الاثنين 12 ماي 2025 الموافق لـ 14 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

حسب دراسة في علم النفس:

رؤساء بلديات قسنطينة يعانون من تبلد المشاعر و يتعاملون مع المواطنين كأشياء

كشفت دراسة أن رؤساء البلديات يعانون من احتراق نفسي كبير، وتبلّد في الشعور، كما أنهم يعتقدون أن الوصاية تعاقبهم وتعتبرهم دخلاء، وذلك جراء الضغط الممارس عليهم خلال ممارسة مهامهم الانتخابية من السكان، الصحافة وقلة الإمكانات المادية.
وأكدت دراسة أعدتها طالبة بقسم علم النفس بجامعة عبد الحميد مهري ضمن مذكرة لنيل شهادة ماستر تخصص علم نفس عيادي، بعنوان «الاحتراق النفسي لدى المنتخبين السياسيين دراسة ميدانية رؤساء بلديات قسنطينة»، أن المنتخبين عموما يعانون من ضغط نفسي كبير عند ممارستهم لمهامهم، وذلك بسبب النقص الكبير في الإمكانات المادية التي يتلقونها ضمن الميزانية السنوية، إلى جانب الضغط الممارس عليهم من طرف سكان البلديات التي يرأسونها والذين يعتبرونهم أصحاب القرار رغم أنهم في الحقيقة لا يملكون الكثير، إضافة إلى عدم وجود دعم كبير من الوصاية والمتمثلة في الدائرة والولاية، ولذلك فقد اكتشفت صاحبة الدراسة من خلال تطبيقها لسلم خاص بقياس درجات الاحتراق النفسي يعرف بسلم «ماسلاش» أن رؤساء بلديات قسنطينة يعانون من احتراق نفسي كبير جدا. وأوضحت الطالبة التي نالت تقدير مشرف جدا، أن أغلب رؤساء البلديات الذين أجابوا على الأسئلة التي وجهتها لهم في إطار المقابلة المباشرة، أنهم اصطدموا بواقع صعب جدا وأصبحوا يحسون بما يعرف لدى علماء النفس بشعور عدم الانجاز، وذلك لأنهم وعقب وصولهم إلى مناصب المسؤولية لم يتمكنوا من تجسيد المشاريع التي كانوا يخططون لها بعد فوزهم في الانتخابات المحلية، وذلك لأسباب عديدة منها، عدم وجود دعم كافي من الوصاية، وحتى من داخل المنتخبين في المجلس البلدي الذي يرأسونه، كما أن الأميار لا يثقون كثيرا في المحيط السياسي القريب منهم بشكل كبير. زيادة على هذا فقد صرحت الباحثة عقب انتهاء المناقشة للنصر أن عددا من رؤساء المجالس الشعبية البلدية وجراء الواقع الصعب الذي يعيشونه وكثرة معايشتهم للمشاكل فقد نتج لديهم ما يسمى بتبلد المشاعر، وأضحوا لا يتأثرون غالبا بالمعاناة التي يعيشها بعض المواطنين، كما أن الحالات الاجتماعية القاهرة التي تؤثر في عامة الناس أضحت لا تعني شيئا لهم، كما أنهم أصبحوا يتعاملون مع المواطنين على أنهم أشياء، ويتضح هذا الانفعال الشعوري جليا خلال أيام الاستقبال، حيث لا يبدي الأميار في الغالب أية تعاطف مع من هو أمامه، كما أبدوا أيضا انزعاجا كبيرا من الوصاية معتبرين أنها لا تقوم بمساعدتهم لتلبية طلبات السكان، بل تقوم بمعاقبتهم، كونهم دخلاء ووجودهم ظرفي فقط، في حين أن الأمر مختلف تماما كونهم يملكون صوت المواطن. أما عن علاقة رؤساء المجالس الشعبية البلدية بالصحافة، فقد أكدت محدثتنا أن كافة العينات محل الدراسة يتذمرون من الصحافيين ويعتقدون أنهم يشهرون بهم، وهو ما يزيد من حجم الضغط الممارس عليهم من طرف السكان والوصاية، كما أنهم أداة في يد باقي الأطراف ضد رئيس البلدية، ولهذا ومن الصعب جدا خلق علاقة جيدة بين الطرفين. واقترحت صاحبة المذكرة جملة من التوصيات للحد من المعاناة النفسية التي يعيشها رؤساء البلديات جراء الضغط الممارس عليهم في حياتهم المهنية، وذلك من خلال الكشف الطبي وممارسة الرياضة، التدرّب على تغيير نمط السلوك، التأييد الاجتماعي، طلب المساعدة من المتخصصين، إعطاء مزيد من الصلاحيات للأميار، وإصدار تشريعات وقوانين واستخدام مؤسسات أخرى لتطبيق هذه الإصلاحات والعمل على تحسين صورة المنتخب خاصة أمام الشعب عوض التشهير به عبر مختلف وسائل الإعلام عوض تحويل الانتباه من أعلى مراتب السلطة إلى المستوى المحلي، إلى جانب ذلك، أكدت الدراسة على ضرورة تشجيع الديمقراطية التشاركية من خلال مساهمة المواطن في وضع القرارات المحلية، تشجيع التواصل عبر فتح وسائل الاتصال أمام رؤساء البلديات وتوفير آليات لحمايتهم من المتابعات القضائية.                       

عبد الله.ب

المزيد من الأعمدة

حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com