسهيل جمع أموال الزكاة.
ويشار في هذا السياق إلى الدور الهام الذي تقوم به المساجد في جمع زكاة الحول وتوزيعها على المحتاجين، وذلك تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، التي تسهر على تأطير ومراقبة عملية جمع أموال الزكاة وتوزيعها على مستحقيها وفقا لأحكام الشريعة.
ويتزامن انطلاق عملية جمع أموال زكاة الحول مع الاحتفال بمناسبة عاشوراء المصادفة ليوم 10 محرم، التي اقترنت لدى عامة الجزائريين بإخراج الزكاة على الأموال في حال بلوغ النصاب، كما تحرص من جهتها وزارة الشؤون الدينية سنويا على تنظيم حملة تحسيسية لفائدة المواطنين لشرح الأهداف من دفع أموال الزكاة للصندوق الوطني للزكاة.
ويشار أيضا إلى إبرام اتفاقية بين الديوان الوطني للزكاة والأوقاف والاتحاد العام للتجار والحرفيين الموسم الماضي من أجل تجنيد المتعاملين الاقتصاديين والتجار في إطار حملة جمع أموال الزكاة، بهدف تحقيق الأهداف المرجوة من العملية وهي مؤازرة الفئات الهشة. لطيفة بلحاج