شرعت السلطات المحلية لدائرة و بلدية ميلة نهار، أمس الأحد، في تنفيذ توصيات لجنة المتابعة المنصبة على مستوى ديوان والي الولاية، برئاسة هذا الأخير، القاضية بإخلاء المساكن التي صنفتها الرقابة التقنية للبناء في الخانة الحمراء عند في أعقاب الهزة الأرضية ليوم الجمعة الماضي، و عددها 28 سكنا بمدينة ميلة القديمة .
كما صنفت فرق الرقابة التقنية للبناء المتواجدة بالميدان منذ عشية يوم الجمعة على مستوى بلديات دوائر ميلة، سيدي مروان و القرارم قوقة، 35 مسكنا آخر بميلة القديمة في الخانة البرتقالية و باقي السكنات في الخانة الخضراء.
و قد صرح رئيس دائرة ميلة للنصر، بأن العائلات المعنية بالرحيل، لها الخيار بين الإيواء بمساكن أقارب لها إن وجدوا، أو التوجه إلى مركز الإيواء الذي عينته الولاية لهم، و هو مخيم الشباب بمنطقة مارشو في أعالي مدينة ميلة، ليبقوا هناك إلى غاية إيجاد الحل المناسب، مشيرا إلى أن سكنات مدينة ميلة القديمة التي تمت معاينتها و عددها 118 سكنا، بما فيها المصنفة في الخانة الحمراء، ليست كلها آهلة بالسكان .
و ردا عن سؤال للنصر حول حديث مواطنين عن لجوء بعض العائلات للتحايل مستغلة فرصة الهزة الأرضية من جهة و عمل لجان المعاينة للدائرة الخاصة بالتحقيق في ملفات طالبي السكن الاجتماعي الجارية حاليا، قال ذات المسؤول، بأنه لا يجب الخلط بين القضيتين، حيث أن هناك فرق بين عمل لجان التحقيق الاجتماعي لطالبي السكن الاجتماعي و بين الفرق المكلفة بالتحقيق في حال السكنات جراء الهزة الأرضية، حيث يدخل هؤلاء في خانة أخرى و هي إعادة الإسكان و يخضعون لتحقيقات و شروط خاصة ،و لا يمكن لصاحب المسكن المستفيد من قبل، أن يستفيد مرة أخرى.
و كان ممثلو البلدية بحسب «المير» بالنيابة، قد تعرضوا، عشية أول أمس، لضغوطات كبيرة حينما تنقلوا إلى المدينة القديمة قصد تسليم مقررات الإخلاء للمعنيين بها، حيث التف حولهم جمع كبير من الناس و الكل يريد الحصول على مقررة الرحيل التي يرى فيها بوابة للحصول على المسكن الاجتماعي من الحصة المنتظر توزيعها مستقبلا، ليغادر ممثلو البلدية المكان تحت ضغط المحتجين، الذين لحقوا بهم إلى مقر البلدية في فوضى عارمة، لتتوقف عملية تسليم المقررات إلى غاية أمس الأحد .
مسؤول هيئة الرقابة التقنية للبناء بميلة، أوضح من جهته في تصريح للنصر، بأن فرق العاملة بذات الهيئة في ولايات ميلة، جيجل و قسنطينة، موزعة حاليا في الميدان ببلديات دوائر ميلة سالفة الذكر و ستعاين كل السكنات المعنية، و ما على أصحاب البنايات المتضررة سوى التوجه إلى البلديات لتسجيل طلب المعاينة.
و حول الفصيل في وضعية السكنات التي تمت معاينتها، فتركها للجنة المتابعة على مستوى ديوان الولاية.
وقد حضرت النصر مناوشات كلامية بمدينة ميلة القديمة بين مواطنين ، حيث أكد لنا بعض السكان، على أن عائلات لم تكن تقطن بالمدينة القديمة، استغلت تواجد لجان التحقيق بالميدان لتحط رحالها في المدينة، طمعا في الحصول على مسكن اجتماعي تحت غطاء سكنات ميلة القديمة المتضررة.و بالعودة للهزة الأرضية التي ضربت ولاية ميلة، فإن الإشاعة مازالت سارية ببعض مدن ميلة، من ذلك أن ممتهني السرقة حاولوا إخراج سكان القرارم، ليلة أول أمس من منازلهم، بإشاعة أن الهزة ستعاود الضرب بعد ساعات قليلة، ليخلوا لهم الجو، غير أن رجال الشرطة و الحماية المدنية، تصدوا لهذه الخدعة، مطالبين المواطنين بالبقاء في مساكنهم و أنه لا خوف عليهم.
إبراهيم شليغم