رفع مجمّع تربية الدواجن للشّرق، المعروف سابقا باسم «أورافي»، دعاوى قضائية ضد منتجي بيض على مستوى ولاية قسنطينة بسبب عدم دفع مستحقات مترتبة عليهم، فيما تسببت موجة الحر المسجلة مؤخرا في ارتفاع الأسعار.
وذكر عضو جمعية مربي الدواجن بقسنطينة، نور الدين بوعبلو، في اتصال بالنصر، أن المتابعات تمت على مستوى عدة ولايات ولا تشمل قسنطينة وحدها، مشيرا إلى أن عددا من المربين المعتمدين قد وجدوا أنفسهم أمام العدالة أو مهددين بالمتابعة بسبب عدم قدرتهم على دفع مقابل الدجاج البيّاض، المعروف في أوساطهم باسم «الدجاج الأحمر»، الذي تحصلوا عليه من المجمع بعقود موثّقة تلزمهم بدفع شطر من المستحقات كل شهر.
وذكر محدثنا أن المنتجين لم يتمكنوا من الالتزام بالآجال المحددة للدفع بسبب المشاكل المسجلة في السوق والتذبذب في الأسعار، حيث أشار إلى أنه تعرض شخصيا للمتابعة القضائية بسبب نفس الأمر، وأكد أن بعض المنتجين اضطروا إلى بيع سياراتهم وبعض ممتلكاتهم من أجل تسديد المستحقات.
وأضاف نفس المصدر أن العقود التي اقتنى بها المنتجون الدجاج الأحمر، لا تنص على طريقة التعويض في حال تكبد المعنيون خسائر، في حين قال إن التكاليف مرتفعة جدا، كما يقدر حجم الديون بكمية الدجاج التي يتم اقتناؤها، حيث أكد أن المجمع يدين لبعض المنتجين بمبالغ تقدر بحوالي 250 مليون سنتيم، بينما قد تصل ديون آخرين إلى 500 مليون أو أكثر من ذلك.
وأكد بوعبلو أن المنتجين يواجهون مشاكل في التسويق، حيث يَشترِط التّجار الذين يقتنون منهم السلع عدم الدفع إلى غاية بيع البيض، فضلا عن أنّهم يحمّلون مسؤولية البيض الذي يُكسَر للمُنتجين، رغم أنّ الكثير من تجار التجزئة لا يملكون التجهيزات الضرورية للحِفظ والنّقل، مثلما قال بوعبلو.
وقال نفس المصدر إن موجة الحر الحالية قد أثرت على نشاط مربي الدجاج الأبيض أيضا، ما جعل الأسعار ترتفع «قليلا» في الأيام الأخيرة، رغم تأكيده على أن الوسطاء من التجار ينفردون بالانتفاع من هذه الزيادات دون المربين، الذين يواصلون عرض منتجاتهم بنفس الأسعار في جميع الظّروف، فيما أوضح أن ثمن الكيلوغرام من الدجاج في الآونة الأخيرة قد عرض لدى المربين بما بين 100 إلى 120 دينارا.
وأكّد محدثنا أن مربي الدواجن يتكبّدون خسائر منذ حوالي سنة بسبب اضطراب السوق وعدم استقرار العرض والطلب على وتيرة واحدة، في حين عزا المشاكل التي تواجه المربين خلال فصل الحر، إلى عدم امتلاكهم التجهيزات الخاصة بالتكييف، معتبرا أن تربية الدواجن داخل البيوت البلاستيكية تشوه البيئة، و أنها طريقة غير فعالة على أرض الواقع.
سامي.ح