* بداري: زعفران جزائري بعلامة دولية خلال أشهر n شرفة: خطوة أولى لإعادة بعث شعبة ذات قيمة مضافة عالية
أشرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، رفقة وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، يوسف شرفة، يوم أمس، بالمدرسة الوطنية العليا للفلاحة بالحراش، شرقي الجزائر العاصمة، على إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنظيم وتطوير زراعة الزعفران في الجزائر وتعميمها، من خلال إعطاء إشارة انطلاق الحملة الوطنية لغرس بصيلات هذا المنتوج الاستراتيجي، بحضور باحثين، إطارات، طلبة وممثلي المهنيين.
ويمثل هذا الحدث خطوة نوعية ضمن التزامات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، من أجل بناء زراعة متنوعة وعصرية ذات قيمة مضافة عالية للاقتصاد والمجتمع، ترتكز على تثمين البحث العلمي التطبيقي، تطوير الصناعات التحويلية، والتوجه إلى الأسواق الإقليمية والدولية.
وفي مداخلته، خلال مراسم الإعلان عن إطلاقها أوضح وزير التعليم العالي والبحث العلمي ، أن الاستراتيجية الوطنية لزراعة الزعفران تعد نموذجا متقدما للتعاون بين قطاعي التعليم العالي والفلاحة، حيث تجمع بين الطموح العلمي والواقع الاقتصادي الملموس. وقال إن هذه المبادرة تسعى لتحقيق ما وصفه بـ»المربع السحري» المتمثل في بحث علمي تطبيقي، زراعة عصرية، صناعة تحويلية وتسويق دولي.
وأكد السيد بداري ، أن زراعة الزعفران في الجزائر تحمل قيمة اجتماعية واقتصادية عالية، مشددا على أن الجهود المبذولة لتثمين نتائج البحث الزراعي ستتيح تحقيق علامة جزائرية خاصة بالزعفران قادرة على غزو الأسواق العالمية خلال أشهر قليلة، وتعزيز الهيبة الاقتصادية للجزائر.كما كشف السيد بداري عن الأهداف الأربعة الكبرى للإستراتيجية، والمتمثلة كما قال في ‹› تثمين نتائج البحث العلمي وتحسين الإنتاج والإنتاجية، .تطوير أنواع جديدة من بذور الزعفران، وإنشاء صناعات تحويلية تمنح قيمة مضافة لهذا المنتوج، إلى جانب التوجه نحو تسويق محلي، جهوي، قاري ودولي يرسخ مكانة الجزائر ضمن الدول المنتجة والمصدرة للزعفران.
بدوره، شدد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، على أن هذه المبادرة تشكل «الخطوة الأولى في مسار إعادة إطلاق شعبة الزعفران ذات القيمة المضافة العالية»، مبرزاً أن السلطات العمومية تولي لهذه الزراعة عناية خاصة من خلال تسخير الإمكانيات اللازمة لمرافقتها وتثمينها.
ونوّه السيد شرفة، بالدور البارز لمؤسسات البحث والتكوين تحت الوصاية، خاصة المعهد الوطني للأبحاث الغابية، الذي ساهم في إعداد المسار التقني الخاص بالزعفران وإجراء تجارب حول مدى تأقلم هذه الزراعة مع مختلف أنواع المناخ السائدة في الجزائر، فضلا عن تكوين عشرات المنتجين عبر ولايات الوطن.
وأكد الوزير أن هذه الديناميكية سمحت بانتشار الزعفران اليوم عبر 29 ولاية، مشيرا إلى أن النوع الجزائري يصنف ضمن الأجود عالميا من حيث اللون والطعم والرائحة.
وثمّن وزير الفلاحة الجهود التي بذلها المنتجون الذين رفعوا التحدي وساهموا في تمويل هذه الزراعة وتنميتها محليا ودوليا، مبرزا أن الدولة ستوفر كل وسائل الدعم والمرافقة لهذه الشعبة، التي أصبحت تستقطب أعدادا متزايدة من الشباب والنساء الريفيات، داعيا الهيئات التقنية إلى تكثيف العمل المشترك من أجل بناء مسار علمي خاص بالزعفران الجزائري وتوسيمه بعلامة جودة ونوعية مميزة.
من جانبه، أوضح مدير البحث بالمعهد الوطني للأبحاث الغابية، مورسلي بودخيل، أن الجزائر حققت قفزة نوعية في زراعة الزعفران بفضل التجارب العلمية التي أثبتت نجاحه في مناطق مختلفة، وهو ما شجع على إدماج المستثمرين الخواص والنساء الريفيات في هذه الزراعة، مضيفا أن المنتوج الجزائري يتفوق بمؤشراته النوعية، ما يعزز فرص تسويقه عالمياً بالطريقة البيولوجية للحفاظ على جودته العالية. وفي السياق ذاته، جرى التوقيع على اتفاقيتين استراتيجيتين: الأولى بين المركز الوطني لمراقبة البذور والشتائل وتصديقها والمدرسة الوطنية العليا للفلاحة، والثانية بين المعهد الوطني للأبحاث الغابية ومركز البحث العلمي والتقني حول المناطق القاحلة. وتهدف الاتفاقيتان إلى تنسيق العمل التقني بشأن شعبة الزعفران، وضمان مطابقة البذور للمعايير الدولية، وتنظيم مسار التكوين، إلى جانب وضع ترتيبات لتتبع أصول البذور عبر الأجيال بما يضمن اعتمادا ومطابقة دولية للمنتوج الجزائري.
كما شملت الفعاليات زيارة ميدانية للمزرعة المركزية التابعة للمدرسة الوطنية العليا للفلاحة، حيث تلقى الوزيران شروحا حول أهم خطوات زراعة الزعفران، قبل أن يشرفا على عملية غرس بصيلات جديدة إيذانا بانطلاق حملة وطنية واسعة تهدف إلى تعميم هذه الزراعة عبر مختلف ولايات الوطن.
ويؤكد إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنظيم وتطوير زراعة الزعفران في الجزائر على الإرادة السياسية في تحويل هذا المنتوج إلى رافعة اقتصادية واعدة، عبر الجمع بين البحث العلمي التطبيقي والدعم المؤسساتي والاندماج في السوق العالمية، بما يعزز مكانة الجزائر كمنتج ومصدّر لأحد أثمن وأجود التوابل في العالم.
عبد الحكيم أسابع
