
وجه وزير الدولة وزير المحروقات والمناجم محمد عرقاب أمس، رسالة إلى المشاركين في فعاليات الطبعة 13 لمعرض ومؤتمر إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين المنعقد بوهران، مفادها أن الجزائر أرض الفرص وهي مستعدة للمستقبل، وأن مواردها هائلة واستراتيجيتها محددة، كما أن التزامها تجاه الشركاء ثابت، وأن الجزائر لا تدعوهم لمشاهدة التقدم المحقق، بل تدعو لأن يكونو جزءا منه.
قال وزير الدولة وزير المحروقات والمناجم محمد عرقاب أمس في كلمته التي ألقاها في افتتاح فعاليات معرض ومؤتمر إفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط للطاقة والهيدروجين بوهران، أن السياسة الرشيدة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في رسم رؤية واضحة لتطوير وتحديث قطاع المحروقات عبر الاستثمار المكثف في البنية التحتية للنفط والغاز بغية رفع القدرات الإنتاجية والتخزينية، سمحت بزيادة الاكتشافات وتوسيع قاعدة الاحتياطات بما يسمح للجزائر بالتعامل بمرونة وفعالية مع التحولات العالمية في أسواق الطاقة.
وأشاد عرقاب بالقانون الجديد للمحروقات الذي وصفه بأنه أكثر جاذبية وتحفيزا للاستثمار في مجالات البحث والاستكشاف والإنتاج بما فيه في المجال البحري، وهذا بالاعتماد على التكنولوجيات الحديثة مثل الاستخلاص المعزز لرفع الاسترداد، وتحقيق استغلال أمثل لجميع موارد المحروقات في بلادنا.وفي هذا السياق-يضيف عرقاب- أطلقت الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات «النفط» في جوان الماضي، جولة عروض استثمار عرفت إقبالا كبيرا للمستثمرين توجت بإبرام 5 تراخيص استكشاف مع شركات دولية كبرى باستثمارات تناهز 1 مليار دولار، وتعد هذه المشاريع دليلا على الثقة التي تحظى بها الجزائر، وتعكس جدية الشراكات المبنية على المنفعة المتبادلة والمسؤولية المشتركة تجاه التنمية المستدامة وحماية البيئة.
كما كشف أن الجزائر تخطط لتنفيذ مشاريع استراتيجية تتعدى قيمتها 60 مليار دولار خلال الفترة الممتدة من 2025 إلى 2029، حيث أن 80 بالمائة من هذه المشاريع موجهة لنشاط المنبع والباقي للتكرير و البيتروكيمياء، وأيضا تواصل جهودها في تعزيز قدراتها الاستكشافية والإنتاجية وتطوير الصناعة البيتروكيميائية وتكرير النفط، بما يضمن خلق قيمة مضافة وتقليص التبعية لاستيراد المشتقات.
و أضاف بأن الجزائر تعمل على تعزيز شبكات نقل الغاز داخليا وخارجيا، وهذا لضمان تدفق آمن ومرونة الإمدادات من خلال مشاريع استراتيجية منها أنبوب الغاز العابر للصحراء والرابط بين نيجيريا وأوروبا عبر الجزائر والنيجر، بطاقة تصديرية تصل إلى 30 مليار متر مكعب سنويا، حيث يعد هذا المشروع، مثل ما قال، نموذجا للتكامل الإقليمي والشراكة الإفريقية البناءة.
ومن جانب آخر، تولي الجزائر أهمية خاصة لحماية البيئة وخفض الانبعاث الكربوني والميثان، وخفض نسبة الغاز المحترق إلى 1 بالمائة في 2030، مشيرا إلى أن قطاع المناجم يعتبر كذلك رافعة استراتيجية لتكامل الاقتصاد الوطني وهذا بفضل المشاريع الكبرى لاستغلال المعادن الإستراتيجية كمشروع غار جبيلات للحديد، والمشروع المدمج للفوسفات بالحدبة و واد الكبريت، وأيضا مشروع الزنك والرصاص بواد آميزور، وهي مشاريع لتثمين الموارد المنجمية محليا وخلق قيمة مضافة والانفتاح على الشراكات الدولية ونقل التكنولوجيا وتشجيع الابتكار والتكوين، بالإضافة لتأهيل الكفاءات الوطنية، ودعم المؤسسات الناشئة.
بن ودان خيرة