الخميس 21 أوت 2025 الموافق لـ 26 صفر 1447
Accueil Top Pub

خبراء يبرزون أهمية معرض التجارة البينية الإفريقية: خيـار استراتيجي ومحفز رئيـسي للتكـامل الاقتصادي


أكد خبراء في الاقتصاد، أمس، أن معرض التجارة البينية الإفريقية الذي ستحتضنه الجزائر  من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل،  يعد خيارا استراتيجيا و يمثل رافعة تنموية للدول الإفريقية  وفرصة استراتيجية بالنسبة للجزائر، كونه سيتيح الكثير من الفرص التجارية للولوج إلى الأسواق الإفريقية، كما اعتبروا أن الطبعة الرابعة من المعرض، من شأنها أن تشكل محطة أساسية للجزائر وإفريقيا في مسار التكامل الاقتصادي والرقمي، بما يفتح الطريق نحو نهضة شاملة ومستدامة وأبرزوا أيضا أن  الجزائر دولة وازنة في المنطقة وتحوز على مقدرات كبيرة وقوة فاعلة في القارة  و لها وزن جيوسياسي يؤهلها  للعب أدوار عديدة.

 وأكد أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة البليدة 2 ، البروفيسور حكيم بوحرب، أمس، في تصريح للنصر، على أهمية العمق الإفريقي للجزائر والتي تعد عضوا وقوة فاعلة في القارة الافريقية ولها وزن جيوسياسي يؤهلها  للعب أدوار عديدة في القارة من بينها الجانب الاقتصادي.
 و في هذا الإطار، أبرز  البروفيسور حكيم بوحرب، أهمية معرض التجارة البينية الإفريقية والمزمع تنظيمه بالجزائر من 4 إلى 10 سبتمبر المقبل، لافتا إلى أن التجارة البينية في إفريقيا مازالت دون مستوى التطلعات، لذلك تأتي أهمية تنظيم هذا المعرض للرفع من التجارة.
 وأضاف في السياق ذاته، أن هذا المعرض، يمثل رافعة تنموية للدول الافريقية وأيضا الجزائر باعتبار أنه سيتيح الكثير من الفرص التجارية للولوج إلى الأسواق الإفريقية وسيعطي الجزائر إمكانية لربط جسور تنموية جديدة مع جيرانها الافارقة و سيعطي للمتعاملين الجزائريين إمكانية الولوج و التموقع في سلاسل القيمة الافريقية، لأن إفريقيا بحاجة إلى العديد من المواد التي تحوزها الجزائر  والتي تعرف فيها فائضا إنتاجيا مثل مواد بناء و أيضا ما تعلق بالجانب الطاقوي وغيرها.
     منصة استراتيجية نحو الأسواق الإفريقية
 كما أشار المتدخل، إلى أن إفريقيا أيضا بحاجة إلى إعادة  بناء بنيتها التحتية  أيضا ولذلك يمكن أن يمثل ذلك منفذا للمؤسسات الجزائرية والتي أصبح لديها خبرات  في مجال تجسيد المشاريع الاستراتيجية وخاصة مشاريع البنية التحتية، أضف إلى ذلك، فإن المعرض، سيعطي إمكانية للمتعامل الجزائري لإعادة بناء سلاسل توريد، حيث سيتم الاحتكاك بالفاعلين التجاريين والاقتصاديين الافارقة ويمكن أن يساهم ذلك في إيجاد مصادر للمواد الأولية والتعرف على موردين أفارقة جدد يمكنون من إعادة رسم استراتيجية جغرافية سلاسل التوريد للمتعامل الجزائري.
وأوضح أستاذ العلوم الاقتصادية، في هذا الإطار، أن  معرض التجارة البينية الإفريقية، سيمثل فرصة بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة على وجه الخصوص  للاحتكاك  بالمتعاملين الأفارقة و التموقع في سلاسل القيمة وسيمثل إمكانية لعرض صفقات في اللقاءات المباشرة بين رجال الأعمال وإتاحة الفرصة للبيع والتسويق.
 و اعتبر  أن  المعرض هو منصة استراتيجية لفتح الأسواق الإفريقية أمام الجزائر وإبرام صفقات كبيرة ، لافتا إلى أهمية الاحتكاك بمتعاملين أفارقة وازنين بخبرات كبيرة .
من جهة أخرى،  لفت المتحدث، إلى الجانب التمويلي الذي يتيحه البنك الإفريقى للتصدير والاستيراد» افريكسيم بنك» بالنسبة للمتعاملين الاقتصاديين والذي يتيح  آليات تمويلية جديدة ويتيح أريحية وسلاسة في التنفيذ المالي والقيام بالتحويلات المالية الناتجة عن الصفقات التجارية .
 وبالنسبة للشق الاستراتيجي، يرى البروفيسور حكيم بوحرب، أن معرض التجارة البينية الإفريقية، يأتي في سياق  استراتيجي هام  جدا تزامن مع  تصاعد الخطاب السيادي في الكثير من الدول الإفريقية والتي وجدت لنفسها مسارات تنموية مكنتها من تحطيم قيود التبعية التي  كانت تربطها مع الدول الأوروبية خاصة  وعلى رأسها فرنسا .
 واعتبر أن هذا الخطاب السيادي، سيدعم الاستقرار الاقتصادي للعديد من الدول  التي عرفت تبعية حتى بعد استقلالها وهذا هام كون أن القارة الافريقية بحاجة أن تستغل مواردها أحسن استغلال ولن يتحقق ذلك إلا ببناء  تصورات تنموية بما يتوافق مع مصالحها وليس مع مصالح الغرب  وأضاف أن هكذا معارض ودعم  التجارة البينية الإفريقية سيبعد الدول الإفريقية عن الهيمنة الغربية من جهة وسيحقق لها منفعة متكاملة.
 تموقع جديد  للجزائر في القارة الإفريقية  
و ذكر أستاذ العلوم الاقتصادية ، أن الجزائر  تستثمر في هذا الشق، دبلوماسيا واقتصاديا، لأنها ترى في علاقاتها  مع الدول الإفريقية، أنها لا تقتصر فقط على الجانب الأمني وإنما تتعدى ذلك إلى الجانب  التنموي وبالتالي هي تربط أواصر  التعامل والعلاقات مع هذه الدول ارتباطا سياسيا تنمويا متعدد الأبعاد، حيث أوجدت توليفة جديدة في التعامل مع الدول الإفريقية تجمع ما بين التنسيق الأمني والعلاقات الدبلوماسية وكل ذلك تجمعه بروابط تنموية وهو ما يضمن استدامة العلاقات ما بين الجزائر وإفريقيا.
 ويرى المتحدث، أن الجزائر خطت خطوات كبيرة فيما يتعلق بمسألة رسم خارطة نفوذ في القارة،  تمثلت في  تواجد بعض البنوك في بعض العواصم الإفريقية  و غيرها من التدابير  وأيضا الزيارات الكثيرة لرؤساء أفارقة للجزائر وكل هذا كان  هدفه تموقع جديد  للجزائر في القارة وتمتين علاقاتها مع الدول  الافريقية .
من جانب آخر أوضح أستاذ العلوم الاقتصادية،   أن جزء كبير من المنطقة الافريقية يمر الآن  بمرحلة استقرار بعد عواصف أمنية كبيرة عرفتها المنطقة التي بنيت حدودها من قبل المستعمر  الفرنسي على بؤر توتر للاستفادة منها  وحتى تمثل عامل ضغط على الدول الإفريقية.  
ولكن الجوانب الأمنية تم علاجها في الكثير من الدول وبقيت دول الساحل التي أصبحت منطقة  صراع نفوذ بعد خروج فرنسا،  لافتا إلى أن العالم أصبح يرى في السوق الافريقية على أنها فرصا تنموية جديدة والدول الافريقية تعي  ذلك تماما ولكنها لا تريد أن تكرر أخطاء الماضي،  بحيث لا تريد أن تلعب دور السوق مرة أخرى وهذا يدفعها بأن تتبنى تصورات تنموية تحد من سيطرة  الدول الغربية على مقدراتها وهذا ما أدى بها إلى تبني خطاب استقلال وسيادة جديد.
تنويع الشركاء  على مستوى القارة
 وأوضح البروفيسور حكيم بوحرب، بخصوص الشراكات الافريقية، أن الجزائر وغيرها من الدول الافريقية، قامت بتنويع شركائها، حيث توجهت شرقا وكان دخول الشريك الصيني  بقوة إلى القارة الإفريقية عن طريق استثمارات ونفس الشيء بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية  وهذا يمثل تطورا نوعيا، لأن هذا ما يجسد  السيادة الاقتصادية  للدول الإفريقية .
 ولفت أستاذ  العلوم الاقتصادية،  إلى أن إفريقيا تستهدف اليوم استغلال المساحات الاستثمارية المتاحة على مستواها  وتحقيق استغلال أفضل لمقدراتها، بما يضمن أهدافا تنموية مستدامة واستراتيجية، كونها تحوز على العديد من  الموارد الطاقوية ذات الأهمية المطلقة والتي تعاظمت مع الاكتشافات والخاصة بالأتربة النادرة .    
 دعم الاندماج الاقتصادي الإفريقي
كما أكد البروفيسور حكيم بوحرب، أن الجزائر دولة وازنة في المنطقة وتحوز على مقدرات كبيرة ولها خبرات كبيرة لا سيما في الجانب الطاقوي  وهذه الفرص الاستثمارية، يمكن أن تمثل منهجية تعامل جديدة بين الجزائر  والدول الإفريقية ويمكن أن تمثل فرص استثمارية واعدة وداعمة للوزن الجيوسياسي للجزائر في المنطقة،  معتبرا أن  الأسواق الإفريقية الآن مفتوحة أمام الجزائر، سيما وأن البنية التحتية للجزائر خاصة فيما يتعلق بالطرق بنيت  لخدمة هذا المسعى وهو  ربط الجزائر بعمقها الإفريقي و على المتعامل الجزائري -كما أضاف-، أن يستغل هذه الفرص وهذا المعرض  ويستغل ما رصد من جانب لوجيستي ودبلوماسي ويستغل كل هذه النقاط للرفع من إمكانية التصدير لما تحتاجه إفريقيا فعلا ، مبرزا أن الجزائر هي بوابة لدعم الاندماج الاقتصادي الأفريقي .
وأشار إلى أن  تعزيز التجارة البينية الافريقية، سيقرب الدول الافريقية من بناء تصورات منسجمة مع بعضها البعض وسيعطي أدوارا اقتصادية جديدة للجزائر  والتي عملت على التحضير لها   في ظل الفرص الواعدة في إفريقيا .
وأضاف أن الفرصة استراتيجية للجزائر ، حتى تستغل موقعها الجغرافي كبوابة لإفريقيا ورابط بين إفريقيا والعمق الأورو متوسطي ، فهناك أدوارا تنموية كثيرة يمكن  أن تستغلها في إطار تواجدها وموقعها الاستراتيجي في إفريقيا .
 وأشار إلى أن هذا المعرض يعطي إمكانية لتنويع الشركاء الافارقة  من الناحية الاقتصادية و بناء نفوذ ناعم .
 ويرى المتحدث، أن هذا المعرض هو خيار  استراتيجي لتوظيف أفضل للدبلوماسية الاقتصادية، حيث يفتح رواق كبيرا للاستفادة من العديد من الفرص التنموية ولتعزيز قدرة الجزائر على توظيف موقعها الجغرافي، باعتبار أن المعارض هي آليات ناعمة لبناء علاقات اقتصادية مستدامة مع الدول والمتعاملين.
ولفت أيضا إلى أن المعرض الذي يحضره  عدد من الفاعلين  الدوليين ما يمنح  إمكانية لتسويق» صنع في الجزائر» والتعريف بمقدرات الجزائر والفاعلين الاقتصاديين و بالأنشطة الموجودة وبناء جسور تصدير للمتعاملين الجزائريين وتعزيز المهارات التسويقية والإنتاجية لدى المتعامل الجزائري، بحكم أن الاحتكاك هو السبيل للرفع من تنافسية المنتج المحلي.
 وأضاف أن هذا المعرض هو فرصة استراتيجية هامة لتنفيذ  الاتفاقيات التجارية  وإيجاد آليات جديدة و منافذ لدعم قدرة  التصدير خاصة  فيما يتعلق بالمنتوجات الفلاحية والصناعية والادوية ومواد البناء  وغيرها  ومختلف مناحي الأنشطة الطاقوية.
 على صعيد آخر، أوضح أستاذ العلوم الاقتصادية ، أن  العلاقات الاقتصادية  والرؤى التنموية تضمن استقرارا أكبر من الناحية الأمنية للدول الأفريقية ومعلوم ان الجزائر تساهم في حلحلة المشكلات الأمنية وبناء تصورات تنموية  تتماشى مع مطلب الاستقرار في إفريقيا وهذا المعرض سيمثل دعما لها التوجه.
 المعـرض يمثل فرصــة استراتيجية بالنسبة للجزائر
  من جانبه، أوضح المستشار في التنمية الاقتصادية، عبد الرحمان هادف  في تصريح للنصر، أمس، أن الدورة الرابعة للمعرض التجاري الإفريقي البيني (IATF)،  المقرر انعقادها بالجزائر من 4 إلى 10 سبتمبر 2025،   تعد أكثر من مجرد معرض تجاري، فمع مشاركة أكثر من 2000 عارض وحضور 35 ألف زائر مهني، يطمح هذا الحدث إلى أن يكون محفزًا رئيسيًا للتكامل الاقتصادي الإفريقي.
 واعتبر  أن الأثر الحقيقي، يتوقف على قدرة المشاركين على تحديد وإنجاز مشاريع استثمارية هيكلية، فالقطاعات ذات الأولوية واضحة ويتعلق الأمر  بالبنية التحتية الأساسية لضمان سلاسة التبادلات والصناعة التحويلية لخلق قيمة مضافة محليًا بدلًا من تصدير المواد الخام، والطاقة لتأمين الإمدادات وتسريع الانتقال نحو الطاقات المتجددة، والزراعة والصناعات الغذائية لتعزيز الأمن الغذائي وتقليص الواردات، وأخيرًا الرقمنة التي أصبحت قاعدة لاقتصاد إفريقي تنافسي ومندمج.
 واعتبر المتدخل، أنه إذا نجح لقاء الجزائر 2025 في تجميع الشراكات حول هذه القطاعات الاستراتيجية، فإنه سيشكل منعطفًا حقيقيًا ويمنح منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAf)  بعدًا ملموسًا على أرض الواقع.
وأكد المستشار في التنمية الاقتصادية، أن هذه الدورة، تمثل فرصة استراتيجية بالنسبة للجزائر ، فمع توقع توقيع عقود تجارية واستثمارية بقيمة 44 مليار دولار، تسعى الجزائر للاستفادة من حصة معتبرة.
 وتستند في ذلك -كما أضاف-، إلى الإصلاحات التي أُطلقت خلال السنوات الأخيرة، قانون الاستثمار الجديد الذي بَسّط الإجراءات ومنح الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار دورًا محوريًا، والتحديث التدريجي للنظام البنكي مع التوسع الإقليمي للبنوك الجزائرية في عدة دول إفريقية، إلى جانب المشاريع الكبرى في البنية التحتية، مثل الطريق العابر للصحراء والممرات الحديدية وتحديث الموانئ وتعزيز الربط الجوي، لافتا أن  كل هذه الإنجازات، تضع الجزائر كملتقى استراتيجي بين شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء والبحر الأبيض المتوسط.
ومن جانب آخر اعتبر  المتحدث، أن ما يميز نسخة 2025 أيضًا هو البعد الرقمي، من خلال المعرض التجاري الافتراضي  وذلك يمثل  فرصة حاسمة، فالجزائر تستثمر في تطوير صناعة البيانات عبر إنشاء مراكز بيانات، وتشجع الابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي، والحكومة الإلكترونية، والأمن السيبراني، والخدمات المالية الرقمية، مع تعزيز الربط عبر مشروع الألياف البصرية الإفريقية والاستثمار في تكنولوجيا الجيل الخامس.
 وأضاف أن هذه الخطوات، تمنح الجزائر موقعًا متقدمًا في الشبكات الرقمية الإقليمية وتؤكد طموحها لتكون مركزًا تكنولوجيًا رائدًا في القارة.
ويرى  المتدخل،  أن معرض التجارة البينية  الإفريقية، لن يكون مجرد واجهة تجارية، بل يمكن أن يشكل محطة أساسية للجزائر وإفريقيا في مسار التكامل الاقتصادي والرقمي، بما يفتح الطريق نحو نهضة شاملة ومستدامة.
 مراد -ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com