الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 الموافق لـ 3 رجب 1447
Accueil Top Pub

ظل مُخلصا للكتابة نحو ستين عاما: قسنطينة تودّع عميد الصّحافيين بوبكر حميدشي

ودعت الأسرة الإعلاميّة بقسنطينة أمس، الصّحافي بوبكر حميدشي الذي انطفأ عن 82 عاما، قضى نحو ستين منها في مهنة المتاعب التي أصرّ على مُمارستها إلى أن أجبره المرض على وضع القلم.
وقد شيّع الفقيد إلى مثواه الأخير بالمقبرة المركزية بقسنطينة بحضور جمع غفير من رفاقه وتلاميذه ومحبيه في أجواء من الحزن، استذكر أهل المهنة فيها سيرة الرّاحل وخصاله، وفضله على كثير من الصحافيين الذين تعلّموا أصول الصّحافة على يديه.
بدأ بوبكر حميدشي مساره المهني في جريدة «النصر» التي انتسب إليها سنة 1966، أي في السنوات الأولى لاستقلال الجزائر، وتأميم الجريدة، وفي النصر تعرّف على بعض أعلام الكتابة، ومنهم الروائي والشاعر مالك حداد، الذي ظلّ يذكرُ كيف جعل من الجودة والإتقان شرطًا للنّشر، و منه تعلّم كيف يمنحُ الكتابة الصحافيّة جرعاتٍ أدبيّة تجعلها قابلة للبقاء. وقد استمرت هذه النّفحة في كتابات بوبكر حميدشي طيلة مساره، هو الذي ينتمي إلى جيل لم يكن يستسهل الكتابة، فجمع بين العمل الإعلامي والإمتاع الذي هو خاصيّة أدبيّة، هي ابنة ولع بالآداب والفنون، حيث كان الفقيد قارئًا نهما للأدب، يحدثك حديث العارف عن كاتب ياسين أو مالك حداد أو غارسيا ماركيز...
بعد تعريب الجريدة، انتقل حميدشي مع فريق من الصحافيين إلى جريدة «الهدف» الصادرة عن المؤسّسة الأم النصر، وهي أول جريدة رياضية في الجزائر، عاشت عصرا ذهبيا، قبل أن تنطفئ في التسعينيات. كما انتسب إلى وكالة الأنباء الجزائرية، قبل أن يخوض عدة تجاربٍ في الصحافة المستقلّة، بداية من جريدة أخبار الشرق، ومرورا بصحف الأصيل والوطن ولوماتان ولوسوار دالجيري.
حيث اشتغل وأشرف على المكاتب الجهوية للجرائد المذكورة، وظل يكتب زاوية أسبوعية بجريدة «لوسوار دالجيري» تحت تسمية « رسالة الضاحية» التي تحمل إشارة فحواها أنّ للهامش كلمة يقولها للمركز في الصّحافة وغيرها، حيث صبّ فيها عصارة تجربته، ويجمع فيها بين التحليل والموقف والتأمل، من دون التفريط في البصمة الأدبيّة، وفيها يُكرّم ويستذكر ويثور وينتقد، ويستعيد العلامات المضيئة.
ومثلما تخرجت على يديه أجيالٌ من الصّحافيين، فإنه ورّث بذرة الصّحافة لعائلته الصغيرة، حيث حمل عنه ابنه عدلان همّ المهنة قبل أن يختطفه الموت في عزّ العطاء والنّجاح، ويواصل حفيده أكرم حمل رسالة الأب والجد.
س-ب

أشاد بمسيرته الإعلامية
وزير الاتصال يعزي عائلة وزملاء الفقيد
تقدم وزير الاتصال، السيد زهير بوعمامة، أمس، بأخلص عبارات التعازي وأصدق مشاعر المواساة لعائلة وزملاء الإعلامي والكاتب الصحفي، أبو بكر حميدشي.
وجاء في نص التعزية: «ببالغ الحزن وعميق الأسى، تلقى وزير الاتصال ،السيد زهير بوعمامة، نبأ وفاة الإعلامي القدير والكاتب الصحفي أبو بكر حميدشي، أحد الوجوه البارزة في الساحة الإعلامية الوطنية، والذي وافته المنية صباح يوم الأحد، عن عمر ناهز 82 سنة، بعد مسيرة مهنية حافلة في خدمة الصحافة الجزائرية».
وبهذه المناسبة الأليمة، تقدم وزير الاتصال، ب«أصدق عبارات التعازي وأسمى مشاعر المواساة إلى عائلة الفقيد خاصة، وللأسرة الإعلامية كافة، راجيا من الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان».
ويعد الفقيد من رواد الصحافة الوطنية بعد الاستقلال، حيث اشتغل وتعاون مع عدة عناوين إخبارية ومؤسسات إعلامية، تاركا بصمة بارزة في الساحة الإعلامية من خلال مقالاته وتحليلاته الرصينة.كما أصدر كتابا جمع فيه أبرز أعمدته الصحفية، موثقا تجربة غنية امتدت لأكثـر من خمسة عقود في خدمة الكلمة الحرة والإعلام المسؤول، ونال خلال مسيرته عدة تكريمات عرفانا بإسهاماته القيمة في تطوير المشهد الإعلامي الوطني.

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com