أكد رئيس حركة البناء الوطني، عبد القادر بن قرينة، أمس، أن الجزائر تمر بمرحلة دقيقة تتطلب تعبئة وطنية شاملة لتعزيز السيادة الوطنية، وتحصين الجبهة الداخلية، ومواجهة التحديات المتعددة الأبعاد، داعيا إلى تجاوز الخطابات الاستهلاكية، وبناء خطاب واع يعزز الثقة والأمل ويكرّس الحريات.
و في كلمته الافتتاحية خلال إطلاق فعاليات الجامعة الصيفية لحركة البناء الوطني، بالعاصمة الجزائر، تحت شعار: "التعبئة الوطنية لتأمين السيادة وتعزيز التنمية"، خص بن قرينة الراهن الوطني، بوقفة مطولة مؤكدا أن شعار الجامعة الصيفية لا يأتي اعتباطا، بل استجابة لسياق وطني وإقليمي ودولي معقّد، يفرض على الجزائريين توحيد الصفوف، والتسلّح بالوعي الاستراتيجي لمجابهة ما وصفه بـ"الاستهداف المركّب والمتعدّد". وأوضح رئيس حركة البناء الوطني، أن التعبئة التي تنادي بها الحركة لا تقتصر على البعد الأمني، بل تشمل جميع المستويات: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الإعلامية، والثقافية، داعياً إلى إشراك النخب والأحزاب والشباب والسلطات التنفيذية في هذا المسعى، مع حماية الحقوق والحريات وتوفير العدالة الاجتماعية لجميع الفئات.
وأبرز في هذا الشأن ضرورة التصدي للمحاولات التي يقودها زارعو الفتن واليأس والمرتزقة المتربصون بالوطن، عبر المخابر والمنصات التي تحاول زعزعة الاستقرار، من خلال خلق أجواء من اليأس والإحباط، خاصة في أوساط الأجيال الناشئة، ونشر خطاب التشكيك في رموز الدولة. ويبقى الأهم حاليا، بالنسبة لرئيس حركة البناء الوطني، زيادة الوعي بالقضايا الوطنية، مع استكمال المشروع الوطني التنموي الشامل، في هذا الظرف الإقليمي والدولي الحساس الذي تحكمه رهانات جيو- استراتيجية ضاغطة، مشددا على أن هذا المسعى يتطلب من جميع الأحزاب السياسية وقوى المجتمع والنخب الوطنية "تحمل مسؤولياتها كاملة والوقوف صفا واحدا إلى جانب الدولة الجزائرية ومؤسساتها السيادية والالتفاف حول درع دفاعها، الجيش الوطني الشعبي.
وأكد بالمناسبة، على أهمية الإعلام كأداة محورية في هذه التعبئة الشاملة، مطالباً بتمكينه من أداء وظيفته في التوعية والنقد البناء، وتمتيعه بالحق في النفاذ إلى المعلومة.
ولم يفوّت بن قرينة الفرصة لتوجيه رسالة مباشرة إلى شباب الحركة، داعيا إياهم إلى استغلال الجامعة الصيفية كمنصة للتكوين الحقيقي، والتفكير الاستراتيجي، والإعداد لمرحلة جديدة تتطلب قيادة واعية وملتزمة، مشدداً على أن "الوعي السياسي والاستراتيجي ضرورة وطنية، وليس ترفاً فكرياً".
و خصّ بن قرينة الوضع في غزة بحيّز واسع، واصفا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بالإبادة الجماعية ، قائلا إن "غزة تعرف هذه الأيام أبشع صور التطهير العرقي"، ومعتبرا أن ما يحدث يرقى إلى "جريمة ضد الإنسانية، تجري بغطاء دولي وتخاذل عربي، بل وتواطؤ في بعض الأحيان.
وأشاد بالمناسبة بالموقف الرسمي الجزائري الثابت تجاه القضية الفلسطينية، داعيا إلى تعبئة الضمائر الحية وتفعيل التضامن الشعبي والرسمي لمناصرة فلسطين، وإنقاذ ليس غزة فقط، بل الإنسانية جمعاء.
ع.أسابع
