أطلقت مديرية الري لولاية عنابة، أمس، تنفيذا لتعليمات السلطات المركزية، حملة أشغال لإصلاح التسربات المائية عبر بلديات الولاية، بمشاركة 15 ولاية مجاورة، إلى جانب تسخير 7 مقاولات تابعة لمديرية الري وكذا فرق مصالح الجزائرية للمياه وهي ثاني حملة يتم إطلاقها لمواجهة إشكالية شح مصادر التزود بالمياه.
ويرافق عملية الإصلاح، ممثلون عن المديرية العامة للجزائرية للمياه وقد أشارت مديرة الري، جميلة بريكي، في تصريح لها، إلى أن الحملة ستستمر لمدة ثلاثة أيام، ضمن الجهود الرامية لتحسين الخدمات العمومية وضمان استفادة المواطنين من المياه الصالحة للشرب والقضاء على التسربات المائية وخطر الأمراض المتنقلة عبر المياه، ما سيساهم في تحسين توزيع المياه على سكان الولاية، خاصة مع حلول موسم الاصطياف الذي يرتفع فيه استهلاك المياه الشروب.
ووفقا للمصدر، فإنه وضمن الحملة، سيتم استكمال أشغال إصلاح التسرب الهام الذي وقع بمنطقة، رفاس زهوان، مقابل نزل صبري بالواجهة البحرية، حيث تدخلت مديرية الري بصفة استعجالية، بتسخير مؤسسة مختصة لتجديد القناة المتضررة على مسافة 270 مترا طوليا وكل لوازم الربط، على اعتبار أن قناة التوزيع المعنية قديمة ومهترئة، مصنوعة من مادة الحديد ذات قطر200 ملم وقد تمت برمجتها مسبقًا للتجديد ضمن مشروع تتكفل به مديرية الري.
وسخرت ذات المصالح لحملة إصلاح التسربات، كافة الإمكانيات البشرية والمادية، مدعمة بفرق قادمة من وحدات تابعة للجزائرية للمياه، بكل من سكيكدة، خنشلة، بسكرة، سطيف، برج بوعريريج، جيجل، بليدة، المدية، تيزي وزو، البويرة، بومرداس، ميلة، قالمة، الطارف، باتنة وبجاية، بالإضافة إلى مقاولات .
وتهدف هذه الحملة، حسب ممثلي المدير العام بشركة الجزائرية للمياه، لإصلاح ما لا يقل عن 220 تسربا بمختلف الأقطار والأنواع، من أجل استرجاع كميات المياه الضائعة وكذا محاربة التوصيلات العشوائية التي ستساهم في استرجاع نحو 4 آلاف متر مكعب، كما تم توظيف أجهزة متطورة في هذه الحملة، للكشف عن طبيعة التسربات ومنح معلومات إلكترونية دقيقة بموقع الإصلاح، منها العمق وكمية التسرب وغيرها من المعطيات التي تساعد الأعوان التقنيين في التدخل ووقف التسرب.
وعملت الجزائرية للمياه، حسب المصدر، على جمع العتاد من باقي الوحدات، بهدف تسريع عملية الإصلاح في وقت قياسي، حيث ستتم متابعة الأشغال ومراقبة نوعيتها وإعداد تقرير سيرفع للسلطات الولائية والمركزية، حول مدى نجاعة الحملة وفي هذا الشأن، حرص الوالي على ضرورة مراقبة الأشغال بعد انتهاء الإصلاحات، كون التجارب السابقة تثبت عودة الأعطاب بعد ساعات من القيام بالأشغال.
وفي مجال التطهير، حسب مديرة الموارد المائية لولاية عنابة، للنصر، فقد تم إطلاق مشاريع بعدة بلديات، في إطار محاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه، حيث أن أغلب المشاريع ببلديتي عنابة والبوني، بغلاف مالي يقدر بـ 300 مليار سنتيم، خصص جزء معتبر من المبلغ لإعادة الاعتبار والتجديد لمحطات التطهير وبعضها لم يستفد من عمليات الصيانة منذ 1983.
وأضافت، بريكي، أنه يجري إنجاز مشروع تجديد شبكة توزيع المياه الشروب على مسافة 220 كلم، لتشمل 10 بلديات مقسمة إلى 22 حصة، بقيمة 200 مليار سنتيم، حيث انطلقت الأشغال بها جميعا، إلى جانب إنجاز 10 خزنات ضخمة، تستقبل المياه من محطة تحلية البحر بكدية الدراوش، بالإضافة إلى زيادة إنتاج المياه الجوفية، حيث تهدف مصالح مديرية الري رفقة الجزائرية للمياه، لبلوغ تزويد الساكنة بشكل يومي، في ظل شح الأمطار خلال السنوات الأخيرة، حيث يعرف سد الشافية نقصا في منسوب المياه.
وحسب مديرية الري، فإن نظام توزيع المياه الشروب، سيصبح بشكل يومي عبر جميع أحياء وبلديات الولاية، مع دخول جميع المشاريع حيز الاستغلال بكامل طاقتها، منها محطة تحلية مياه البحر ومشاريع تنقيبات وحفر للآبار بقرباز في ولاية سكيكدة وتريعات وحجر الديس بولاية عنابة وكذا استكمال جميع مشاريع تجديد شبكات التوزيع والتي تشرف عليها شركة الجزائرية للمياه.
حسين دريدح