أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية وزير النقل سعيد سعيود، أنه على ولاة الجمهورية عبر ولايات الوطن، اعتبار كلمته التي ألقاها أمس في وهران، ورقة طريق في تعاملهم على مستوى ولاياتهم، و تقوم هذه الخارطة على أساس العمل الميداني الدؤوب والمتابعة المستمرة والإصغاء الفعال والدقيق لانشغالات المواطنين عبر مختلف القنوات المتاحة، وكذا تسطير خطة عمل أولية تسمح بإيجاد الحلول لمختلف الانشغالات التي لا يزال يطرحها المواطنون، حيث أبرز من خلالها المحاور التي ستشكل المرحلة المقبلة في تسيير الولاية.
ودعا وزير الداخلية والجماعات المحلية وزير النقل سعيد سعيود أمس في كلمته التي ألقاها خلال إشرافه على تنصيب الوالي الجديد لوهران أوشان إبراهيم والموجه لولاة الجمهورية، أن رئيس الجمهورية اقر إنشاء المرصد الوطني للمجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب اللذين هما تحت سلطته، وبالتالي لا يمكن السماح لأي كان بالتعالي على ممثلي المجتمع المدني وأعضاء المجلس الأعلى للشباب، مطالبا في الوقت نفسه، من الجميع التقرب من المواطنين وسماع انشغالاتهم بعيدا كل البعد عن اللقاءات الشكلية التي لا ترقى إلى لقاءات مسؤولين مع مجتمع، وأخذ المقترحات بالجدية اللازمة من اجل تكفل أحسن بحاجيات المواطنين،
مركزا على ضرورة الالتزام بالديمقراطية التشاركية وجعلها واقعا ملموسا على أرضية الميدان ولا تبقى شعارات للتباهي بها، بل التكفل الأحسن بحاجيات المواطنين، كما ألح على ضرورة خلق علاقات مع المنتخبين والمؤسسات الدستورية.
ووجه وزير الداخلية تعليمات لولاة الجمهورية لخلق علاقة طيبة بين السلطات و المنتخبين على جميع المستويات، فهذه العلاقة وفقه يجب أن تكون وطيدة تبنى على أساس المصلحة العليا للوطن وفقط، و يجب كذلك إعطاء الاعتبار اللازم واتخاذ الإجراءات التي تقرب المجتمع المدني من السلطات المحلية على كل المستويات سواء في البلديات أو الدوائر أو حتى على مستوى الولايات.
ملحا أيضا على ضرورة العمل التنسيقي والتكاملي مع منتخبي الشعب على المستويين الوطني والمحلي بما يضمن التزام الرؤى وتكامل الجهود وفق منهجية فعالة وواقعية بعيدة عن الشكليات البروتوكولية والمزايدات، وموجهة أساسا نحو تحقيق نتائج ملموسة في الميدان بمساهمة الجميع.
وفي تدخله بخصوص وهران، أوضح سعيود أنه من الضروري ضبط استراتيجية عمل لتعزيز جاذبية وهران الاقتصادية والتجارية على الصعيد الوطني والجهوي، مع مواصلة العمل على تدعيم التوجه الحالي كقطب سياحي، وتدعيم شعب الفلاحة والصيد البحري والصناعة التحويلية والمناجم، مبرزا أن الولاية تزخر بإمكانات اقتصادية وبشرية وثقافية هائلة تجعل منها قطبا استراتيجيا على المستويين الوطني والإقليمي، وهي مؤهلة لتكون منصة حقيقية للتبادل والاستثمار والانفتاح على الفضاء المتوسطي، بفضل موقعها الجغرافي المتميز وبنيتها التحتية مشيرا أيضا أن الولاية استفادت خلال السنوات الأخيرة من عدة مشاريع استراتيجية غيرت وجه المدينة وأحدثت قفزة نوعية في مسار التنمية المحلية و سمحت بتعزيز المؤهلات الاقتصادية ولعل أبرز هذه الإنجازات، محطة تحلية مياه البحر الرأس الأبيض التي تدخل في إطار برنامج تعزيز الأمن المائي، ومصنع السيارات «فيات»، داعيا الوالي الجديد أوشان ابراهيم، لضرورة العمل وعدم ادخار أي جهد لتشريف الثقة التي وضعها فيه رئيس الجمهورية، والتكفل الجدي بانشغالات المواطنين وتطلعاتهم، تجسيدا لالتزامات الرئيس وحرصه الدائم على المتابعة الدقيقة للشؤون المحلية والتقييم المتواصل للأداء وترسيخ ثقافة النجاعة في تسيير المرفق العمومي، وكذا سعيه المستمر لتجديد الفعل التنموي بما يضمن خدمة المواطن، و في مقدمتها السكن والتكفل بالبنايات القديمة والتمدرس والربط بالشبكات الحضرية ونظافة المحيط، وما ارتبط بحركة النقل وتدعيم خدماته وعصرنتها.
وخلال إشرافه تنصيب بن بابا علي عبد الكريم، واليا منتدبا للمقاطعة الإدارية للعريشة بولاية تلمسان، أكد سعيود أن تنصيب الوالي المنتدب للعريشة يأتي في إطار استكمال مبادرة ترقية ثلاث دوائر وبلدية إلى مقاطعات إدارية، والتي تندرج ضمن الرؤية الاستراتيجية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون،الرامية إلى تحقيق التوازن بين الأقاليم، تعزيز الإنصاف التنموي والاستمرار في إصلاح منظومة الحكامة المحلية.
وأكد في هذا الصدد على ضرورة العمل لجعل المواطن محور التنمية وضمان تحسن ملموس في مستوى الخدمات المقدمة له وتلبية الاحتياجات الأساسية، مبرزا أن خدمة المواطن ليست ظرفية ويتعين أن تكون دائمة و صادقة، كما يجب ضمان التواصل مع المواطنين واحترام التزامنا نحوهم، يضيف البيان.
كما شدد الوزير على اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة النقائص التنموية، تعزيز الخدمات العمومية، تهيئة بيئة جاذبة للاستثمارات المنتجة للثروة وخلق فرص عمل للشباب.
وبخصوص المناطق الحدودية، أسدى سعيود توجيهاته بتكثيف الجهود الأمنية لمواجهة الجرائم العابرة للحدود مثل التهريب والمخدرات والهجرة غير النظامية، مع دعم الجيش الوطني الشعبي والأجهزة الأمنية، وتقدير النتائج الإيجابية المحققة.
بن ودان خيرة
