الاثنين 16 جوان 2025 الموافق لـ 19 ذو الحجة 1446
Accueil Top Pub

«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن "كمال داود هو من سيفوز، ليس لأسباب أدبية، بل سياسيّة"!

وعند إعلان اسم الفائز، أكد المتوّج ذاته ما قاله النّاشر وهو يُحيّي فرنسا، "حاميّة الكتّاب" التي منحته الحرية للكتابة، وأبعد من ذلك منحته "الوطن" الذي يحتاج إليه الكاتب إلى جانب الكرسيّ والطاولة، ولم يفوّت الفرصة ليرد على منتقديه في الجزائر بالقول:" يهاجمونني لأنّني لست شيّوعيا ولا مُناهضًا للاستعمار ولا مُعاديًا لفرنسا"!
نال داود الغونكور لأسبابٍ سياسيّة، وقد اشتغل على ذلك بشكلٍ مضنٍ طيلة سنواتٍ، بالتقرّب من اللّوبي اليميني الفرنسي واللّوبي الصّهيوني، بتمجيد الاستعمار وهجاء المقاومة الفلسطينيّة.. و لم يقلّل منتقدو الكاتب من موهبته الأدبيّة، بل استغربوا تصريحاته السياسيّة بالأساس، خصوصًا السرديّة التي تبناها خلال الترويج لروايته الثانية "حوريات"، حيث ظلّ يردّد في وسائل الإعلام الفرنسيّة، بأنّ الجزائر تسعى من خلال مطالبة فرنسا بالاعتراف والاعتذار عن ماضيها الاستعماري للتغطيّة على الحرب الأهليّة التي عرفتها في التسعينيات، والتي تمنع الحديث عنها بنص القانون، مُتوقعًا أن يمنع ذات القانون روايته، وكأنّها الرواية الوحيدة التي تطرّقت إلى سنوات الإرهاب، وكأنّ عشرات الروايات التي صدرت قبل "حورياته" وتناولت المسألة من كلّ الجوانب لم تكن روايات!
لا ينتقد المنتقدون داود لجرأته كما يتوهّم ويدعي، بل لوقوفه في صفّ جلّاد الأمس وهو يردّد كالببغاء عبارة ماكرون "ريع الذاكرة" للسخريّة من مطالب الجزائريين باعتراف لا يرمّم الماضي بل هو مجرّد إعلان نيّة يُشير، فقط، إلى أنّ فرنسا ارتوت من الدم الجزائري ولا تطلب المزيد.
لا ينتقد المنتقدون داود لحريّته التي لا تتّسع لها الجزائر، فهناك أجيال من الكتّاب انتقدت النّظام السيّاسي قبله، وناضلت من أجل الحريّة والديمقراطيّة، من دون أن تبيع القلم والموقف، أو تطلب كرسيًّا وطاولةً ووطنًا بديلا، بل إنّ كمال داود نفسه كان ينتقد السلطات السياسيّة ويسخر من المجتمع لسنوات عديدة على صفحات إحدى أكبر الصحف الوطنيّة، وهو "مقيّد" في الجزائر، فهل يستطيع اليوم أن يقول كلمة واحدة ضدّ أبشع مذبحة في التاريخ وهو "حرّ" في فرنسا؟
قبض كمال داود الغونكور في وطنه الجديد الذي ولد فيه بعد الخمسين، مقابل خدماته للصهيونيّة والنظام النيوكولونيالي، لكنّه فقد ما يصعب تعويضه، فقد شرف الإنسان والكاتب.
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

بروتوكول فانون

يُعيد الخطاب النيوكولونيالي الذي تُنتجه النّخب الغربيّة، هذه الأيام، فرانز فانون إلى واجهة...

  • 09 جوان 2025
لا تلعب معهم!

تدفعُ "نوايا حسنة" بعض الأكاديميين الجزائريين للمشاركة في برامج سجاليّة في قنوات عربيّة وأجنبيّة...

  • 12 ماي 2025
حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com