قامت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتدعيم المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي ببنية تحتية جد متقدمة تسمح بتسريع وتيرة الابتكار في المجالات الحيوية ذات الأولوية، بما يساهم في تحقق السيادة الرقمية للبلاد.
حل أمس وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري بالمدرسة العليا الوطنية للذكاء الاصطناعي الكائن مقرها بالقطب التكنولوجي لسيدي عبد الله بالعاصمة، حيث أدى زيارة لمركز البيانات المتخصص في تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتواجد على مستوى ذات المؤسسة.
ويهدف هذا المشروع وفق المنشور الصادر عن وزير القطاع، إلى توفير بيئة حاسوبية عالية الأداء، لاسيما بعد تجهيزه بحاسبات رسومية فائقة الأداء، ستوفر للطلبة والباحثين إمكانيات جد متقدمة لتطوير وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي بالاعتماد على البرمجيات مفتوحة المصدر.
وأضاف الوزير بأن البنية التحتية المتطورة التي تم وضعها على مستوى المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي ستسمح بتسريع وتيرة الابتكار في المجالات الحيوية ذات الأولوية، وذلك عبر تطوير تطبيقات عدة، من بينها نماذج اللغات الكبيرة، والرؤية الحاسوبية المتقدمة، فضلا عن عدة تطبيقات أخرى ذات الصلة بالمجال الفلاحي والصناعي والمالي والخدمات. ويرسخ هذا التوجه وفق ذات المصدر، التوجه الاستراتيجي القائم على البرمجيات مفتوحة المصدر، دور المدرسة الوطنية للذكاء الاصطناعي كقاطرة للمعرفة، كما يساهم في تعزيز قدراتها على تحقيق أهدافها في تكوين جيل من الخبراء القادرين على قيادة التحول الرقمي والمساهمة بفعالية في بناء سيادة رقمية وطنية حقيقية ومستدامة. وأضاف وزير التعليم العالي والبحث العلمي بأن المركز المتخصص في تطبيقات الذكاء الاصطناعي صمم وفق المعايير العالمية من حيث الأداء الطاقوي والأمان وقابلية التوسع المستقبلية، بما يضمن استدامة عملياته، ومواكبته للتطورات التكنولوجية المتسارعة في عالم الذكاء الاصطناعي.
ويقصد بحوسبة الذكاء الاصطناعي وفق خبراء في المجال، عملية البحث عن كميات كبيرة من البيانات بهدف اكتساب معارف وإمكانيات جديدة باستخدام برامج التعليم الآلي وأدواته، وتعتمد هذه العملية على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي عبر تدريب الخوارزميات على مجموعات هامة من البيانات. وتستقطب المدرسة العليا للذكاء الاصطناعي منذ أن فتحت أبوابها أمام الطلاب الجامعيين الجدد في الموسم الدراسي 2021/2022 ، باستقطاب المتفوقين في شهادة البكالوريا الذين يطمحون لانتهاج مسار جامعي في مجال التخصصات التي توفرها المدرسة، من بينها البرمجيات وأمن المعلومات والشبكات الحاسوبية وغيرها من الميادين الأخرى ذات الصلة التي توفرها المدرسة للطلبة المتفوقين في شهادة البكالوريا.
وتعد المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي قطب امتياز يضمن تكوين نخبة في التخصصات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، من خلال تنمية قدرات الطلبة في هذا المجال الحيوي والهام، فضلا عن المساهمة في تعزيز التعليم والبحث والابتكار في الذكاء الاصطناعي، بفضل اعتماد هذه المؤسسة التعليمية ذات الامتياز على برامج دراسية عالية الجودة. وتسعى الجزائر لتحقيق السيادة الرقمية عن طريق تكوين خبراء ومختصين في مجال المعلوماتية والرقمنة، ولديهم كفاءات عالية في مجال توطين التكنولوجيا ومنحها طابعا سياديا بدل استيرادها من الخارج، انسجاما مع التوجه العلمي في هذا المجال.
إذ تعد هذه المؤسسة من بين البنى التحتية التي أرستها السلطات العمومية لتحقيق الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي التي تمتد إلى آفاق سنة 2023، وهي تتضمن خمسة محاور أساسية، متمثلة في البنية التحتية والموارد البشرية والتكوين والبحث والتطوير والحوكمة الرقمية والاقتصاد الرقمي إلى جانب المجتمع الرقمي.
وأضحى التخصص في مجال الذكاء الاصطناعي ينافس باقي التخصصات التي كانت تستقطب حاملي شهادة البكالوريا من الطلبة الممتازين، على رأسها العلوم الطبية، قبل أن تتوجه اهتمامات عديد الطلبة الجامعيين الجدد نحو كل ما له صلة بالتكنولوجيا والرقمنة والذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى رفع معدل القبول في التخصص إلى أكثر من 17 من عشرين بحسب عدد المقاعد البيداغوجية المتوفرة.
لطيفة بلحاج