الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 الموافق لـ 16 ربيع الأول 1447
Accueil Top Pub

أوباسانجو يشيد بنجاح الجزائر في تنظيم معرض التجارة البينية: الرئيـس تبـون أثبـت أن الجزائـر منصـة لمشاريـع التكامـل الإفريـقي

*  إفريقيا لن تنهض إلا بوحدة شعوبها وتحررها من التبعية
أكد الرئيس الأسبق لنيجيريا ورئيس المجلس الاستشاري لمعرض التجارة البينية الإفريقية، أوليسيغون أوباسانجو، أمس، أن القارة الإفريقية اليوم أمام منعطف تاريخي يفرض عليها أن تتجاوز الانقسامات وتوحد جهودها، حتى تتمكن من فرض مكانتها في النظام العالمي الذي لم يُصمَّم في الأصل لخدمة مصالحها، وقال بأن القارة باتت اليوم في حاجة إلى إرادة جماعية تعيد لها زمام المبادرة وتحررها من التبعية الاقتصادية والمالية، مشددا على أن مستقبلها لن يصنعه سوى أبناؤها.

وخلال استضافته في جلسة نقاش تم تنظيمها على هامش المعرض، في قصر المعارض ‘’صافيكس’’ بالجزائر العاصمة، الذي يحتضن هذا الحدث الإفريقي منذ الـ 04 من شهر سبتمبر الجاري، قال السيد أوباسانجو: ‘’ إن إفريقيا كانت دائما ضحية منظومة دولية وُلدت في ظل الاستعمار، وجاءت مؤسسات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية لتُبنى خارج حسابات مصالح الأفارقة’’، مضيفًا: ‘’هذا العالم لم يُبنَ لنا، ولذلك لن يحمي مصالحنا إلا إذا أعدنا بناء مؤسساتنا بأيدينا».
واعتبر الرئيس الأسبق لنيجيريا الذي كان يجيب على أسئلة مديرة النقاش، ‘’ أن الدرس الأكبر الذي تركه الآباء المؤسسون منذ استقلال القارة يتمثل في إدراكهم بأن وحدة الشعوب الإفريقية هي السبيل الوحيد للبقاء، مضيفا: «لقد قاومنا العبودية والاستعمار، وعلينا اليوم أن نقاوم الاستعمار الجديد الذي يتجلى في التبعية الاقتصادية والمالية و لا مستقبل لنا إذا لم نتقدم معا في وقت واحد».
وأوضح أوباسانجو أن من بين الحلول العملية لتعزيز مكانة إفريقيا في الاقتصاد العالمي، هو المضي نحو إصدار عملة إفريقية مشتركة، والتخلي تدريجيا عن الارتهان للدولار واليورو، وقال في هذا السياق: ‘’لماذا نعقد صفقات بين الجزائر وأوغندا بالدولار؟ يمكننا اعتماد الدينار الجزائري والشيلينغ الأوغندي، وعندها نفك ارتباطنا بعملة لم تُبنَ لخدمتنا».
وأشار إلى أن تجربة نيجيريا مع العملة الوطنية تكشف حجم التراجع الذي أصاب الاقتصاديات الإفريقية بسبب سوء الخيارات والتبعية، حيث كان الدولار في السبعينيات يعادل نيرة ونصف، بينما اليوم فقدت العملة قيمتها بشكل كبير.
كما شدد على أن رفع حواجز التأشيرة أمام رجال الأعمال والمستثمرين الأفارقة، وفتح الحدود أمام المبادلات التجارية، يمثل شرطا رئيسيا لبناء سوق إفريقية حقيقية، مضيفا أن ‘’القارة غنية بما يكفي لتلبية احتياجاتها، لكنها بحاجة إلى خارطة دقيقة تربط بين المنتجين والمستهلكين داخلها’’، وضرب مثالا بأوغندا التي تملك قدرة إنتاجية هائلة في الحليب يمكن أن تلبي –كما ذكر - جزءا من احتياجات الجزائر، بدل الاستيراد من أسواق بعيدة.
ولم يغفل أوباسانجو الإشارة إلى دور الشباب الإفريقي، معتبرا أنهم «القوة التي يمكن أن تقود نهضة القارة، شريطة – كما أكد - أن يقتنعوا بقدرتهم على صناعة التغيير وعدم انتظار الحلول من الخارج.
وأضاف: «رسالتنا إلى شباب إفريقيا أن مستقبل القارة ملك لهم، وعليهم أن يكونوا في الطليعة لبناء اقتصاد إفريقي مستقل يخدم الشعوب لا المصالح الأجنبية››.
وشدد أوباسانجو على ضرورة تجاوز الخطابات والشعارات، والانتقال إلى التنفيذ العملي لمشاريع التكامل الاقتصادي، قائلاً: ‘’لقد طال زمن الحديث عن التبعية، حان الوقت أن نخلق نموذجنا الخاص، مؤسساتنا المالية، وعملتنا المشتركة، وأن نؤسس لعالم يضمن مصالح إفريقيا. لن يخدم قارتنا أحد غير أبنائها’’.
وفي حديثه عن أهمية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية «زليكاف»، اعتبر أوباسانجو أنها تمثل، بفضل الإرادات الحسنة، الفضاء الأنسب لترسيخ الوحدة القارية ومواصلة التقدم على درب التكامل الاقتصادي، مثمنا الدور الذي يضطلع به الاتحاد الإفريقي.
كما أبرز أن الوساطة يمكن أن تكون فعّالة لاستعادة السلم في القارة ومعالجة النزاعات، مضيفاً أن الخلافات البينية يجب أن تُفهم في سياقها الصحيح. وقال:’’علينا أن نكون في الطليعة لقيادة هذا العالم. ورغم تنوعنا الثقافي والديني واللغوي، فإننا مدعوون لإدارة هذا التنوع بشكل سليم وعلى كل المستويات، بعد فهم عميق لمجتمعاتنا بعيداً عن أي تهميش».
وأشار إلى أن العالم بحاجة إلى إعادة تشكيل عادلة، منددا باستمرار استغلال القارة اقتصاديا من قبل بقية العالم. وأكد: ‘’ إن المعرض التجاري الإفريقي البيني يشجعنا على تعزيز المبادلات التجارية داخل القارة، وجمع كل البيانات المتعلقة باحتياجات السوق الإفريقية ‹›.
وفي مجال النقل، شدد على ضرورة تطوير نظام فعال يسهل المعاملات وحركة البضائع عبر القارة.
ولم يُخف الرئيس الأسبق لنيجيريا إعجابه بالنجاح التنظيمي الكبير الذي حققته الجزائر في استضافة الطبعة الرابعة للمعرض، مؤكدا أن ما شهده من تنظيم محكم، لقاءات ثرية، وصفقات نوعية، يعكس التزام الجزائر الجاد بخدمة مشروع التكامل الإفريقي.
وكشف أنه كان قد تلقى تطمينات من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بشأن توفير كل الظروف لإنجاح هذه التظاهرة، مضيفًا: ‘’لقد أوفى الرئيس تبون بوعده، وأثبت أن الجزائر قادرة على أن تكون منصة رئيسية لمشاريع الوحدة والتكامل الإفريقي’’.
وتأتي إشادة أوباسانجو بالجزائر لتمنح بعدا عمليا لهذه الرؤية، إذ يرى في نجاح تنظيم المعرض نموذجا ملموسا لقدرة الدول الإفريقية على تسيير مشاريع كبرى بمواردها الذاتية، بعيدا عن الوصاية الخارجية.
وفي هذا الصدد جدد أوباسانجو التأكيد بأن: «إفريقيا لن يخدمها أحد غير أبنائها، ومعرض الجزائر دليل على أننا عندما نعمل معا نستطيع أن نحقق الكثير».
عبد الحكيم أسابع

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com