سجل مجمع سونلغاز خسائر فادحة تجاوزت 6058 مليون دينار جزائري (أكثر من 600 مليار سنتيم) نتيجة 16496 حالة اعتداء طالت الشبكة والمنشآت الطاقوية عبر مختلف مناطق الوطن، ما يعادل نحو 80 بالمائة من أسباب الانقطاعات الكهربائية المسجلة.
وفي تصريح للصحافة على هامش ندوة صحفية نظمتها مديرية بلوزداد، يوم أمس بجامعة الجزائر 3، أوضح مدير الإعلام بالمجمع، خليل هدنة، أن 12 ألفا و 873 حالة اعتداء استهدفت الشبكة الكهربائية، تسببت وحدها في خسائر بقيمة 5658 مليون دينار، فيما بلغ عدد الاعتداءات على المنشآت الطاقوية 3623 حالة، مخلفة أضرارا مالية قُدرت بـ 400 مليون دينار.
وأشار المتحدث إلى أن هذه الأرقام تعكس حجم التحديات التي تواجهها الشركة في سبيل تأمين الخدمة العمومية وتوسيعها، مشددا على أن الاعتداءات لا تمثل فقط خطرا ماليا بل تُعيق أيضا جهود التطوير والربط الطاقوي في البلاد.
وفي سياق آخر، صرّح هدنة بأن مستحقات سونلغاز غير المحصلة بلغت 179 مليار دينار، وهي أعباء ثقيلة تُثقل كاهل المؤسسة، مبرزا أن الزبائن المتخلفين عن الدفع يشملون البلديات والخواص وحتى الأفراد، مما ينعكس سلبا على الصحة المالية للمجمع.
ورغم هذه التحديات، تواصل سونلغاز تنفيذ مشاريع استثمارية كبيرة داخل وخارج الوطن، إذ بلغ حجم الاستثمارات 168 مليار دينار، وأكد ذات المسؤول أن المؤسسة اعتمدت استراتيجية جديدة تهدف إلى توسيع نشاطها خارجيا، بالاعتماد على أحدث التكنولوجيات، تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، والتي مكنت الجزائر من تحقيق أمن طاقوي بقوة إنتاج إجمالية تقدر بـ 27 ألفا و333 ميغاواط.
ولمواكبة هذه الديناميكية، تم مؤخرا وضع التوربينات الكبرى لمحطة إنتاج الكهرباء بولاية مستغانم حيز الخدمة، بسعة إنتاجية بلغت 1450 ميغاواط، ما يجعلها من أكبر المحطات على المستوى الوطني والإقليمي.
وفيما يخص دعم النشاط الفلاحي، كشف هدنة عن ربط أكثر من 78 ألف مستثمرة فلاحية بالكهرباء والغاز، وهي خطوة نالت إشادة رئيس الجمهورية، كما تم استحداث منصب «مهندس أعمال» لأول مرة، يتولى مرافقة ومتابعة المشاريع في مراحلها الأولى، وتقديم التوجيهات التقنية اللازمة حسب الاحتياجات الطاقوية، مع إعفاء المعنيين من الدفع المسبق.
أما على صعيد التصدير، فقد شرعت سونلغاز في تصدير 500 ميغاواط من الكهرباء نحو تونس، في انتظار استكمال مشروع الخط البحري الذي سيربط الجزائر بإيطاليا، والذي سيشكل بوابة نحو السوق الأوروبية، بالإضافة إلى المساعي الجارية لولوج الأسواق الإفريقية.
ع.أسابع