أطلقت وحدة البحث في النباتات الطبية بالأغواط التابعة لمركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة مختبر الاستنساخ الجزيئي، حيث سيتيح إنجاز العديد من التطبيقات العلمية المباشرة على المورّثات، فيما يؤكد القائمون على الوحدة سعيهم لجعله مختبرا مرجعيا في مجال علوم الجينوم عبر الوطن.
وأعلنت وحدة البحث في النباتات الطبية بالأغواط التابعة لمركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة عن إطلاق مختبر الاستنساخ الجزيئي بدعم تقني من مركز “سياربيتي”، حيث اعتبر القائمون على الوحدة في البيان المنشور على الصفحة الرسمية بشبكة “فيسبوك” أنه يمثل خطوة علمية رائدة في مجال التكنولوجيا الحيوية النباتية وعلم الوراثة الجزيئية في الجزائر، فضلا عن أنه “يمثل نقلة نوعية نحو تطوير البحث العلمي في مجال النباتات الطبية”. وجاء في البيان أيضا أن المختبر الجديد سيمكن، بفضل التجهيزات المتوفرة فيه وفريقه العلمي متعدد التخصصات، من إجراء “تحليل معمق للجينات المرتبطة بالخصائص البيولوجية والطبية للنباتات، واستنساخ وتوصيف الجينات ذات الأهمية الحيوية والتطبيقية”.
وسيتيح المختبر أيضا دراسة شبكات التعبير الجيني لفهم الآليات البيولوجية المعقدة، فضلا عن تطوير مقاربات جديدة في مجال التحسين الوراثي الموجهة نحو الزراعات المستدامة والصحة والصناعات الغذائية، فيما اعتبر القائمون عليها أنها تشكل إنجازا علميا وتقنيا كبيرا يفتح آفاقا جديدة للبحث والتطوير، كما يساهم في تثمين التنوع النباتي الجزائري وتعزيز السيادة العلمية والابتكار في مجال التكنولوجيا الحيوية. وصرح لنا البروفيسور عمار عزيون، مدير مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة، بأن تقنيات الاستنساخ الجيني المطبقة على مجال النباتات الطبية في وحدة البحث بالأغواط تعتبر من التطبيقات العلمية المتقدمة عبر الوطن.
أما نائب رئيس وحدة البحث في النباتات الطبية بالأغواط، الدكتور الباحث عماد الدّين قاضي، فقد أوضح لنا أن المختبر يشتغل على الجينات والمورّثات بما يتيح التحسين والتعديل في السلالات، فضلا عن التعرف على الفيروسات وغيرها من التطبيقات البحثية المطبقة على الجينوم. وأضاف المصدر نفسه أن الوحدة تركز على المورثات المتعلقة بالنباتات الطبية، لكنه أكد إمكانية توسيع مجال الأبحاث العلمية المنجزة عبر المختبر مستقبلا لتشمل تخصصات أخرى، في حين لفت إلى أن الباحثين في المختبر يتعاملون مع المادة الوراثية، حيث ضرب المثال بإمكانية إنتاج سلالات قمح مقاومة للظروف المناخية في الجنوب أو غيرها.
وشرح المتحدث أن التجهيزات التي زُوّد بها المختبر تسمح بالتعامل المباشر مع المورثات، حيث أكد أن التجهيزات متوفرة على مستوى المختبر بدعم من مركز البحث في البيوتكنولوجيا الذي عمل القائمون عليه على توفيرها، إلى جانب تجهيزات اقتنتها الوحدة، فيما أوضح أن الوحدة تضم حاليا 10 باحثين و5 مهندسين بقيادة البروفيسور الباحث فتحي برابح، كما شدد على أن أفراد الوحدة يجتهدون لجعل مختبر الاستنساخ الجزيئي مرجعيا في مجال علوم الجينوم في الجزائر، مؤكدا أن البروفيسور برابح متخصص في المجال ويحوز خبرة كبيرة فيه. ونبه محدثنا بأن وحدة الأغواط تضم 12 مختبرا، من بينها 7 مختبرات وظيفية في الوقت الحالي، حيث أكد لنا أن باحثي الوحدة نشروا العديد من الدراسات في المجال، بينما توجد دراسات أخرى في طور النشر حاليا.
سامي .ح
