السبت 3 ماي 2025 الموافق لـ 5 ذو القعدة 1446
Accueil Top Pub

سبع دقائق

سبع دقائق كانت كافية لكي تزلزل الشابة السمراء العالم. لم تستخدم أسلحة الدمار الشامل ولا مفاتنها التي استعملتها في رحلة المجد. لم تستعمل سوى كلمتين لتهتز أمريكا  والغرب على وقعهما. نعم، كلمتان من «ريهانا» كانتا أقوى من النفط والغاز العربيين  ومن ترسانات الأسلحة ومن الأخوة ومعاهدات الدفاع المشترك المنسية. ومن الأشعار و الأغاني العربية ومن اكتشافات مراسلي الحرب  للجثث الثمينة تحت الأنقاض.
في سبع دقائق  تقاسم تغريدتها على تويتر أكثر من سبعة آلاف معجب وشاهدها الملايين وتحركت الصحافة منددة بالفضيحة، مع أن المغنية الأمريكية لم تنشر صورا فاضحة كما تعودت ولم تلق بكلمات بذيئة، لكنها اضطرت إلى حذف تغريدتها والتصريح بأنها نشرتها خطأ!
ولا شك أن عشاقها العرب أصيبوا بصدمة وهم الذين اكتشفوا ميلها إليهم من خلال تغريدات الإعجاب التي خصت بها كريم بن زيمة في مونديال البرازيل، قبل أن تلقي بالكلمتين السحريتين اللتين أغضبتا الصحافة الغربية من أمريكا إلى أوروبا ولم تتردد مجلة فرنسية عريقة في تشبيه التغريدة بتعرية الصدر في معرض هجائها لفنانة ما كان عليها وفق المنطق الغربي أن تقرب السياسة.
كانت ريهانا ضحية لنوع من المكارتية الالكترونية التي استهدفت النجوم الذين يجاهرون بآرائهم هذه الأيام. النجوم الذين يخرجون عن الصف، النجوم الذين يقولون الحق.
لم تقرأ ريهانا إدوارد سعيد لتتعلم كيف تواجه القوة بخطاب الحق، لكن صور الفلسطينيين هزتها فكتبت بعفوية:»الحرية لفلسطين». وكذلك فعل الكثير من نجوم الرياضة وفي مقدمتهم بعض نجوم كرة السلة الأمركيين الذين اضطروا  لحذف تغريداتهم في الوقت الذي واصل فيه مدعمو الجيش الإسرائيلي التغريد. وكذلك فعل بطل العالم اللاعب الألماني الكردي مسعود أوزيل الذي اضطر إلى المجاهرة بتبرعه لأطفال البرازيل ليكذب ضمنيا الأخبار التي قالت أنه تبرع لأطفال غزة.
يعرف «المكارتيون الالكترونيون» الأثر الذي يخلفه تضامن نجوم لهم رمزيتهم  في الواقع والافتراض، لذلك وسعوا حربهم إلى الفضاء الالكتروني. والهدف واضح: كسب المعركة على الأرض وكسبها رمزيا أيضا وحرمان الضحية حتى من حقها الأخير، الحق في جلب التعاطف.
ملاحظة
كانت تغريدة ريهانة أقوى من صراخ ملايين العرب، وفي ذلك درس مؤاداه: من لا أثر له لا صوت له.

المزيد من الأعمدة

حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com