أكد وزير الصناعة سيفي غريب، أمس الأربعاء، على ضرورة أن تستجيب المشاريع الصناعية لحاجيات السوق الوطنية من جهة ومن جهة أخرى التوجه للتصدير، وهذا ما يعكس استراتيجية الدولة وتوجيهات رئيس الجمهورية ضمن التوجه الجديد للصناعة الجزائرية لتكون صناعة حقيقية والتي ستتدعم بمصانع تم إعادة بعثها في سياق استغلال الأصول المسترجعة والتي هي قيد الإستغلال من طرف مؤسسات وطنية.
وخلال زيارته الميدانية لقطاعه، أمس، بوهران، عاين وزير الصناعة سيفي غريب، مصنع «مارتير» المتخصص في تغليف مقاعد السيارات، حيث قدمت له شروحات عن المشاريع التي تربطه بمجموعة «ستيلانتيس» لمصنع «فيات»، وخلال الشروحات المقدمة للوزير، تم التأكيد على أن المصنع ستكون له القدرة لتغليف مقاعد 500 سيارة يوميا في آفاق 2026، بينما في نهاية 2025 ستصل قدرته إلى تغليف مقاعد 220 سيارة يوميا، وتبين من خلال العرض الذي قدم للوزير أن «ستيلانتيس» أرسلت أول دفعة من هياكل المقاعد للمصنع الذي سيشرع في التغليف نهاية جويلية الجاري بدفعة 10 كراسي، وسيطلق القائمون على المصنع عملية أخرى لتصنيع هيكل الكراسي مستقبلا وهي القطع التي يتم استيرادها حاليا، كما أن المقاعد المنتجة تخضع لنظام مراقبة صارم، فيما سيصل عدد العمال في نهاية 2025 ل 120 عاملا ويرتفع في 2026 إلى 500عامل.
كما استعرض وزير الصناعة تفاصيل عن وحدة جديدة تابعة لمجمع الحديد والصلب «توسيالي» بالمنطقة الصناعية ببطيوة، والتي هي جاهزة لاستقبال شحنات خام الحديد القادمة من منجم غارا جبيلات بتندوف، و عاين بذات المجمع الوحدة التي سوف تكون موجهة لصناعة الصفائح الحديدية لصناعة السيارات والتي ستدخل حيز الخدمة في جوان 2026، حيث كانت للوزير والوفد المرافق له، جولة خاصة لمختلف وحدات مركب توسيالي، وغير بعيد عن هذا المجمع، عاين سيفي المنتجات الحديدية «حاميات الحواف الحديدية».و وقف وزير الصناعة كذلك على نشاط مصنع «ألفا بايب» الذي يندرج ضمن استرجاع الأصول.
وقد استهل وزير الصناعة زيارته لوهران بتدشين مصنع «نيو ديزاين وود أنديستري» بالكرمة، وهو مشروع انطلقت فكرته سنة 2012، بعد أن كان من المستوردين للأثاث المكتبي والمنزلي إلى جانب الأبواب الداخلية والمطابخ، ثم قرر إنشاء مركب صناعي يتكون من ثلاث وحدات إنتاجية وهي وحدة صناعة الأبواب الداخلية بجودة تضاهي المنتجات الإيطالية، وحدة لإنتاج الأثاث المكتبي والمنزلي والمطابخ وأثاث غرف الفنادق، إلى جانب صناعة الأرائك والصالونات الراقية وغيرها، و تشغل الشركة حاليا 300 عامل منهم 168 منصبا مباشرا، ويعتبر مصنع الأرائك من الأهداف الاستراتيجية لدعم الصناعة الوطنية وتقليص التبعية للاستيراد وخفض فاتورة الواردات، والأهم هو التوجه للتصدير نحو ليبيا خاصة الأبواب.
وخلال تدشينه لوحدة إنتاج الورق المموج الخاص بالتغليف، ركز الوزير على ضرورة التوجه للتصدير وهو ما يقوم به مجمع «جينيرال أومبلاج» الذي يصل منتوجه حاليا لتونس وبعض الدول الأوروبية، في انتظار إنجاز مصنع النعامة الذي سيكون أكبر مصنع في إفريقيا وفق العرض الذي قدم أثناء الزيارة، وسيخصص لتصنيع عجينة ورق التغليف بتكنولوجيات عالية، وسيخلق 1500 منصب شغل دائم وهذا عند دخول المصنع الخدمة بعد ثلاث سنوات، والتحديات هي إنتاج هذه المادة الأولية التي ستوفر للخزينة العمومية 300 مليون دولار كانت تصرف للواردات، علما أن احتياجات السوق الوطنية من منتوجات التغليف تصل لـ 1,200 مليون طن سنويا في الوقت الذي يصل فيه مجموع إنتاج المصنعين الوطنيين لـ 2 مليون طن، و أيضا يوجد مصانع لاستعادة وتحويل النفايات الكرتونية، لأن تصنيع الورق يعتمد بنسبة 80 بالمائة على المادة المرسكلة.
بن ودان خيرة
