أكد الوزير الأول بالنيابة، سيفي غريب أن الجزائر وضعت في الخمس سنوات الأخيرة إستراتيجية طموحة في مجال صناعة السيارات تسعى إلى ترقية شعبة صناعة السيارات الخفيفة ضمن سلسلة القيم حيث ترتكز على انجاز استثمارات بسلاسل إنتاج كاملة قادرة على تحقيق نسبة إدماج لا تقل عن 30 من المائة.
و أبرز سيفي غريب، في كلمة له أمس خلال افتتاح منتدى صناعة السيارات في إفريقيا، المنظم في إطار معرض التجارة البينية الافريقية، قرأها نيابة عنه وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، كمال رزيق، أبرز الإمكانيات المادية والفنية التي تتوفر عليها القارة لبعث صناعة ميكانيكية حقيقية لا سيما منها صناعة السيارات.
وفي هذا الإطار اعتبر غريب بأن تخصيص حدث كامل لقطاع السيارات كأحد أهم المحاور الثابتة في المعرض “رسالة” من القائمين عليه على التطور الذي تشهده الصناعة في القارة خاصة صناعة المركبات بأنواعها والتقدم المستمر للتحكم في كل سلسلة القيم.
وأضاف أن صالون السيارات الإفريقي هذا يتوافق تماما مع الديناميكية القارية التي تعمل على تعزيز سلاسل القيم من خلال استغلال الإمكانيات الموجودة في أراضي دول القارة، من موارد طبيعية وخبرات واستثمارات تسمح بتجسيد طموح التكامل الإفريقي في هذا القطاع، إلى إقامة قاعدة صناعية ذات القيمة المضافة والقادرة على خلق الثروة.
في ميدان الصناعات الميكانيكية تتطور خارطة الصناعية في إفريقيا-يضيف المتحدث، أين توجد الجزائر إلى جانب دول أخرى من بين روادها على مستوى عدة أصناف من المركبات لا سيما الآليات الثقيلة الموجهة للأشغال العمومية الفلاحة و الصناعة، بنسب إدماج وطني معتبرة تصل إلى 70 بالمائة.
وبالنسبة للجزائر شدد الوزير الأول بالنيابة على أنها وضعت في الخمس سنوات الأخيرة إستراتيجية طموحة في مجال صناعة السيارات تسعى إلى ترقية شعبة صناعة السيارات الخفيفة ضمن سلسلة القيم، حيث ترتكز على انجاز استثمارات بسلاسل إنتاج كاملة قادرة على تحقيق نسبة إدماج لا تقل عن 30 من المائة، من خلال الاعتماد على مكونات منتجة محليا عبر شبكة من المناولين الوطنيين والأجانب الذين ترافقهم الدولة في تحسين كفاءتهم التقنية و التكنولوجية والإدارية والمالية، وكذا الحصول على اعتمادات المصنع بمعايير دولية.
كما تضمنت الرؤية الجديدة متطلبات أساسية تحث على إدراج البحث والتطوير والابتكار لتحسين مناهج الإنتاج والتحويل التكنولوجي، إلى جانب حتمية الاستجابة للاستثمارات المجزئة في الجزائر للمواصفات التقنية العالمية للعلامة التجارية.
كما بادرت الجزائر بضمان تكوين نخبة من الكفاءات الوطنية في هذا المجال بمرافقة من خبراء دوليين من خلال إبداء الرأي والتوصيات حول أفضل الإنجازات الصناعية.
وأضاف غريب كذلك أن المعرض سينظم منتدى الصناعات الافريقي من تنشيط خبراء وفنيين دوليين رؤساء مؤسسات اقتصادية، من أجل استشراف مستقبل صناعة المركبات في قارتنا من خلال جلسات حوارية ستعرض رؤى عالمية وتجارب إقليمية وحلول مستدامة لجعل هذا القطاع من بين روافد التكامل الاقتصادي والتنمية الشاملة في القارة. كما سيتطرق إلى التقدم والإستراتيجية الإفريقية لقطاع السيارات عبر متابعة تفعيل وتنفيذ منطقة التجارة الحرة الإفريقية، والوقوف على تطورات الجمعية الإفريقية لمصنعي السيارات، ودور بنك التصدير والاستيراد الإفريقي فضلا عن عرض تجارب و انجازات الدول الإفريقية في هذا المجال.
و قبل ذلك جدد الوزير الأول بالنيابة التأكيد على أن الجزائر ومنذ استقلالها اختارت أن تكون وفية لمبادئها وانتمائها الإفريقي، مؤمنة بأن نهضة إفريقيا لن تتحقق إلا بالتكامل الاقتصادي، وتكاتف الجهود خاصة جهود مؤسساتها و التضامن بين شعوبها.
إلياس -ب
