تشمل تصدير العديد من المنتجات الجزائرية
توقيـع عقـود تفـوق 300 مليـون دولار مع شركاء أفارقة
شهدت أشغال الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، المنظم بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالعاصمة، يوم أمس توقيع سلسلة من العقود والاتفاقيات بين مؤسسات جزائرية ونظيراتها الإفريقية، بقيمة إجمالية تجاوزت 300 مليون دولار.
ففي هذا السياق، أبرمت شركة مدار القابضة عقدا مع مؤسسة ليبية لتصدير السكر المكرر بقيمة 180 مليون دولار، بينما وقع مجمع سواكري اتفاقية مع شريك ليبي لتزويده بالإسمنت عبر النقل البري والبحري لمدة سنة كاملة، بقيمة 51 مليون دولار.
وقد جرت هذه المراسم بحضور المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، ورئيس مجلس التجديد الاقتصادي، كمال مولى.
من جانبه، وقّع مجمع كوندور ست اتفاقيات مع شركات من كوت ديفوار، السنغال، مصر، ليبيا، تونس وموريتانيا، بقيمة سنوية إجمالية تقدَّر بـ 80 مليون دولار.
وتمت هذه التوقيعات على هامش ورشة نظمها البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك) تحت شعار: «تمكين المقاولين الأفارقة: تسريع تطوير البنية التحتية في إفريقيا».
وفي افتتاح الورشة، أكد وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، كمال رزيق، أن المعرض يمثل فضاء واعدا لتعزيز التعاون الاقتصادي القاري وتجسيد الطموحات المشتركة نحو تنمية مستدامة، مضيفا أن البنية التحتية تعد قاعدة كل نهضة اقتصادية، مبرزًا أهمية قطاعات البناء والمواصلات والطاقة والمنشآت القاعدية في دعم الاستثمار والتجارة.
وأشار الوزير إلى الجهود المبذولة من طرف الجزائر لتطوير قاعدة لوجيستية قوية وخوض شراكات عمومية-خاصة تخدم التكامل الإفريقي، مثمنًا القدرات الوطنية في مجال البناء والتشييد، سواء في جانب الإنجاز أو تكوين الكفاءات. وأوضح أن الجزائر تحولت من مستورد لمواد البناء إلى مصدر رئيسي نحو القارة، خاصة الإسمنت والسيراميك والحديد والصلب ومنتجات الجبس.
وأكد رزيق بذات المناسبة، على أن هذا المعرض يشكل محطة محورية لتعزيز الحوار بين الفاعلين الاقتصاديين وفتح آفاق جديدة لتجسيد أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية «زليكاف»، بما يدفع مسار التكامل الاقتصادي في إفريقيا إلى خطوات متقدمة. ع.أسابع
إبرام عقود تصدير واتفاقيات شراكة في مجال قطع الغيار
شركات جزائرية تتجه نحو اقتحام أسواق القارة
• متعاملون يراهنون على بناء صناعة سيارات إفريقية
استقطب مصنعو قطع غيار السيارات خلال صالون السيارات الإفريقي، المنظم بالجزائر العاصمة ضمن فعاليات معرض التجارة البينية الإفريقية، اهتماما واسعا من الجمهور، كما تمكنوا من إبرام عدة عقود تصدير، تماشيا مع طموحات الحكومات الإفريقية الرامية لبناء صناعة سيارات قارية متكاملة تعتمد بشكل متزايد على المكونات المصنعة محليا، وأكد مسؤولو مؤسسات جزائرية مشاركة في الصالون أن الحدث وفر فرصة حقيقية لعقد شراكات جديدة تعزز الطموح القاري نحو صناعة سيارات إفريقية بقطع غيار إفريقية، حسب ما عاينته «وأج» خلال جولة بأروقة المعرض.
وفي هذا الصدد، أوضح مزيان قادري، المدير العام لشركة «بريكس» لصناعة ألواح فرامل السيارات ببرج بوعريريج، أن شركته، التي تغطي حاليا 40 إلى 45 بالمائة من احتياجات السوق الوطني، وقعت اتفاقيات تصدير مع شركات ليبية وسنغالية وجنوب إفريقية، مشيرا إلى أن الطموح قائم لتوسيع الشراكات نحو أسواق أخرى، في إطار رؤية إفريقية متكاملة لتصنيع السيارات.
وأضاف أن إنشاء شبكة صناعة إفريقية مدمجة مع صناعة السيارات، تصنع فيها كل دولة جزءا من القطع المطلوبة خلال السنوات القادمة، «ليس شيئا مستبعدا ولا صعبا كما يتصور البعض، شرط أن تتم المرافقة بشكل جيد».
من جهته، أبرز ياسر رحيلي، مدير المبيعات بشركة «سيرتا أوتوموتيف» بقسنطينة، أن مؤسسته تنتج حاليا نحو 30 نوعا من قطع الغيار المتعلقة بأنظمة تعليق المركبات بنسبة إدماج محلي تصل إلى 95 بالمائة، مع السعي لرفع عدد المنتجات إلى 100-200 في غضون سنة، بما يسمح لها بخوض تجربة التصدير نحو القارة الإفريقية. وأشار إلى أن المحادثات التي أجرتها المؤسسة مع شركاء من جنوب إفريقيا خلال المعرض، ستمكنها من نقل التكنولوجيا ورفع تنافسية المنتجات الجزائرية.
وأكد أن بلوغ هدف الاندماج الإفريقي ليس مستحيلا، خاصة مع دخول عدة شركات عالمية لصناعة السيارات غمار التصنيع في إفريقيا، لا سيما في الجزائر، حيث تفرض الدولة على هذه الشركات حدا أدنى من نسبة الإدماج المحلي، مما يجعل شركته وغيرها «أفضل رواق لتزويد هذه السيارات بقطع 100 بالمائة جزائرية».
أما شركة «فريكسيون تك»، التي تصنع بطاريات السيارات في إطار شراكة جزائرية ألمانية، فأعلن رئيس مجلس إدارتها، سليم هواري، عن اقترابها من توقيع مذكرات تفاهم مع شركات سنغالية وإيفوارية لتصدير منتجات تصل قيمتها إلى مليوني دولار، بعد أن بدأت فعليا في تصدير أحد أنواع بطارياتها إلى ألمانيا.
وأوضح السيد هواري أن الشركة تنتج حاليا مليوني بطارية سنويا عبر مصنعيها بوهران، مما يجعلها «أحد أهم المساهمين في نسبة الإدماج المحلي للسيارات المصنعة في الجزائر»، كما أكد أن إفريقيا ملزمة حاليا بإنشاء شبكة لقطع الغيار المحلية. واعتبر بأن القارة غير قادرة في الوقت الحالي منافسة الشركات الكبرى في مجال التصنيع، إلا أنها ستتمكن بسهولة من إنشاء نسيج مناولة، بنسبة إدماج تتراوح بين 60 إلى 70 بالمائة في صناعة سيارات هذه الشركات محليا.
العمل على بلوغ نسبة إدماج بـ70 بالمائة من المدخلات الإفريقية في المركبات المصنعة داخل القارة
بدورها، أبرزت يسرى بوناب، مسؤولة المبيعات التصديرية لعلامة «إيريس» لصناعة إطارات العجلات، الحضور القوي للعلامة في المعرض، حيث تصدر منتجاتها لأكثر من 30 دولة بإفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، منها مصر وتونس وموريتانيا وليبيا وجنوب إفريقيا، في حين أعلنت عن استعدادها لإطلاق خط إنتاج جديد خاص بإطارات الوزن الثقيل.
وقد أبدت عدة شركات إفريقية اهتمامها بمنتجات العلامة خلال زيارتها لجناحها في المعرض -حسب المتحدثة- حيث تجري حاليا تحضيرات لعقد شراكات مستقبلية في مجال التصدير.
واعتبرت السيدة بوناب ارتباط العلامة باتفاقية مع مختلف منتجي السيارات بالجزائر دليل عملي على إمكانية تجسيد التكامل الإفريقي في صناعة سيارات تعتمد بشكل متزايد على المناولة المحلية.
ويبقى تحقيق هذا الطموح مرهونا بتطوير البنى التحتية وتوحيد المعايير التقنية وتسهيل التنقل داخل القارة، لمواكبة التحولات العالمية في صناعة السيارات.
وأوضح المشاركون من مختلف الدول الإفريقية في جلسات النقاش العديدة التي عرفها المعرض أن الهدف المسطر يتمثل في بلوغ نسبة إدماج تقدر بـ70 بالمائة من المدخلات الإفريقية في المركبات المصنعة داخل القارة، بما يسمح بتقليص فاتورة الاستيراد وتعزيز تنافسية الصناعة الميكانيكية الإفريقية في مواجهة الأسواق الخارجية.
وأفادت الجمعية الإفريقية لمصنعي السيارات أن القارة تنتج حاليا نحو 2ر1 مليون سيارة سنويا، أغلبها يعتمد على قطع غيار مستوردة، مشيرة إلى أن الطموح يتمثل في رفع الإنتاج إلى ما بين 5ر3 و5 ملايين سيارة سنويا بحلول عام 2035، بفضل توسيع الاستثمارات في مجال المناولة وتكثيف الشراكات العمومية والخاصة.
وتتواصل اللقاءات على مستوى قصر المعارض، الذي يحتضن المعرض، لتباحث إمكانية توقيع عقود شراكة كبرى، فيما أعلن البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك) عن تخصيص اعتمادات مالية بقيمة مليار دولار لدعم الصناعة الميكانيكية بالقارة.
بروتوكول تفاهم يعزز الشراكة بين الجزائر ونيروبي
نحو تزويد السوق الكينية بالغاز و مشاريع استكشاف مشتركة
وقع مجمع سوناطراك يوم أمس الاثنين، بروتوكول تفاهم مع المؤسسة الوطنية الكينية للنفط (NOC)، على هامش فعاليات الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، يهدف إلى تزويد السوق الكينية بغاز البترول المسال والمنتجات البترولية، إلى جانب إطلاق مشاريع تعاون في مجال استكشاف وإنتاج المحروقات، معززا بذلك حضوره الإفريقي.
وجرى حفل التوقيع بمقر المديرية العامة لسوناطراك، حيث أمضى الرئيس المدير العام للمجمع، رشيد حشيشي، الاتفاق رفقة نظيره الكيني، لابارال أولي مورينتا، وذلك بحضور سفير كينيا بالجزائر وعدد من المسؤولين والإطارات.
الاتفاقية الجديدة تأتي امتدادا لمذكرة التفاهم المبرمة بين حكومتي الجزائر وكينيا لتعزيز التعاون في قطاعات النفط والغاز والطاقة. وتمثل خطوة إضافية نحو ترسيخ الشراكة الطاقوية بين البلدين، بما يعكس سعي سوناطراك لتوسيع نشاطها على المستوى القاري وتعزيز موقعها كلاعب رئيسي في أسواق الطاقة الإقليمية والدولية.
وفي تصريح بالمناسبة، أكد السيد حشيشي أن الاتفاق يضع إطارا عمليا للتعاون عبر مشاريع استكشاف وإنتاج مشتركة، إلى جانب توريد المنتجات البترولية إلى كينيا. كما يشمل دراسة جدوى إنشاء منصة تجارية موجهة لغاز البترول المسال، المنتجات البترولية، مواد التشحيم والبتروكيميائيات، فضلا عن تطوير استعمال الغاز كوقود للسيارات وللاستهلاك المنزلي.
كما يتضمن بروتوكول التفاهم برامج تكوين متخصصة لفائدة كوادر الشركة الكينية، ستشرف عليها سوناطراك.
وختم الرئيس المدير العام للمجمع بالتأكيد على أن هذه الشراكة «ستحقق مكاسب للبلدين معا»، مشددا على التزام سوناطراك بتعزيز التعاون الإفريقي وبناء شراكات تسهم في التنمية المستدامة.
ع.أسابع
نحو عدة دول إفريقية
توقيع اتفاقيات لتصدير دراجات نارية ولواحق مركبات جزائرية
تم، أمس الاثنين، بالجزائر العاصمة، توقيع اتفاقيات تهدف إلى تصدير دراجات نارية ولواحق مركبات محلية الصنع، إلى عدة دول إفريقية، وذلك في إطار فعاليات الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية.
وتقضي الاتفاقية الأولى، التي وقعتها شركة «ألجيريا هام موتوز» لصناعة الدراجات النارية لعلامة «سيم» مع شركة «ميغا سيكل» التونسية، إلى تصدير 7 موديلات من الدراجات النارية محلية الصنع إلى تونس.
كما وقعت «ألجيريا هام موتوز» مذكرة تفاهم مع الشركة العامة للتجهيزات والتوزيع التشادية، تهدف إلى تزويد السوق التشادي مستقبلا بدراجات نارية تجارية ثلاثية العجلات.
ووقع على الاتفاقيتين التي تبلغ قيمتهما معا أكثر من 2ر1 مليون دولار، صاحب الشركة الجزائرية، الحمدي رقايقي، مع كل من مدير الشركة التونسية، محمد أمين بوجناح، ومدير الشركة التشادية، حسين قدمي.
وبالمناسبة، اعتبر السيد بوجناح بأن الصناعة الجزائرية عرفت خطوات نوعية جعلتها تنال اهتماما كبيرا في الخارج، معبرا عن أمله في توقيع اتفاقيات أخرى مستقبلا في هذا المجال.
وبدوره، أكد السيد قدمي أن هذا التعاون يأتي في إطار تعزيز وتطوير التبادلات التجارية في القارة، معبرا عن اهتمامه بالصناعات الجزائرية في مختلف المجالات.
من جهة أخرى، تم توقيع اتفاقية ثالثة بين الشركة الناشئة الجزائرية «إيدي نات» الناشطة في تصنيع لواحق السيارات وشركة «ميت أير للاستثمار» المتخصصة في قطاع السيارات بجنوب إفريقيا، بقيمة 150 مليون دولار.
وبموجب هذه الاتفاقية، ستقوم الشركة الجزائرية باستيراد المادة الأولية لصنع الضفائر الكهربائية وإعادة تصديرها إلى الشركة الجنوب إفريقية.
وبالمناسبة، أكد مدير «إيدي نات»، علي معمري، أن هذا التعاون الممتد على مدى خمس سنوات، سيكون مثمرا للبلاد وسيبرز كفاءات شبابها ويبرهن أن الجزائر بإمكانها لعب دور رئيسي في مجال صناعة السيارات الافريقية.