الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 الموافق لـ 3 رجب 1447
Accueil Top Pub

الرئيس تبون يبرز إطلاق مشاريع استراتيجية ذات بعد قاري: الجزائر ملتزمة بدعم مســار التنمية الشاملــة في إفريقيا

 
24102509
جدّد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، التزام الجزائر الثابت بدعمِ مسارِ التنميةِ الشاملة في إفريقيا، من خلال إطلاقِ وتنفيذِ مشاريعَ واعدة تُجسّد قناعَتَها الراسخة بأن التعاون والتكامل هما السبيل الأنجع لتحقيق الرفاهِ المشترك، وأكد بأن النهضة الاقتصادية الحقيقية لن تتحقق إلا عبر إنشاء بنى تحتية متكاملة وعصرية، تستجيبُ لتطلعاتِ شعوبنا وتواكِبُ تحدياتَ عالمٍ متحوّل.
رافع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، في كلمته خلال القمة الـ3 لتمويل المنشآت من أجل التنمية في إفريقيا، التي احتضنتها أنغولا، من أجل تعزيز الاندماج الإفريقي عبر تعزيز البينة التحتية التي تمثل قاعدة التنمية الاقتصادية في إفريقيا، حيث دعا إلى الاستثمارَ في البُنيةِ التحتية الذي يُعدّ من أهمِّ محركاتِ النموِّ الاقتصاديّ ومن أبرزِ عواملِ تحسينِ مَنَاخِ الأعمال، مستعرضا المشاريع الهامة التي تقوم بها الجزائر بهذا الخصوص لدفع عجلة الاندماج القاري. حيث جدّد التزام الجزائر الثابت بدعمِ مسارِ التنميةِ الشاملة في القارة السمراء.
وقال الرئيس تبون في كلمة ألقاها باسمه رئيس مجلس الأمة، السيد عزوز ناصري، إن اعتبارات تتعلق بأجندته الرسمية المكثّفة، حالت دون تمكنه من المشاركة شخصيًا في هذا الحدث القاري البالغ الأهمية، الذي استضافته أنغولا، والذي يأتي في توقيت دقيق يؤكد الإرادة المشتركة على تعزيز التعاون وتكثيف الجهود لمواجهةِ التحديات التنموية الراهنة التي تشهدها القارة.
وأكد الرئيس تبون، بأن الاجتماع يأتي ليكرس قناعة راسخة لدى الشعوب الإفريقية بأنّ البنية التحتية ليست مجرد هياكل مادية، بل هي شرايين التنمية ومفتاح التكامل الافريقي، كما تشكل، كما قال الرئيس تبون، الركيزة الأساسية لتحقيق أهدافِ أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 والتنمية المستدامة على المستوى العالمي.
وجدد رئيس الجمهورية، التزام الجزائر الثابت بدعمِ مسارِ التنميةِ الشاملة في قارتنا، وتمسكها بمبادئِ التضامُنِ والأخوة، انطلاقًا من قناعتها بأن النهضة الاقتصادية الحقيقية لن تتحقق إلا عبر إنشاء بنى تحتية متكاملة وعصرية، تستجيبُ لتطلعاتِ شعوبنا وتواكِبُ تحدياتَ عالمٍ متحوّل.  مؤكدا أن تحقيق هذه الرؤية، يتطلب توفير بيئة مواتية تتيح حركة سلسة للأفراد والبضائع والخدمات عبر شبكةٍ مُترابطة من الطرق والموانئ وخطوط السكك الحديدية والفضاءات الرقمية ومصادر الطاقة، بما يُعزّزُ الاندماج الإقليمي ويوحد الأسواق الإفريقية.
الجزائر أطلقت مشاريع استراتيجية ذات بعد قاري
وشدد الرئيس تبون، على ضرورة الاستثمارَ في البُنيةِ التحتية، وهو ما يعد من أهم محركات النمو الاقتصادي ومن أبرز عوامل تحسينِ مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات، معتبرا بأن الاستثمار في البنية التحتية «يعززُ مناعة اقتصاداتنا وقدرتها على المنافسة إقليميًا ودوليًا»، مستعرضا في السياق ذاته، الخطوات التي قامت بها الجزائر، والتي بادرت إلى تنفيذ مشاريع استراتيجية كبرى ذات بعد قاري، وحرصت على تعبئة المواردِ المحليةِ والانفتاحِ على شراكاتٍ مبتَكَرة ومتعددةِ الأطراف، بالتعاوُنِ مع المؤسساتِ الماليةِ الإقليميةِ والدوليةِ الداعمة.
وأكد التزام الجزائر، عبر مختلف المراحل، بدور فعال في دعمِ التنمية الإفريقية من خلال إطلاقِ وتنفيذِ مشاريعَ واعدة تُجسد قناعَتها الراسخة بأن التعاون والتكامل هما السبيل الأنجع لتحقيقِ الرفاهِ المشترك.
واستعرض الرئيس تبون في كلمته، أبرز المشاريع التي تقوم الجزائر بتنفيذها لدعم البنية التحتية في إفريقيا، على غرار مشروع الطريق العابر للصحراء، الذي يربط الجزائر بخمس دول إفريقية، ويسهِم في فك العزلة عن دول الساحل وتحويلِ الممر إلى محور اقتصادي وتجاري حيوي.
ويتمثل المشروع الثاني في ربط الجنوب الجزائري بشبكة السكك الحديدية، في إطار رؤية استراتيجيةٍ تهدف إلى توسيع هذا الربط مع دول الجوار لدعم التكامل الإقليمي والتنمية المشتركة، إضافة إلى مشروع الطريق الرابط بين تندوف والزويرات في موريتانيا، المموّلِ من طرف الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، لتسهيلِ الربطِ بين شمال وغرب إفريقيا.
إضافة إلى مشروع وصلة الألياف البصرية المحورية العابرة للصحراء، الذي يهدف إلى تعزيز البنية الرقمية ودعم الاقتصاد الرقمي في منطقة الساحل لمواكبة التحولات التكنولوجية العالمية، ومشروع أنبوب الغاز النيجيري – الجزائري عبر النيجر، الذي يمثل ركيزة استراتيجية للتعاون القاري في مجالِ الطاقةِ وتعزيزِ الشراكةِ جنوب–جنوب.
 تنفيذ 50 مشروعا استراتيجيا على المستوى الوطني
أما على المستوى الوطني فيجري تنفيذ ما لا يقل عن خمسين (50) مشروعًا رئيسيا للبنية التحتية، في إطارِ استراتيجية طموحة تهدِف إلى تطوير الاقتصادِ الوطني وتعزيزِ تنافسِيَتِه، وتشمل، كما جاء في كلمة رئيس الجمهورية، قطاعات حيوية عدة، من أبرزها مشروعان استراتيجيان للسكك الحديدية، الأول يمتد على مسافة 950 كيلومترًا لربط منجم غار جبيلات لخام الحديد بمدينة بشار، والثاني بطول 420 كيلومترا لربطِ ميناء عنابة بمنطقة جبل العنق (تبسة)، في إطار مشروعٍ وطني ضخم لتطويرِ شبكةِ النقل وتعزيزِ التكاملِ الاقتصادي.
كما يتم إنجازُ خمس (5) محطات لتحلية مياه البحر، أربع (4) منها دخلت الخدمة فعليًا في ولايات وهران، تيبازة، الطارف ورأس جنات، والخامسة قيد الإنجاز بمدينة بجاية، وكذا توسيع شبكةِ مترو الجزائر العاصمة لتشمَل المطار الدولي وعددًا من الأحياءِ الجديدة، بما يُسهِمُ في تحسينِ النقلِ الحضري وتقليلِ الانبعاثات.
كما أطلقت الجزائر برنامجا طموحا لبناء مليوني وحدة سكنية وتطوير أقطاب حضرية كبرى عبر مختلفِ الولايات، لتلبيةِ الطلبِ المتزايد على السكن وتعزيزِ التوازن الجهوي، كما تسعى الجزائر، انطلاقًا من إدراكها العميق لأهمية التحول الرقمي، إلى تعزيزِ بُنْيَتِها التكنولوجية وتحويلِها إلى مركزٍ إقليميٍّ رائدٍ في مجالِ الاتصالات والاقتصادِ الرقمي في إفريقيا، بما يُتيحُ دَمْجَ اقتصادِها في سلاسِلِ القيمةِ الإقليميةِ والعالمية.
  تبنّي رؤية عملية تتجاوز حدود الالتزامات السياسية
ودعا الرئيس تبون، القادة الأفارقة إلى تبني خطط عملية تتجاوز الالتزامات السياسية، وقال بهذا الخصوص: «وإيمانًا منها بالدورِ المحوري للبُنية التحتية في تحقيقِ التكامل القاري وتعزيزِ السيادة الاقتصادية الإفريقية، تدعو الجزائرُ إلى تبنّي رؤيةٍ عمليةٍ واضحة تتجاوزُ حدودَ الالتزامات السياسية إلى آليات تنفيذية ملموسة».
وتقوم الخطة على عدة محاور منها تسريع استكمال المشاريع الرئيسية القارية المدرجة ضمن مبادرة تطوير البنية التحتية في إفريقيا، في آجال زمنية محددة، مع ضمانِ المتابعةِ السياسيةِ والفنيةِ المستمرة من أعلى المستويات، وكذا وضعُ آلية تنسيق دائمة بين الدول الإفريقية والاتحاد الإفريقي والمؤسسات المالية الإقليمية، لضمان حُسنِ تنفيذِ المشاريع ذات الأولوية وتبادُلِ الخَبَرات التقنية والمالية.
كما ترتكز الخطة على إزالة المعوّقات التقنية والإجرائية والتمويلية التي تعيق تقدم المشاريعِ الكبرى، واعتماد مقاربة مرنة تراعي خصوصياتِ كلّ منطقة، وتعزيز الشراكةِ بين القطاعين العام والخاص، وتعبئةُ المواردِ الإفريقية أولًا، قبل اللجوءِ إلى التمويلاتِ الخارجية، مع تشجيعِ الحُلولِ المبتكرة مثل الصناديقِ السياديةِ الإفريقيةِ المشتركة. كما أكد الرئيس تبون، على ضرورة إعطاءُ الأولويةِ للمشاريعِ ذات الأثر القاري الحقيقي، التي تخلق فرص عمل وتربط بين الاقتصادات وتدعم الأمن الغذائي والطاقوي والرقمي في إفريقيا.
 تعزيز التعاون وإرساء آلية تقييم تضمن الشفافية والمساءلة
وأبرز الرئيس ضرورة تجسيد التعاون الإفريقي على أرض الواقع عبر مبادرات ملموسة، وقال بأن: «تحقيقَ أهداف قارتنا لن يَتَحقق إلاّ من خلال إرادة جماعية صلبة، تترجم الأقوال إلى أفعال، والنوايا إلى إنجازاتٍ ملموسةٍ على أرضِ الواقع». وقال بأن البنية التحتية ليست مجرد منشآت هندسية، بل هي أداةٌ للتغييرِ والتحوّل، ومرآةٌ لإرادتِنَا في بناءِ إفريقيا جديدة تَسِيرُ بخُطىً واثقة نحو الازدهارِ والسيادة.
وأضاف قائلا: «إن التكاملَ القاري، لن يكون شعارًا نُردده، بل واقعًا نعيشه، حين تُصبِحُ مشاريعُنا القارية ثَمْرَةَ رُؤيةٍ إفريقيةٍ خالصة تُجسّدُ طموحاتِ شُعوبِنا، وتستجيبُ لتحدياتِها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بكلِّ واقعيةٍ ومسؤولية»، ومن هذا المنطلق، تدعو الجزائرُ بكل وضوح وإيمان إلى تعزيزِ التنسيقِ الفعّال بين الاتحادِ الإفريقي والدولِ الأعضاء، من أجل توحيدِ الجهود، وتفادي الازدواجية، وتسريعِ وَتيرةِ تنفيذِ المشاريعِ ذات الأولوية.
كما أكد الرئيس على أهميةِ إرساءِ آليةِ تقييمٍ ومتابعة دورية تضمَن الشفافية والمساءلة، وتحول الخطط إلى نتائجَ ملموسة تُحدِثُ فرقًا حقيقيًا في حياةِ مواطنينا، وقال بأن الجزائر تؤمن بأن بناءَ المستقبل لا يمكن أن يتم دون إشراكِ الفاعلين الحقيقيين في التغيير، وهم الشباب الذين يشكّلون القلبَ النابضَ للقارةِ الإفريقية والعنصر الأكثر قدرة على الإبداعِ والتجديد.
كما دعت الجزائر، إلى توسيعِ فضاءاتِ التعاون جنوب–جنوب، بما يُعزّزُ الاعتمادَ المتبادل ويَحُدُّ من التبعيةِ الاقتصادية، ويُكرّسُ مبدأَ الاكتفاءِ الإفريقي القائمِ على التضامُنِ والتكاملِ الذاتي.
وانطلاقًا من هذا التوجه، أكدت الجزائر استعدادَها الكامل لمواصلة العملِ جنبا إلى جنب مع أشقائها الأفارقة، ومع مؤسساتِ الاتحادِ الإفريقي، مِنْ أجل تحقيقِ الأهدافِ الكبرى للتنمية القارية، وترسيخِ التكاملِ الاقتصادي الذي يُشكِّلُ أَحَدَ أعمِدَةِ رُؤيتِها الإفريقية المستنيرة، الداعيةِ إلى بناءِ إفريقيا قوية، مُوحَّدة ومزدهرة، تتكلّمُ بصوتٍ واحد وتتحركُ بِإِرادةٍ واحدة نحو المستقبل. وعبر رئيس الجمهورية عن أمله أن تترجم التوصيات التي ستنبثق عن الاجتماع إلى خطوات عملية تحدِث نَقلَةً نوعية في تنفيذِ المشاريعِ القارية، وتفتَحُ أمام إفريقيا آفاقا أرحب من التكامل والازدهار، مؤكدا بأن القارة تملك كل مقومات النهضة وكل عناصر القوة، التي يتوجب حسن استغلالها والتوجه بها نحو مستقبلٍ يصنعه أبناؤها، وتَفْخَرُ به أجيالُها القادمة.
        ع سمير

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com