السبت 3 ماي 2025 الموافق لـ 5 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

عماء

أصبح تاريخ الجزائر وثقافتها هدفا لعمليات توثيق تلفزي تقوم به قنوات عربية، بعد أن كانت العملية ذاتها حكرا على قنوات فرنسية.
حيث يسجل المتابعون اهتماما غير مسبوق لقناة الجزيرة الوثائقية بشخصيات جزائرية، في صورة الأمير عبد القادر، هواري بومدين، و أخيرا محمد أركون و إتيان ديني أو الحاج نصر الدين دينيه، كما يحلو للمهتمين بتحوله الديني قبل مكانته الفنية، تسميته. ويأتي عمل الوثائقية بعد أن نجحت القناة الأم في تسجيل شهادات شخصيات محورية في تاريخ الجزائر الحديث كالرئيس أحمد بن بلة والمثقف والوزير أحمد طالب الإبراهيمي وغيرهما...
ومن المعروف أن الأفلام الوثائقية أصبحت من أهم  طرق التأريخ إن لم تكن أهمها على الإطلاق، كونها تستهدف الجمهور الواسع، وتستطيع إعادة بعث الوقائع التاريخية على مسرح الأحداث، سواء بكشف الحقائق أو حتى «التلاعب» بها.  
وكثيرا ما اشتكى الجزائريون من “النظرة الخارجية” التي يرون أنها مجحفة خصوصا من جانب وسائل الإعلام الفرنسية، وسوف يشتكون من نظرة عربية سيكتشفون فيها أوجه التقصير لا محالة، وسينسون خلال ممارسة هذه الرياضة الوطنية طرح أسئلة جوهرية عما نفعله نحن بتاريخنا  وثقافتنا، ولماذا لا نوجه جهدنا نحو التوثيق الحقيقي الذي يقوم به محترفون، عوض بعض الأعمال المتواضعة التي ينجزها هواة على عجلة من أمرهم في المناسبات؟ وهل أن الكثير من الأعمال تستحق التسميات التي أطلقت عليها والأموال التي صرفت؟
والأجوبة سنجدها  بكل تأكيد عند معاينة ما يبث وما يُنتج في الجزائر اليوم، فباستثناء أعمال في الجانب التاريخي أنتجها التلفزيون العمومي على فترات فإن الباقيات الصالحات غير معنية سوى بتمجيد السياسيين والرياضيين في حصص يستغرب مشاهدها “العاقل” كيف نالت حظها من البث، خصوصا حين يتعلق الأمر بصحافيين يلقون بالأحكام جزافا ويبلغ بهم الأمر أحيانا إلى حد السب والشتم، في سلوك يغذي العنف المتوفر بكميات زائدة عن الحاجة في مجتمعنا، وحتى وإن كان الكثير من المسؤولين يشيدون بقنوات من هذا النوع ويمتدحون ما يسمونه احترافيتها، فإن ذلك لا يمنع من طرح أسئلة عن دور هذا الفضاء في حياتنا وعما سيضيفه، أي هل أنه سيساهم في نمو الثقافة الديمقراطية، وفي إبراز الثقافة الوطنية كقيمة والاحتفاء بالمبدعين
و إسماع أصواتهم المختلفة وإضاءة مختلف جوانب الحياة العامة بنزاهة وعقلانية وفق ما تقتضيه مبادئ ومواثيق الشرف المهني، أم أنها ستتحول إلى أدوات تضليل وتزييف للوعي؟
المعاينات الأولية تبدو غير مطمئنة، و إذا استمر هذا الوضع فإن الجزائر ستبقى"غير مرئية"، لأن إبراز مكانة بلد لا تتم بكلام إنشائي في نشرات الأخبار، ولكن بأعمال متقنة يقوم بها أشخاص يعرفون مهنتهم ولا ينتظرون الامتداح ولا يعيشون وظيفتهم كمرض عصيب يدوم من التربص إلى التقاعد.
سليم بوفنداسة

 

المزيد من الأعمدة

حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com