السبت 3 ماي 2025 الموافق لـ 5 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

ليفي مستنكرا الديمقراطية

أثار اعتراف البرلمان الفرنسي بالدولة الفلسطينية غضب الفيلسوف برنار هنري ليفي الذي قاد حملة لإحباط التصويت بنعم، لأن نص لائحة الاعتراف بحسب الفيلسوف "الثائر"  عبثي و يخص الطرف الاسرائيلي وحده بالدعوة إلى التنازل. ولم يتردد ليفي  وهو يعدّد خرجاته الإعلامية هذه الأيام في مطالبة ساسة أوروبا بعدم مجاراة الرأي العام الذي يعرف صعود مشاعر معادية لإسرائيل.
وبرر فيلسوف الميديا رفضه للاعتراف بكونه يخدم حماس التي تنكر الآخر وبتزامنه مع صعود الموجة الجهادية في العالم ولأن قيام الدولة الفلسطينية يتطلب قطع أشواط من المفاوضات الجادة التي تؤدي إلى قبول فلسطيني بإسرائيل.
والغريب في سلوك ليفي الذي يبشّر العرب بالديمقراطية أنه يرفض التصويت الديمقراطي في فرنسا ويرفض توجهات الأغلبية لأنها ليست على حق في جميع الحالات، أي أن الأغلبية لن تكون على حق إلا إذا وافق ما صدر عنها هوى إسرائيل. وهو هنا في حالة إنكار للديمقراطية ومع ذلك فقد حظي بدعوات كثيرة في منابر إعلامية  لتقديم حججه على عدم صواب موقف النواب، هذا الوضع يؤكد  ما ذهبت إليه صحفية في التلفزيون الفرنسي امتلكت الجرأة على  كسر جدار الصمت من خلال تصريحها بأن ليفي لازال المطلوب المفضل للحوارات من طرف مسؤولي التلفزيونات رغم أنه فقد مصداقيته، ما يعني أن الرجل مفروض على الفرنسيين من طرف القوى المالية المالكة لأسهم في وسائل الإعلام واللوبيات الضاغطة بغرض الإبقاء عليه في الواجهة حتى وإن صارت أعماله لا تلقى الرواج السابق.
انحياز ليفي الأعمى لديانته وللدولة العبرية  جعله يتحول إلى ما يشبه مرصد مختص في إحصاء السلوكات "المعادية للسامية" التي دفعته إلى هجاء فرنسا وأوروبا، بل أن مواقفه المتطرفة أغضبت حتى سياسيين إسرائيليين في صورة  السفير الإسرائيلي السابق  في فرنسا نسيم زفيلي الذي ثار في وجه ليفي و صديقه فيلسوف النقاء العرقي ألان فينكلكروت في لقاء معهما بثته القناة الفرنكوفونية الاسرائيلية عشية تصويت البرلمان الفرنسي، حيث واجه السفير الفيلسوفين بالقول أنه يدعم قيام دولة فلسطينية وسألهما إن كان يعرفان ما الذي يعنيه احتلال شعب 47 سنة.
وبقدر ما صغر الفيلسوفان أمام الديبلوماسي بقدر ما يكبر السؤال عن صمود فلاسفة الميديا في المشهد الفرنسي بشكل يدفع إلى التفكير الجدي في تصريح اللاعب ايمانيال بوتي هذا الأسبوع بشأن ما كان على الفرنسيين تعلمه من الاحتلال الألماني.

سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com